"التحالف": مهمتنا في سورية لن تنتهي مع طرد "داعش"

"التحالف": مهمتنا في سورية لن تنتهي مع طرد "داعش"

25 مايو 2018
+ الخط -
قال اللواء فيلكس غيدني، نائب قائد قوة العمليات المشتركة في"التحالف الدولي" لمحاربة تنظيم "داعش"، إن مهمة "التحالف" في سورية والعراق لن تنتهي بمجرد استعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، بل ستمتد حتى استتباب الأمن والاستقرار في المناطق التي يتمّ تحريرها.

وخلال موجز صحافي عقده في مقرّ وزارة الخارجية البريطانية، تمسك غيدني، في معرض إجابته عن سؤال لـ"العربي الجديد" حول أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا في غارات "التحالف"، بـ"العدد الرسمي وهو 883 ضحية من المدنيين"، وذلك رغم تقرير منظمة "إيروورز"، الذي يقول إن العدد الحقيقي هو عشرة أضعاف الرقم المُعلن.

وقال إن "التحالف يحاول جاهداً العمل على تقليل الإصابات بين المدنيين، ويتمّ ذلك من خلال تحري الدقة في الضربات الجوية"، معتبراً أن هذه الحرب (ضد "داعش") "كانت أكثر الحروب دقة في التاريخ الحديث". وأضاف "نتحرى الضرورة العسكرية لكل ضربة جوية. ونحن أيضاً شفافون في طريقة تعاملنا مع أفعالنا والتصريح عنها"، مشيراً إلى أن "التحالف" أعلن عن 30 ألف ضربة جوية، "بياناتها متاحة للجميع".

واستطرد نائب قائد قوة العمليات المشتركة من "التحالف الدولي" في هذا الشأن، متحدثاً عن عملية تحرٍّ يجريها التحالف "لجميع الحوادث التي تخلف ضحايا، وعندما نجد دليلاً على ذلك، نعلن عنه أيضاً". إلا أنه أكد اتهامات تقرير "إيروورز" بأن التحري عن الإصابات يتمّ عن بعد، ولا يملك "التحالف" طريقة للتأكد على الأرض.

وقال الجنرال البريطاني إن المرحلة الأولى من العمليات العسكرية على الجانب السوري من الحدود انتهت الأسبوع الماضي، وهدفت إلى "التخلص من سيطرة داعش وإقامة مناطق دفاعية بالتعاون مع القوات الأمنية العراقية في الجانب اﻵخر من الحدود".

ورأى الجنرال البريطاني أنه "ورغم تحرير قوات سورية الديمقراطية 98 في المئة من اﻷراضي تحت سيطرة داعش، إلا أن التنظيم ﻻ يزال يهدد الاستقرار الدولي. فداعش لا يزال يحتفظ بقدرته الإعلامية والتنظيمية، وأثبت أنه تعلم من التجارب التي يخوضها. ويحاول باستمرار العودة إلى المناطق المحررة".

وأشار كذلك إلى أن "داعش" لا يسعى إلى إعادة إنتاج نفسه، إنما ما يتبدل هو استراتيجيته في محاولة منه للبقاء". وتحدث أيضاً عن "قدرة التنظيم على التأقلم مع غياب قياداته، وهو ما يقلل من أهمية شخص (زعيم التنظيم أبو بكر) البغدادي واعتقاله، والذي لا تتوفر لدى التحالف معلومات عن مكان وجوده".

وقال غيدني إن وجود "التحالف" في المنطقة لن ينتهي "فقط بمجرد انتهاء العمليات العسكرية"، فهزيمة "داعش" النهائية "تحتاج ضمان عدم عودته إلى هذه المناطق والقضاء على أسباب ظهوره". واعتبر المسؤول في "التحالف" أن ذلك يتم "من خلال تأمين هذه المناطق بقوات أمنية محلية، إضافة إلى نشر الاستقرار في المنطقة وإعادة أهلها إليها، إضافة إلى استعادة الخدمات الأساسية والتعليم، ولكن من دون ربطها بجهود إعادة الإعمار".

وشدد غيدني على وجوب تعامل المجتمع الدولي من جهته مع الظروف التي أدت الى صعود التنظيمات المتطرفة، وضرورة استمرار دعم العراق وسورية لضمان اﻻستقرار وعدم العودة إلى هذه الظروف.

أما على المدى البعيد، فتشمل الاستراتيجية أيضاً محاربة أفكار "داعش" وعقيدته، وهو ما سيحتاج إلى المزيد من الوقت، وليس بالمهمة العسكرية.

وأشار الجنرال البريطاني إلى أن تغير طبيعة الأعمال في العراق وسورية "دفع بقوات التحالف إلى تقليص أعدادها، بينما يتم التركيز حالياً على تحويل القوات المحلية إلى قوات أمنية كفوءة في المرحلة التالية، مزودة بالتدريب اللازم للتعامل الحسن مع المحليين، وهو ما يشمل تدريباً في أسس حقوق الإنسان".

أما في ما يتعلق بملف مقاتلي "داعش" الأجانب، فقال غيدني إن الرقة كانت مركزاً للعمليات التي تستهدف أوروبا، وتحريرها بالفعل قلل من خطر هذه العمليات في الدول المشتركة في "التحالف"، ولكن الهزيمة النهائية "هي التي ستكفل الأمن المطلوب"، على حدّ وصفه.

ولفت إلى وجود الآلاف من المقاتلين المعتقلين، ومنهم المئات من الأجانب، متحدثاً عن ضرورة أن تتوصل الحكومات الوطنية إلى طريقة للتعامل مع هؤلاء، الذين بحسب رأيه "لا يزالون يشكلون خطراً، ولن نستطيع الإفراج عنهم. كما لم تطالب أي من دول الناتو بمواطنيها المقاتلين مع داعش".

وفي ما يتعلق بملف "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، فأشار إلى أن  الخطة على المدى البعيد هي "أن تتحول إلى قوة أمنية تضمن الاستقرار في إطار دولة سورية موحدة". أما "التقارير التي تدل على خروقات من جانبها، والتي هي قليلة العدد، فيتم التعامل معها وبحزم من جانب قيادة هذه القوات"، كما قال.

ولم يتطرق غيدني إلى ملف "داعش" خارج المنطقة الشمالية الشرقية من سورية، خاصة منطقة البادية التي برزت تقارير بتلقيها مقاتلي "داعش" الخارجين من مخيم اليرموك. إلا أنه أشار إلى أن التنظيم "يتمتع بحرية الحركة في تلك المنطقة ويشكل خطراً على المدى البعيد"، والذي سببه "عدم قدرة أو رغبة نظام الأسد في التعامل مع جيوب داعش فيها".