المرزوقي: التغيير في تونس لن يكون إلا بالانتخابات

المرزوقي: التغيير في تونس لن يكون إلا بالانتخابات

06 فبراير 2018
+ الخط -
خلص الرئيس التونسي السابق ورئيس حزب "تونس الإرادة"، المنصف المرزوقي، بعد جولته في مختلف محافظات البلاد استعدادا للانتخابات البلدية المقبلة، إلى أن الأوضاع كارثية والتغيير بيد التونسيين لن يكون إلا بالانتخابات أو بثورة جديدة.

 

وقدّم المرزوقي حصيلة جولته، التي انتهت أمس، في تدوينة على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، لخّص فيها ما شاهد من مآسي وآلام التونسيين من أقصى الجنوب الى أقصى شمال البلاد وتحدث خلالها عما بلغته الأوضاع وما رصده من أوجاع الناس ومشاغلهم وتطلعاتهم.

 

وفي حوار أجراه أمس على القناة التاسعة الخاصة، اعتبر المرزوقي أن لا حل أمام التونسيين للخروج من هذه الوضعية الصعبة التي تمر بها البلاد إلا عبر المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة التي ستجري يوم 6 مايو/ أيار 2018، وعبر الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع، مشيرا إلى أن السيناريو الثاني لتجاوز هذا الوضع هو بثورة واضطرابات من جديد.

 

وقال المرزوقي: إن الانتخابات البلدية لها أولوية كبرى ولها أهمية قصوى في الديمقراطية، وقد كنت أول من طالبت بها منذ 2011 وطلبت من حمادي الجبالي، رئيس الحكومة حينها، إجراء الانتخابات البلدية لكن تعلل بقصر المدة - غير ممكن في فترة سنة فقط - ولولا تأجيلها لما وصلنا إلى هذه الحالة. واليوم بعد هذه السنوات من حكم الرئيس السبسي أيضا  3 سنوات أخرى لم تحدث الانتخابات.

 

وبين الرئيس السابق أن مشكلة تونس اليوم هي عدم بلوغها بعد مرحلة الاستقرار، والسبسي فرط بفرصة ثمينة لتحقيق الاستقرار السياسي رغم توفر أغلبية برلمانية كبيرة لفائدته، معتبراً أنه اعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية حتى لا تدخل البلاد في دوامة العنف، مشيراً إلى مخاوفه من تزوير الانتخابات المقبلة وخشيته من أن يلعب المال السياسي دوراً في تشويه الانتخابات البلدية.

 

وقال المرزوقي إنه لن يترشح للانتخابات البلدية ولكن مهمته دعوة الشباب والقيادة الجديدة للمشاركة وتحريض الناس للإقبال على الانتخابات والإقدام على تقرير مصيرهم. وأفاد المرزوقي بأنه تمت مغالطة الرأي العام، فلو تمت المقارنة بين فترة حكم الترويكا (الأحزاب الحاكمة زمن ولايته النهضة والمؤتمر والتكتل) التي دامت 3 سنوات بفترة حكم السبسي 3 سنوات أيضا بالأرقام فإن الترويكا فتحت 100 ألف موطن شغل جديد، بينما اليوم تفاقمت نسب البطالة. وكانت قيمة الدينار التونسي 2 يورو واليوم بلغ 3 يورو وتم في فترة الترويكا كتابة الدستور الذي يعد من أروع الدساتير، كما أجريت انتخابات حرة وفي موعدها، على حد تعبيره.

وأضاف المرزوقي أنه هو من قام بتسليح الجيش التونسي على أفضل ما يكون ليصبح على أهبة الاستعداد في مواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أن فترة السبسي شهدت انتهاكات في حق الصحافيين وسجن المدونين وارتفعت المديونية والبطالة وأصدرت المنظمات الحقوقية تقارير عن التعذيب، بينما في عهده لم يسجن أي صحافي أو مدون.

واستغرب المرزوقي اتهامه بالتحريض على الفتنة والتقسيم الجهوي، في حين أنه يتحدث عن تطبيق الدستور بتفعيل اللامركزية وتنزيل السلطة المحلية وإعطاء الأقاليم والبلديات والجهات التصرف والتدبير الحر في مناطقهم وجهاتهم كما ينص عليه الدستور.

 

وقال المرزوقي إن الثورة مهددة في تونس والحريات مهددة من قبل عودة منظومة القمع، داعياً الإعلام والمجتمع المدني إلى حماية المسار الديمقراطي ومراقبة الانتخابات المقبلة.