الجزائريون ينعون "صديق الثورة الجزائرية" محمد مهدي عاكف

الجزائريون ينعون "صديق الثورة الجزائرية" محمد مهدي عاكف

23 سبتمبر 2017
+ الخط -


نعى عدد كبير من القياديين والناشطين في الأحزاب والهيئات الإسلامية الجزائرية المرشد السابع لـ"الإخوان المسلمين" في مصر، محمد مهدي عاكف، واستعاد بعضهم ذكريات لقاءات سابقة جمعتهم به، خاصة أن علاقة عاكف بالجزائر تعود إلى فترة دعمه الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي في الخمسينيات.

وكتب الرئيس السابق لحركة "مجتمع السلم"، عبد الرزاق مقري، على صفحته في "فيسبوك" "وفاة المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بسجون السيسي. لم يرحموا شيبته، لم يرحموا مرضه، لم يراعوا فضله، لم يقدروا علمه. كان صديقا، شجاعا، مرحا، محبا للجزائر، أنصف حركة "مجتمع السلم" أثناء الانشقاق. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جنانه. وانتقم اللهم ممن ظلمه، وأرِ غيره من المظلومين فيهم يوما أسود تكسر شوكتهم وتذهب ريحهم، وتخلف مصر حكاما وطنيين مؤمنين صالحين، ترفع بهم الغبن عن شعب مصر، وتعز بهم دينك وأمة نبيك، وتعجل بهم تحرير فلسطين".

وكتب الأمين العام لـ"حركة البناء"، أحمد الدان "صديق ثورة التحرير الجزائرية المرشد السابع للإخوان المسلمين، أستاذ الجيل محمد مهدي عاكف، ارتقى شهيدا إلى الله بعد أن أمضى عمرا في الثبات وعمرا في الدعوة، وعمرا في التربية، وعمرا في بناء المؤسسات وترسيخ قيم التداول، وعمرا في التجديد الحركي، وعمرا في دعم قضايا التحرر، وعمرا في الجهاد من أجل تحرير فلسطين. رحمه الله كان مولعا بثورة الجزائر حتى إنه جعل بيته مركزا للثوار الجزائريين يتدربون فيه على الرياضة القتالية والسلاح، ومنتدى لطلبة الجزائر يناقشون فيه قضايا الثورة ضد الاستعمار، ومنزلا للأحرار، خاصة من أهل المغرب العربي، الذين كانت تربطه بهم، كما قال رحمه الله، رابطة العقيدة ورابطة التحرر، ورابطة الدم، لأن أصوله تعود إلى المغرب العربي". 

وأضاف الدان "استشهاد الأستاذ الجليل مهدي عاكف سيكون معلما للأحرار، كما كان عمر المختار وسيد قطب وبن مهيدي وأحمد ياسين، وسيكون منارة للأجيال لكي لا تضل عن طريق الحق مهما كان الظلم والاستبداد".

وكتب أحمد أحمد "لو كانت الجزائر في أيدي المخلصين، لحزنت اليوم لوفاة هذا الشخص العظيم. كيف لا وهو الذي كان سندا لثورتها بالمال والإعلام وتدريب المجاهدين".

واستعاد بلقاسم قدوري لقاء سابقا جمعه بعاكف فقال "كان لي شرف اللقاء به ذات يوم من شهر يناير 2006 مع جمع من الإخوان الأفاضل، على رأسهم الأستاذ عبد الرحمان سعيدي، الذي أشرف على اللقاء. استمعنا إلى نصائح الأستاذ محمد مهدي عاكف وتوجيهاته (..) رحم الله البطل عاكف الذي لم يركع لطاغية ولم يسجد لصنم من الحكام، ولم يطف بقصور الملوك ولم يسع بين فنادق الأمراء وإقاماتهم الفاخرة. حسبه أنه كان يسعى ويجتهد للحصول على منزلة في جنات عالية قطوفها دانية لا تسمع فيها لاغية".

وعبر الناشط سامي فارس عن ألمه للظروف التي توفي فيها الشيخ عاكف، وكتب على صفحته على فايسبوك: "رحم الله المرشد المهدي العاكف على خدمة دينه وأمته، فلقد كان له من اسمه نصيب وأي نصيب.. انتقل من سجن الدنيا إلى سعة الآخرة، 27 سنة في سجون الظالمين ولم يَبع قضيته أو يجبن عن نصرتها.. إنه أيقونة النضال والثبات، جاهد في فلسطين سنة 1948، وكان يجمع المال للثورة الجزائرية ويتكفل بالطلبة الجزائريين في القاهرة، واستمر في خدمة دينه وأمته في مسيرة دعوية عمرها أكثر من 70 سنة. عسى أن يأتي يوم قريب تتغير فيه المواقع، ويكون السجن موقع الظالمين القتلة الفاسدين وليس الأحرار"، ودعا "إلى صلاة الغائب على روحه في كل ولايات الجمهورية الجمعة القادمة".

وطالب يعلى عبد القادر بأداء صلاة الغائب على المرشد السابع لـ"الإخوان المسلمين" وكتب على صفحته: "الظلمة المتغطرسون تلاميذ أغبياء لا يتعلمون درسا في حياتهم... لم يتعلموا أن الفكرة الصادقة إذا جوبهت بالحديد والنار اشتد عودها وتعمقت في محبيها وكثر أنصارها. بجبنكم وإمعانكم في الظلم أضفتم قلوبا محبة لدعوة الإخوان، أما الشهيد الشيخ مهدي عاكف، الذي منعتم الصلاة عليه، فقد صلى عليه كل أحرار العالم، وانتقل من هذه الدنيا الحقيرة إلى دار النعيم المقيم الذي اعتقلوه ظلما وأمرضتوه إهمالا وقتلتموه عمدا ولم تسمحوا بصلاة الجنازة عليه تجبرا واستعلاء، وسيأخذكم رب العزة أخذ عزيز مقتدر جزاء نكالا. وأتمنى من كل غيور صادق أن يصلي عليه صلاة الغائب".