كارلوس عازار: أقول لا حين لا يعجبني الدور

كارلوس عازار: أقول لا حين لا يعجبني الدور

10 فبراير 2021
عازار: القطاع الدرامي في لبنان لم يحظ بأي دعم رسمي من الدولة (العربي الجديد)
+ الخط -

تزدحم روزنامة الممثل اللبناني كارلوس عازار بعدد من المسلسلات اللبنانية والعربية، التي يطلّ من خلالها على جمهور الدراما، سواء عبر المنصّات الرقمية أو الشاشات المحلّية، فبعد مشاركته في  "دفعة بيروت" و"لا حُكم عليه" و"غُربة"، ها هو يطلّ حالياً في بطولة المسلسل الاجتماعي "حادث قلب"، من كتابة وليد زيدان وإخراج رندا علم، كما أنه يستعدّ لسلسلة أعمال درامية وسينمائية أخرى، يكشف عن تفاصيلها في مقابلة خاصة أجرتها معه "العربي الجديد".

وبعد غياب نحو عامين عن جمهور الشاشة، يسجّل عازار عودةً دراميةً قوية من خلال أدوار بارزة، يؤدّيها في أعمال لبنانية بحتة أو عربية مشتركة ولكنه يوضح: "لم أبتعد فعلياً، ولكن الفترة التي مرّت بين مسلسلي "ثورة الفلاحين" و"غربة" لم تكن فترة عدم إنتاجية، بل على العكس تماماً، فقد صوّرت خلالها ثلاثة مسلسلات، هي "غربة" و"حادث قلب" و"خيبة أمل" بالإضافة إلى فيلم سينمائي. ولكن مشكلة كورونا وثورة 17 تشرين والظروف العامّة، أخّرت بشكل أو بآخر عرض بعض الأعمال". 

يعترف: "نعم، أنا انتقائي في أدواري، ولا مشكلة لدي في قول "لا" والاعتذار عن أي دور لا يقنعني. وعندما أرفض أي عمل، أفسّر السبب، فالاستراتيجية التي يرسمها الممثل لنفسه لا تتوافق دائماً مع الاستراتيجية التي تكون لدى المنتج الذي لديه اعتبارات مختلفة لتولّي إنتاج أي عمل درامي"، شارحاً أنه "لا يدع اعتذاره عن أي دور يؤثّر سلباً على علاقته بالمنتجين وصنّاع الدراما "، معترفاً في الوقت عينه أن نقيض ذلك حدث "مرّةً واحدةً مع شخص لم يتعامل معي بأخلاق مهنية عالية". 

سينما ودراما
التحديثات الحية

وعمّا جذبه للمشاركة في مسلسل "حادث قلب"، حيث يتشارك البطولة مع الممثلة اللبنانية ستيفاني عطالله، ومجموعة من نجوم الدراما اللبنانية، يقول: "أحببت مختلف عناصره، وأّولها وجود المنتجة مي أبي رعد، فأنا أحب كثيراً طريقة عملها وهي من المنتجين الذين يعرفون السرّ وراء التركيبة الدرامية الناجحة. من جهة أخرى، جذبني كثيراً نص وليد زيدان الذي اعتمد طريقة السهل الممتنع مع تقطيع جميل للمشاهد وقصّة جذابة. أنا معجب أيضاً بأعمال رندا علم، سواء على صعيد الأعمال الغنائية المصوّرة التي كانت تتولّى إخراجها، أو حتى الأعمال الدرامية التي كانت تشارك فيها كممثلة. وهي تخوض في "حادث قلب" تجربتها الأولى في مجال الإخراج الدرامي، وهذا رهان قمنا به؛ فليس من الضروري أن يكون مخرج الفيديو كليب ناجحاً أيضاً في الإخراج الدرامي، فالمجالان مختلفان تماماً. ولكن علَم لديها الحس الدرامي كممثلة، والجماليات البصرية كمخرجة فيديو كليب".   

وعن التغيّرات التي فرضها دخول الأعمال الدرامية إلى سوق المنصات الرقمية، يقول: "اليوم يوجد انفتاح أكثر، أصبح المخرجون يعملون على مستويات أعلى لأنهم باتوا منفتحين على ما يتمّ تقديمه في الخارج. ولم يعد ممكناً الاستمرار بطريقة العمل نفسها التي كانت متّبعة سابقاً في المجال الدرامي فالقطاع كلّه تطوّر. وللأسف، هناك مسلسلات ما زالت تُعرض على الشاشات في لبنان تتسم بالرداءة. العالم أصبح في مكان آخر تماماً، ومخرجون ومخرجات كثيرون اليوم باتوا يذهبون بأعمالهم باتجاه الموجة الجديدة من الأعمال الدرامية ويدخلون عليها المنحى الأجنبي في طريقة العمل". 

وعن الفارق بين تطوّر قطاع السينما في لبنان، ووصوله إلى المهرجانات والجوائز العالمية، في مقابل الانتشار المحدود للدراما اللبنانية في المشهد الدرامي العربي، يقول: "هذا موضوع بحث طويل. معظم الأفلام التي تصل إلى المهرجانات العالمية هي أفلام لديها تمويل خارجي، سواء أكانت أفلام زياد دويري أو نادين لبكي. اليوم التمويل الأجنبي يفرض نوعية مواضيع معينة تحظى باهتمام الجهات الإنتاجية الخارجية، والمهرجانات السينمائية الكبرى، وهي تكون غالبا مواضيع تعكس خصوصية البلد وتكون مأخوذة من صلب واقعه. وهذا لا يلغي أبداً مهارة وإبداع دويري ولبكي".

في المقابل، يرى عازار أن "المشكلة في الدراما اللبنانية هي أننا أخذناها إلى مكان تصلح فيه لأن تكون موجودة في أي مكان وزمان. استوحينا قليلاً من الدراما المكسيكية بعد تأثرّنا بها في أوائل التسعينيات، وقليلاً من موجة الأعمال التركية، فأصبح لدينا أعمال تعكس أي مجتمع في أي بلد كان، ولم نذهب كثيراً إلى خصوصية بلدنا الذي يزخر بالموضوعات الشائقة التي تستحق تناولها في الأعمال الدرامية... ولذلك، أصبحنا نوعاً ما محصورين في مكان معيّن، ولذلك لكي تتمكّن الدراما من الخروج من وجودها المحلّي، وتحقق انتشاراً أوسع، يجب أن تنطلق من خصوصية البيئة التي تنتجها، وذلك أسوةً مثلاً بالأعمال الدرامية السورية التي أدخلت الحارة الشامية على عقلية العالم العربي والخليج، رغم أن تناول الحارة الشامية درامياً لم يسلم من المفارقات التاريخية".

ويرى أن "لبنان مليء بالموضوعات المهمة، ولكن القطاع الدرامي في لبنان لم يحظ بأي دعم رسمي من الدولة، كما أن الحركة الإنتاجية التي استمرّت بعد الحرب اللبنانية لغاية أوائل الألفية، كانت خجولةً وتكتفي بإنتاج الأعمال التي تصلح لعرضها محلّياً، إلى أن شهد القطاع دخول منتجين كبار، بدؤوا يشجعون على صناعة أعمال أكثر دسامةً، ويتيحون للأعمال اللبنانية انتشاراً أكبرَ في الخارج".         

وعن أعماله الجديدة، يعلن: "أصور في الوقت الحالي مسلسلاً جديداً، وهو من إنتاج شركة "غولد فيلمز"، من إخراج إيلي رمّوز، ونص جويل مغامس، وقد ارتأت الشركة هذه المرة بدلاً من أن تختار لثنائية البطولة ممثلاً مصرياً أو سورياً أو تونسياً مقابل بطلة لبنانية على ما جرت العادة في الإنتاجات العربية المشتركة، أن تقوم هذه المرّة بإسناد البطولة إلى ممثل لبناني، وممثلة سورية. هذا المسلسل سيكون ضمن موسم رمضان 2021".

يضيف: "ومن جهة أخرى، صوّرت مسلسلاً مع المخرج إيلي برباري، لم يبصر النور بعد. هو حالياً في مرحلة المونتاج. كما أنني صوّرت فيلم "فايك بوك" مع المخرج إيلي حبيب وكذلك لم يعرض بعد نظراً للأحداث التي أدت أخيراً الى إقفال صالات العرض السينمائية. وهناك تفاوض على مشاريع أخرى نتحدّث عنها في حينها". 

وعن المكانة المتزايدة للمثل اللبناني في الأعمال الدرامية المشتركة، يقول: "أعطونا كممثلين لبنانيين الثقة ولن نخيّب ظنكم. ونقولها بشكل خاص للمنتجين الذين أصبحوا يعطوننا ثقة كبيرة في السنوات الأخيرة، ما جعلنا نرى ممثلين لبنانيين نجوماً وناجحين موجودين في الأعمال المشتركة، ويتركون دائماً بصمة خاصة بحضورهم ومشاركتهم، واستطاعوا أن يبرهنوا على أنهم بقدر المسؤولية وأكثر".  

وعن نشاطه في مجال الغناء، يقول: "يشرفني أن أكون ابن جوزيف عازار، ولكن هذا ليس شرطاً لدخولي مجال الغناء؛ فالشرط الأساسي هو أن يكون لدي الموهبة والصوت. وبالنسبة لي، بعد أن قدمت نحو ثماني أغنيات خاصّة، وعملين غنائيين مصوّرين، وأسست شركة وتكبّدت تكاليف إنتاجية، يمكنني القول إن هناك مجموعة عوائق واجهتني، لذلك قررت أن آخذ استراحة قصيرة. ولكن هذا لا يعني أنني توقفت عن الغناء، وحالياً نشاطي في مجال التمثيل يأخذ الكثير من وقتي، ولكن هذا لا يمنع أنني أعمل أيضاً على مشاريع في مجال الغناء، وهناك عدد من الأغنيات التي قمت بنفسي بتأليفها ولكن لم أقرر بعد إن كنت سأقدّمها بصوتي أو سأقدّمها لمطربين آخرين".

المساهمون