فنان صربي يحوّل المخلفات العسكرية إلى أدوات موسيقية

فنان صربي يحوّل المخلفات العسكرية إلى أدوات موسيقية

21 فبراير 2021
يبحث بين "مقابر الأسلحة" على الأصوات (أندريه إيزاكوفيتش/فرانس برس)
+ الخط -

كل أسبوع، يتجول النحات الصربي نيكولا ماكورا في ساحة تحوي مخلفات عسكرية، بحثاً عن الأصوات. من خلال البحث بين بنادق وخوذات وصواريخ مهملة، يضرب بأصابعه على الأسلحة القديمة للعثور على قطع يمكنه نقلها إلى الاستوديو الخاص به وتحويلها إلى آلات موسيقية.

يحاول الرجل البالغ من العمر 42 عاماً تحويل أدوات التدمير السابقة هذه إلى وسائل للإبداع في منطقة ما زالت تحمل ندوباً من حروب التسعينيات التي دمرت يوغوسلافيا.

ونجح في تحويل مدفع وقارورة عسكرية للغاز إلى آلة تشيلو، وصنع غيتاراً من بندقية "زاستافا إم 70" وخوذة للجيش اليوغوسلافي، وجمع كماناً من مشط رشاش وصندوق إسعافات أولية، من بين أشياء أخرى.

الصورة
(أندريه إيزاكوفيتش/فرانس برس)

وقال ماكورا، وهو أستاذ مساعد في أكاديمية نوفي ساد للفنون في شمال صربيا: "البنادق تحيط بنا في كل مكان. نحن محاطون بالدمار، لدرجة أننا لم نعد نلاحظه".

وهناك عدد هائل من المواد التي يمكن استخدامها. فمنذ انتهاء الحروب المتعاقبة، أصبح بيع المعدات العسكرية الخارجة عن الخدمة مقابل مبلغ زهيد، مشهداً مألوفاً في كل أنحاء البلاد.

وتحتوي هذه "المقابر" على بنادق وقنابل وأقنعة واقية من الغاز، وكذلك على مركبات قتالية ورادارات، وحتى قطع ضخمة من طائرات حربية.

وهدف النحات إنشاء أوركسترا كاملة تجوب أنحاء المنطقة وتقدم عروضاً موسيقية، مع وجود محاربين سابقين ضمن الفرقة.

الصورة
(أندريه إيزاكوفيتش/فرانس برس)

وأوضح قائلاً: "أريد منح أولئك الذين شاركوا في الحرب فرصة لاستخدام الأسلحة التي استخدموها في الحرب لابتكار الموسيقى".

وهو استقدم الفنان التشكيلي والمحارب السابق سرديان ساروفيتش الذي يحب العزف على الغيتار المصنوع من بندقية وخوذة.

الصورة
(أندريه إيزاكوفيتش/فرانس برس)

وروى ساروفيتش، قائلاً: "تتحول هذه البندقية آلة موسيقية حصراً. عندما أمسكها بين يدي وأعزف عليها، لا يقلقني إلا طريقة مواءمتها مع الآلة الموسيقية".

مشروع ماكورا التالي تحويل دبابة عسكرية إلى آلة إيقاعية لخمسة موسيقيين، وهو يخطط لطلائها باللون الزهري.

وختم ضاحكاً: "صنع أداة موسيقية من دبابة؟ إنه كصنع آلة موسيقية من بندقية. مستحيل".

الصورة
(أندريه إيزاكوفيتش/فرانس برس)

(فرانس برس)

المساهمون