Red لتايلور سويفت... لكل حرب أسلحتها

Red لتايلور سويفت... لكل حرب أسلحتها

21 نوفمبر 2021
تتصرف وكأنّها نجمة في عقدها الأخير (آيزاك بريكين / Getty)
+ الخط -

تخوض تايلور سويفت، اليوم، حرباً جديدة في الوسط الفني، تختلف بطبيعتها عن كلّ المعارك التي خاضتها في السابق؛ فهي لا تعيش حرباً مع نجمة تنافسها للتربع على عرش الموسيقى السائدة، كالتي خاضتها من قبل مع كاتي بيري، وأنهتها بمشهد هزلي في كليب You need to calm down؛ حيث تعانق البطاطا المقلية سندويشة الهامبرغر.

كما أنها ليست حرباً مع نجم يشكك بأهليتها وأحقيتها في المكانة التي وصلت إليها، كالتي خاضتها مع كاني ويست، والتي عرفت كيف تستثمرها لصالحها بتقمص لقب الأفعى الذي نُعتت به؛ فحولتها إلى تميمة الحظ الخاصة بها.

الحرب الجديدة تختلف عن كلّ ما سبق، لأنها لا تخوضها ضد صناع محتوى ينافسونها، وإنما ضد شركات إنتاج تحتكر ما صنعته سويفت في الماضي، وتتاجر باسمها؛ الأمر الذي لم تتقبله سويفت، لتعلن حرباً جديدة تهدف فيها لإعادة امتلاك ذاتها، عن طريق إعادة إنتاج نفسها، لتضع نفسها هذه المرة في مواجهة مثيرة مع ماضيها الفني.

الحكاية بدأت قبل سنتين، عندما قام سكوتر براون بشراء شركة "بيغ ماشين ريكوردز" من سكوت بورشيتا، ليمتلك حقوق ملكية الألبومات القديمة التي أنتجتها الشركة لتايلور سويفت، ويمنعها من أداء أغانيها الخاصة! لتبدأ سويفت حينها أولى معاركها، حين نشرت تفاصيل الحادثة، رغم التهديدات والخسارات القانونية المحتملة.

وبعد أن بيعت حقوق الملكية مرة أخرى، قررت سويفت أن تعيد إنتاج نفسها لتنافس بألبومات جديدة نجاحات الماضي، وقد أعلنت عن هذه الخطوة نهاية العام الماضي، وأعادت حتى اليوم إنتاج ألبومين من أنجح ألبوماتها؛ إذ أنتجت نسخة مطورة عن ألبوم Fearless شهر إبريل/نيسان الماضي، لتحيي أغاني ألفتها عام 2008، وأنتجت الأسبوع الماضي نسخة جديدة عن ألبوم Red، الذي يمثل واحدة من أبرز المحطات الفنية في مسيرة سويفت، حين انتقلت من موسيقى الكاونتري إلى البوب روك عام 2012.

ألبوم Red (نسخة تايلور)، لا يتطابق مع النسخة القديمة من العمل، التي صدرت قبل تسعة أعوام. فعلياً هو ألبوم أوسع، يحتوي على جميع تفاصيل النسخة القديمة الأصلية والموسعة، ويضم بالإضافة إليها مجموعة من الأغاني المنفردة المتفرقة التي كانت سويفت قد أصدرتها بين عامي 2011 و2014.

وعلاوةً على ذلك، فإنّ الألبوم يحتوي على خمس أغانٍ جديدة لم تُطرح من قبل، أشارت سويفت إلى أنها جميعاً كتبت بذات الفترة، لكنها استبعدتها آنذاك، وعادت اليوم لتطورها وتردفها بباقي الأغاني الأصلية في الألبوم، التي تبدو في النسخة الجديدة أفضل بدورها في الماسترينغ، وباقي العمليات الفنية المرتبطة بالتسجيل. لذلك، احتوت النسخة الجديدة من ألبوم Red على 30 أغنية، في حين كانت النسخة الأولى منه تحتوي على 15 فقط، وكانت النسخة الموسعة تحتوي على 18.

النسخ الجديدة التي تعيد سويفت إصدارها متقنة الصنع بكل تأكيد، وقد يوافق البعض على اعتبارها ضرورية لاستعادة سويفت صوتها وحقوق الملكية الفكرية على إنتاجاتها، لكن لا يمكن إنكار وجود بعض السلبيات في هذه المعركة، التي جعلت سويفت تتصرف وكأنها نجمة في عقدها الأخير، تعيد استهلاك ذاتها بعد أن نضبت إمكانياتها وباتت عاجزة عن ابتكار أغانٍ جديدة تضاهي بجودتها نجاحات الماضي.

ذلك يتنافى مع الواقع فعلياً، فسويفت ما زالت في الحادية والثلاثين من عمرها. وخلال العقد الأخير، كانت تسير في وتيرة تصاعدية وتتحسن سوية إنتاجاتها في كلّ سنة، حتى وصلت إلى ذروة إبداعها في ألبومي Reputation (2017) وLover (2019)، قبل أن تنتج ألبوماتها الريفية المتزامنة مع أزمة كورونا وتدخل معها في حالة سكون زاد من ثقلها النسخ الجديدة من ألبوماتها القديمة، التي جعلتها تبدو وكأنها عالقة في دوامة الماضي وعاجزة عن الخروج منها.

بذلك، تكون سويفت بقدر المعركة التي خاضتها لاستعادة ملكية إنتاجاتها القديمة، لكن ذلك على حساب مسيرتها التي تجمدت وهي ما زالت في ذروة عطائها.

المساهمون