The plot in you: لا أريد أن أغرق معهم

The plot in you: لا أريد أن أغرق معهم

26 سبتمبر 2021
لا يمكنك إصلاح روحي وعكازي وبيتي (جوي فولي / Getty)
+ الخط -

إن تحديد موعد النهاية وختام الرحلة، هو أمر لا تناقشه الفرق الموسيقية عادةً أثناء قيامها بإنتاج ألبوم جديد، لكن فرقة الروك الأميركية، The plot in you، فجّرت المفاجأة، عندما أعلنت أن ألبوم  Swan Song، الذي أصدرته الأسبوع الماضي، سيكون عملها الأخير؛ ما يزيد الأمر غرابةً، أن الفرقة لا تزال فتية ولا يتجاوز عمرها الفني عشرة أعوام، أنتجت خلالها خمسة ألبومات فقط. ولم تبلغ ذروة نجاحها إلا في الألبوم السابق، Dispose، الذي أصدرته قبل ثلاثة أعوام.

وإذا ما كان ألبوم Swan Song هو الألبوم الأخير لفرقة The Plot In You بالفعل، فسيكون عندئذٍ القطعة الفنية الأخيرة في لوحة موسيقية رُسمت بعناية فائقة على غرار المسرحيات الكلاسيكية؛ فهي الفصل الأخير من الفصول الخمسة التي تسرد حكاية جديدة من الحكايات الغريبة في عالم موسيقى الروك.

هذه القطعة الأخيرة، وصفها مؤلف أغاني الفرقة، لاندون تيويرز، بأنها تتمحور حول كيفية التعامل مع النهايات، وهو تأطير موضوعي واضح جداً في العنوان وبكل ما يحتويه الألبوم من شعر غنائي حول نهاية العلاقات والصداقات والعقليات، وفي بعض الحالات يكون النهاية الفعلية للحياة. لذلك، فإن الألبوم يأتي بلهجة معجونة باليأس، يتخللها جانب مضيء يمكن الشعور به من دون لمسه؛ إذ يحجبه ظلام الكآبة في معظم الوقت.

يتكون الألبوم من عشر أغان، تندمج فيها موسيقى الروك وإيقاعاتها الحديدية، بموسيقى بوب خفيفة رومانسية ودافئة، يرافقها أشكال متضاربة من الأداء، ليكون الغناء ببعض الأحيان بطبقة "الآسمر" القريبة من الهمس، وتتصاعد بأحيان أخرى إلى حد الجعير الرائج في أغاني الميتال؛ لتبدو الأغاني منطوية على ازدواجية موسيقية لتدفعك نحو عالمين تفصل بينهما هوة كبيرة، الجدير بالملاحظة أن معظم الأغاني تتخللها لحظات صمت قصيرة تكسر الرتم، لكنها تبدو ضرورية للتوليف بين الأصوات المتتابعة التي قد تبدو غير متناغمة للبعض.

من دون مقدمات، يبدأ الألبوم بطرق أبواب الكآبة مبكراً من خلال أغنية Letters To A Dead Friend، التي لا تبدو رسالة نمطية أو رثاء قد يكتبه إنسان عادي لصديقه الميت، على الرغم من كم الكآبة الكبير فيها. تبدأ بأداء بهمسات دافئة لتوصيف حالة جسدية راهنة، لكن الإيقاع يرتفع فجأة، ويبدأ الجعير ليدمر المنطق؛ يتم التدمير بشعرية عالية مشحونة رغم غرابتها برسائل الرثاء، فيرد بالأغنية: "في كل يومٍ أمضيه حياً، أرتدي وجهاً جديداً ينتمي لجسد رجلٍ آخر. أشعر بأنني استبدلت وأعيد ترتيبي، لتطاردني الكوابيس دائماً".

في الأغنية التالية، Fall Again، يبدأ السرد، ويغدو أكثر منطقية رغم الانغماس الحاد في الصور الشعرية. إن كل شيء مرتبط بالنهاية الحتمية التي يهرب منها الإنسان يوماً بعد يوم، فتنتهي جميع المقاطع نهاية متشابهة، بالمناجاة والرغبة الجدية بالنجاة في حين يبدو كل شيء يتهاوى؛ فيرد بنهاية المقطع جمل من قبيل: "إذا وقعنا مرة أخرى، فك قيودي.. لا أريد أن أغرق معهم".

النهاية تبدو أمراً حتمياً دائماً، وهذا الأمر يتم توكيده في كل مرة. ففي أغنية Face Me، تتصاعد الرغبة بالنجاة والمقاومة إلى حد المطالبة بمواجهة مباشرة، لكن لا يغيب إدراك حتمية النهاية والزوال؛ فيرد بالأغنية: "لا يمكنك إصلاح روحي وعكازي وبيتي". ويصل الأمر ببعض اللحظات إلى حد الاستسلام والانكسار، كما هو الحال في أغنية Whole Without Me، التي يرد بلازمتها: "اثقب جلدي، اسحب عظامي. سأبقى مدفوناً في روحي".

لا تكسر هذه الروح المحطمة التي تسير بشكل واع نحو النهاية الحتمية سوى الجمل الشعرية التي تبدو قد كتبت بروح مناهضة لها، كتلك التي ترد في أغنية Paradigm، حيث يرد: "نقف مثل الآلهة بين الرجال الضعفاء. هل ننقذهم؟ ما مصلحتنا في ذلك"؟

المساهمون