NFT في "ساوث بارك"... ما بعد كوفيد أيضاً وأيضاً

NFT في "ساوث بارك"... ما بعد كوفيد أيضاً وأيضاً

13 يناير 2022
يشكل باترز خطراً على كل من حوله (نتفليكس)
+ الخط -

بُث الجزء الثاني من الحلقة الخاصة بمسلسل التحريك الشهير، "ساوث بارك"، التي تحمل اسم post covid part 2، والتي يعود فيها الوباء لاكتساح العالم، ما يدفع شخصياتنا المفضلة، التي أصبحت بالغةً الآن وتعيش في المستقبل، إلى إنقاذ العالم عبر الحفاظ على صداقتهم. في هذه الحلقة، تظهر الشخصية التي افتقدناها في الجزء الأول، ألا وهي "باترز"، الذي نكتشف أنه أسير مصح عقلي، بالرغم من أنه مليونير، جمع ثروته عبر التجارة بالـ NFT، مدّمراً حياة كل من حوله.
لن نحاول هنا تقديم مراجعة أو قراءة للحلقة، بل نتلمس محاولات "ساوث بارك" الإجابة عن تساؤلاتنا وشكوكنا حول الـNFT، وحقيقة الاستثمار فيها، والأهم من ذلك، هم أولئك الذين يدعوننا لوضع كل مدخراتنا ثمناً لصورة كلب يتزحلق على الثلج.
أول ما يلفت الانتباه بـ باترز، أنه أسير مشفى الأمراض العقلية، وممنوع من الحصول على أي شيء، والتواصل مع أي أحد، بسبب قدرته على الإقناع، والتحذلق ودفع "أي أحد" لشراء الـ NFT. هذا ما يحصل حين يترك أمامه ورقة يستخدمها بذكاء للحديث مع حارس "زنزانته"، الذي يبذر مدخراته، تاركاً باترز ليهرب من أجل توريط أناس جدد. هذه "القدرة" التي يمتلكها باترز، تثبت سهولة التورط في هذه التجارة التي ما زالت غامضة، وإمكانية أي شخص مطّلع على التقنيات الجديدة، توريط الآخرين والهرب بأموالهم، إن صح اتهام "ساوث بارك".


الأهم أن باترز، عند محاولته شرح هذا الاستثمار للغرباء، يوظف تقنية الخدع الهرميّة، ويستخدم بضع علب للطعام الجاهز لبناء هرم يتربع على قمته. وفي هذه "الخدعة"، يدفع من أسفل الهرم لمن هم في الأعلى، لتنتهي الأموال بجيب شخص واحد، مقابل "أعمال فنيّة"، إما يرتفع ثمنها جميعاً، أو يهرب من في رأس الهرم، كباترز بالضبط، الذي احتفظ بالأموال لنفسه بعد أن أفلس من هم أسفله حتى القاعدة.
المدافعون عن الـNFT، ينكرون أنها خدعة هرمية، بل وسيلة استثمار تحرر الفن من السوق، وتترك الفنان على تلاصق مع المتلقي الذي يستطيع امتلاك ما يريد من صور أو فيديوهات أو تغريدات، أو رسومات تافهة من المفترض أن يبلغ ثمنها لاحقاً الملايين، وهذا ما لم تحققه تجارة الـNFT إلا لفئة قليلة، ما يترك كثيرين من غير المحترفين في التبادل مفلسين أو تحت وطأة خسائر هائلة.
أبرز ما يميز باترز، أو المستثمر المتحمس للـ NFT، أنه لا يملك صديقاً، فهو يشكل خطراً على كل من حوله، خصوصاً أن عوالم العملات الرقمية، وما يتعلق بها، أصبحت ديناً من نوع ما، ذات أتباع وطوائف، يؤمنون بالتحرر الكامل من السلطات المركزية على الاقتصاد، وهذا ما يستفيد منه باترز، يوظف تعقيد عملية الاستثمار والمصطلحات الغريبة ليقنع "الغرباء" و"الساذجين" بأن ما يقوله مضمون، وحقيقي، لكن ما أن يشتري من حوله ما يريد، حتى يختفي من دون أي تأنيب للضمير، تاركاً المستثمرين يتأملون شاشات هواتفهم وما اشتروه من GIF، كان يمكن الحصول عليها مجاناً.

سينما ودراما
التحديثات الحية

اللافت، أن ضحايا باترز، مستثمر الـNFT، لا يتحولون إلى جبهة واحدة يحاولون تحصيل أموالهم منه، بل يدخلون في شجارات بين بعضهم، وهذا يشبه ما يحصل في العالم الواقعي؛ فعند فشل الاستثمار في الـ NFT، وبسبب أن المستثمرين مجهولون، وصاحب السلع مجهول، من الصعب تكوين جبهة واحدة ضده، وأحيانا كشف هويته، وهذا ما شهدناه حين استفاد أحد المبرمجين من مسلسل "لعبة الحبار"، وطرح مجموعة من الـ Tokens، التي تراكض عليها المشترون متأثرين بحمى المسلسل، ليكتشفوا لاحقاً عدم قدرتهم على بيعها، ثم "هرب" مطورها بمبلغ وصل إلى 3.3 ملايين دولار، بعد أن أغلق الموقع، واختفى من دون أثر.

المساهمون