The Misfits... شوربة في فيلم

The Misfits... شوربة في فيلم

05 اغسطس 2021
الفيلم من بطولة بيرس بروسنان (يوتيوب)
+ الخط -

شاهدت الفيلم الهوليوودي، أو بالأصح الإماراتي، The Misfits، وهو ما ترجم إلى العربية بعنوان "غير أسوياء"، أو "غريبو الأطوار"، حسب ترجمة أخرى، بعد أن قرأت ما أثاره ضد دولة قطر.

لم يكن مفاجئاً لي أن يزج الممول الإماراتي باسم دولة قطر وقوة الأمن الداخلي (لخويا) وقناة "الجزيرة"، والشيخ يوسف القرضاوي، وحتى "مستشفى العمادي" ودار "الشرق"، وساحات سوق واقف، وزج أيضاً باسم دولة الكويت، ضمن أفلام ومسلسلات وأغان تمولها دولة الإمارات العربية المتحدة. ولكن المفاجئ في فيلم هوليوودي، هو حرص منتجيه على تجييش إمكانات ضخمة له، من أجل الخروج بصياغة رديئة ومستوى ضحل ومضلل للحكاية التي يعتمدها الفيلم.

العمل مبني أساساً ليكون فيلم "أكشن"، عن ذهب يضعه النازيون في سجن، ويمتد لساعة ونصف تقريباً. عمل من إخراج الفنلندي ريني هارلين، وبطولة بيرس بروسنان الذي لعب دور العميل السري "جيمس بوند" في أربعة أفلام، ويشاركه في العمل الممثل فلسطيني الأصل رامي جابر، وهيرميون كورفيلد، وجيمي تشونغ، ومايك دي أنجيلو، وتيم روث، ونيك كانون. كما شارك فيه بعض الممثلين العرب بأدوار ثانوية، ومنهم الممثل السوري سامر المصري.

صورت معظم مشاهد الفيلم في أبو ظبي ودبي ولوس أنجليس، ولذلك اعتبره المنتج الإماراتي "نقلة في الإنتاجات العالمية بسواعد إمارتية"، رغم أن الفريق التقني والفني هو من الأجانب، واقتصر الوجود الإماراتي على ممثلين ثانويين والتمويل وتعديل السيناريو.

يعتمد الفيلم على تشكيل عصابة من مجموعة لصوص وقتلة، ولكنهم يقومون بذلك نصرة للفقراء والمظلومين؛ فأولهم رجل أسود (رينغو) يقوم بسرقة صناديق الأمانات والخزائن البنكية، ويوزعها على الفقراء. وثانيهم شاب كوري (ويك)، يكافح الفساد بالتفجيرات. وثالثهم فايلت التي حررت مجموعة من الفتيات من تجار الجنس في دول أوروبا الشرقية. وينضم إليهم الرابع، بعد تمنع، وهو لص محترف يُدعى ريتشارد بيتس الذي يسرق من الأغنياء فقط، بعد تزكية من ابنته التي تعمل في منظمة إنسانية، وهي موجودة في أبوظبي لمقابلة فاعل خير كبير. كيف اجتمع هؤلاء؟ هذا ما يوضحه الفيلم بأنه دعوة من مشجعي أعمال الخير في أبوظبي، حيث "سيحبون المكان" وينطلقون من هناك لسرقة الذهب من سجن في دولة جزيرستان، وهذا الذهب مخصص لتمويل العمليات الإرهابية التي تقودها "جماعة الإخوان المسلمين"، التي تتخذ من دولة جزيرستان قاعدة لها. إذا هو الخير مقابل الشر، حيث يقول أبطال الفيلم: "لماذا نهاجم محتالي الشوارع، بينما يمكن القضاء على الفساد الدولي؟"، ويعلنون: "لسنا منظمة إرهابية، وإنما أشخاص يحاولون فعل الخير".

أما الشر فيجسده، حسب الفيلم، تحالف دولة جزيرستان مع "جماعة الإخوان المسلمين"، مع مالك سجون خاصة في إنكلترا والشرق الأوسط، وشريك الجماعة "شولتز". ولكي تكتمل دائرة الشر؛ لا بد من إضافة تجار المخدرات والسلاح، وأيضاً خليفة ابن لادن و"داعش"، حيث نرى مشهد ذبح على الطريقة الداعشية.

وهكذا يخلط الفيلم بين "جماعة الإخوان المسلمين" وبين تنظيم "القاعدة" و"داعش"، ليقنع المشاهد بمكافحة الإرهاب. وليضيف الفيلم نفحة قدسية إلى هذه الحرب المقدسة، يتبرع أبطال الفيلم بالذهب لصالح أطفال مخيم الزعتري! ولا أعلم دولة تبرعت للاجئين السوريين أكثر من دولة قطر، في حين تصف دولة الإمارات من تسبب بلجوئهم ورماهم في المخيمات بالقائد الكبير!

لا يخلو الفيلم من النظرة الاستشراقية، حيث العربي إرهابي ومجرم وغبي أيضاً. فهناك مشاهد الصحراء والجمال والألبسة الموشاة والملونة، فضلاً عن الأجواء الباذخة في فنادق أبوظبي؛ فالكوؤس تقرع والصبايا يتمايلن، وهناك حسناء تجر نمرا، وكأنك في قصور ألف ليلة وليلة بنسخة عصرية.

لم ينل الفيلم فنيا رضى النقاد والمتابعين؛ فحسب صفحة IMDB، يظهر تقييم الفيلم بـ 4.2؛ أي أقل من المتوسط .أما في موقع "روتين توميتو"، فحصل الفيلم على درجة 19% من النقاد. حقق الفيلم في شباك التذاكر 600 ألف دولار فقط، في حين أنه كلف 15 مليون دولار، عدا عن كلفة أماكن التصوير والمعدات الحربية، ومنها طائرة حربية تكفلت بها دولة التمويل. خلط الفيلم، عن عمد، عباس بدباس؛ فغدا فيلما سلفادوروياً رديئاً على حد تعبير أحد أبطاله.

المساهمون