Skip to main content
Hasbara Tracker لتتبُّع كذب إسرائيل
العربي الجديد ــ لندن

بات موقع Hasbara Tracker متاحاً للجمهور من أجل الاطلاع على أبرز أكاذيب الدعاية الإسرائيلية والمساهمة في فضح زيفها وافترائها. يتولى الموقع عرض كيفية تطور المعلومات المضللة في دعاية الاحتلال الإسرائيلي وسياقها، وفضحها في قاعدة بيانات مركزية.

يقف وراء الموقع فريق يعمل على توثيق وفضح الادعاءات التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع حملة الإبادة الجماعية التي تُشنّ على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. يوضح الموقع: "تواصل المستعمرة الاستيطانية الإسرائيلية نشر معلومات مضللة لتصنيع الموافقة على التطهير العرقي وسرقة الأراضي. كما حدث منذ النكبة. هدفنا هو مركزية هذه المعلومات".

واجهة الموقع بسيطة وسهلة، تعرض قائمة واضحة من أبرز أكاذيب الدعاية الإسرائيلية حتى الآن، مع سياقها وروابط لها. وتتضمن القائمة الأولية أكاذيب: "أربعون طفلاً مقطوع الرأس"، و"المستشفى الأهلي هوجم بالصواريخ الفلسطينية وليس من القوات الإسرائيلية"، و"دولة إسرائيل عرضت الوقود على مستشفى الشفاء وحماس رفضت ذلك"، و"استخدام المكياج لتزييف الإصابات في غزة"، و"حماس كانت تحمل تعليمات حول كيفية صنع الأسلحة الكيماوية"، مع وعد بتوسيع القائمة مع الوقت.

ويسمح الموقع بالتطوع بالوقت والخبرة، والمساعدة في تتبع ادعاءات الدعاية الإسرائيلية وافتراءاتها، وتقديم ادعاء وأمثلة عنه، مهما كان كبيراً أو صغيراً، من أجل التحقيق فيه.

يسعى العاملون في الموقع إلى بناء قاعدة بيانات مركزية تدحض الادعاءات التي أطلقها وكرّرها المسؤولون، من الأفراد والمؤسسات ووسائل الإعلام، وخاصة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينما ينفّذ الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية في قطاع غزة.

ويدعو الموقع كل من صادف أي ادعاءات أو افتراءات يعتقد أنها تستدعي فضحها إلى إرسال التفاصيل عبر رابطه.

يُترجَم اسم الموقع Hasbara Tracker إلى "متتبع الهسبراه". و"الهسبراه" هي كلمة عبرية تُترجم إلى "شرح" باللغة العربية، وتدور حول كل أدوات التأثير في يد الدعاية الإسرائيلية. وانتشر مفهوم "الهسبراه" في أوائل القرن العشرين على يد الناشط والصحافي الصهيوني البولندي، ناحوم سوكولو. تقوم "الهسبراه" على تصوير النضال الفلسطيني "إرهاباً لاسامياً ونازياً"، يهدف إلى القضاء على اليهود، وتعزيز الإسلاموفوبيا في الدول الأوروبية لتشبيه النضال الفلسطيني بـ"داعش"، لوقف التعاطف مع القضيّة الفلسطينيّة. وهذا ما لاحظناه في خطاب مسؤولي دولة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو. فعندما وقعت عملية "طوفان الأقصى"، بادر فوراً إلى وصف مرتكبيها بـ"الدواعش"، مشيراً إلى أن "اليهود لم يشهدوا يوماً مأساوياً كهذا منذ الهولوكوست".

تعمل "الهسبراه" حالياً على تبرير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، من خلال تصوير إسرائيل على أنها الضحية المستضعفة بالرغم من أنها قوة نووية، ولوم المقاومة على عمليات القتل الكبيرة للمدنيين الفلسطينيين، بالرغم من مشاهد القصف والقتل والتهجير التي تتسرّب بلا توقف من القطاع المحاصَر والمدمَّر.

وإضافة إلى نزع الشرعيّة الأخلاقيّة عن المقاومة، تنزع الدعاية الإسرائيلية، الإنسانية عن الفلسطينيين، بتصويرهم كائنات لا تستحق الحياة، والتحريض على حرق القطاع، وإبادته بإلقاء قنبلة نووية.

ومن خلال منظومتها الضخمة، تصرّ الدعاية الإسرائيلية على استعادة مشاهد الهولوكوست عند الحديث عن 7 أكتوبر/تشرين الأول، في مخاطبة مباشرة لعقدة الذنب الأوروبية، وتصف غزة بألمانيا النازية. لكن تأثير هذه الدعاية ينحسر كما يظهر من المظاهرات الحاشدة، والتعليقات المنددة، سواء من المواطنين أو السياسيين أو الفنانين حول العالم، والمطالبات بالوقف الفوري لإطلاق النار، من دون نسيان أول دعوى تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.