استمع إلى الملخص
- المشروع، الممول بمنحة ستة ملايين يورو، يركز على إبراز الإبداع والتنوع في الفنون البصرية العربية، ويضم مجموعات لفنانين عرب بارزين، مما يعكس تأثير الفن الغربي والتقنيات الحديثة.
- يسعى المتحف ليكون متاحًا للجميع، ويعكس تنوع العالم العربي في فريق عمله، مما يعزز دوره كمنظمة دولية تمثل الثقافة العربية.
يتطلع متحف الفن العربي الحديث والمعاصر في معهد العالم العربي في باريس عند افتتاحه في عام 2027 إلى بماء جسور للحوار بين مختلف الثقافات من خلال الفنون، إذ يشكل وفقاً للقيميّن عليه "فرصة لتعريف الأوروبيين بالفن العربي، الذي يبقى غير معروف بشكل كاف في الغرب".
مديرة المتحف والمعارض في معهد العالم العربي ناتالي بونديل، في حديثها لـ"العربي الجديد"، تسلط الضوء على أهمية هذا المشروع باعتباره أكبر متحف للفن العربي الحديث والمعاصر في باريس وأوروبا، معتبرة أن "هذا الفصل من تاريخنا الفني العالمي يستحق أن يكون معروفاً ومعترفاً به على قدم المساواة مع الحداثات الأخرى في عصرنا العالمي، مع العلم أن بعض المتاحف مثل تيت في لندن ومركز جورج بومبيدو في باريس، تمتلك أعمالًا لفنانين معاصرين من العالم العربي، مع فارق مهم أن قلة من هذه الأعمال تنتمي إلى الفن الحديث".
تسرد أيضاً أن المجموعات الفنية للفن الحديث والمعاصر موجودة في "متحف"، وهو أحد المعالم الثقافية الثقافية في قطر، لا بل هو الأهم للفن الحديث والمعاصر في العالم العربي، مثنية على "أهمية المجموعات الفنية الرائعة لمؤسسات خاصة، مثل مؤسسة برجيل للفنون في الشارقة في الإمارات، ومؤسسة دلول للفنون في لبنان".
تشير بونديل إلى "أن المشروع، الذي انطلق في العام 2023، ومن المقرر افتتاحه في العام 2027 للاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس المعهد، يمتد على مساحة 2200 متر مربع، وهذا يوفر فرصة لتسليط الضوء على العمارة الرائعة للمعهد وفتح نوافذه نحو نهر السين والفناء الداخلي، الذي يعبر بنا إلى مسار جديد بعرض موضوعات مختلفة عبر العصور من قبل الإسلام حتى ما بعد الاستقلال".
"إعادة هيكلة المتحف، التي تم تمويلها بالكامل بمنحة قيمتها ستة ملايين يورو من قبل وزارة الثقافة الفرنسية"، بحسب بونديل، "ستتيح لنا فرصة إبراز الإبداع والتنوع في الفنون البصرية في العوالم العربية".
بدوره، يتحدث المسؤول عن المتحف إيريك ديلبون لـ"العربي الجديد"، عن أهمية تأسيس هذا المتحف الجديد ودوره في عصر العولمة بأنه "نظراً للعلاقات التاريخية والثقافية، تعد باريس إحدى عواصم الفنون العربية في القرن العشرين، لأننا ندرك تماماً أن عدداً من الفنانين العرب سافروا حول العالم وتركوا نتاجهم الفني خارج بلدانهم الأصلية"، مشيراً إلى أنه "لن نتمكن من اختزال تاريخ الحداثة العربية في مكان واحد طبعاً، لأن مسارات كل فنان تختلف عن الآخر وترتبط بتاريخ ميلاده والوضع السياسي القائم في بلد المنشأ وتعليمه وأعماله، ما فرض الأخذ بعين الإعتبار خصوصية كل فنان بحد ذاته".
ويلفت إلى أنه "في مجموعاتنا تمثل العديد من الفنانين المهمين، مثل الجزائري عبد الله بن عنتر، اللبناني شفيق عبود، والعراقي ضياء العزاوي وسواهم"، مشيراً إلى أن "أسفار الفنانين الغربيين واعتمادهم التقنيات الجديدة تركت أثراً في الفن العربي، الذي أنتج بدوره حداثة عربية تجلت فعلياً من خلال المحافظة على هويتها الثقافية في أرجاء العالم".
"يحرص المتحف (وفقاً لديلبون)، على أن يكون عابراً لكل فئات المجتمع، وهذا يصب في سياسة المعهد، التي لطالما وفرت التسهيلات المطلوبة لكل من الطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة والمجتمعات البعيدة لزيارة أقسام المعهد والتأمل بنتاجه الفني والثقافي السخي جداً"، ويختم مشيراً إلى أنه "خلال مرحلة التصميم، تم توظيف بعض الأفراد لتعزيز فريق المتحف، بما في ذلك خبراء من المغرب العربي، إضافة إلى أن المعهد يحرص باعتباره منظمة دولية على تمثيل تنوع العالم العربي في فريق عمله".