ويكيبيديا تغضب محرّريها بميزة الملخصات المولّدة بالذكاء الاصطناعي
- رغم أهمية ويكيبيديا كمصدر معلومات، قررت ويكيميديا تجربة الذكاء الاصطناعي لتحسين الوصول إلى المحتوى، لكن التجربة أُوقفت مؤقتاً بعد يوم واحد من إطلاقها.
- تهدف ويكيميديا إلى جعل ويكيبيديا أكثر سهولة في الوصول والفهم، باستخدام ملخصات مُولّدة بالذكاء الاصطناعي، لكنها تواجه معارضة من المحررين الذين يخشون تأثيرها السلبي.
أوقفت مؤسسة ويكيميديا، وهي المنظمة غير الربحية التي تستضيف وتطور موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية، تجربةً كانت تُظهِر للمستخدمين ملخصاتٍ مُولّدة بالذكاء الاصطناعي في أعلى المقالات، وذلك بعد تلقي المؤسسة فور إطلاق التجربة عشرات الردود من المحررين، من قبيل "فكرة سيئة للغاية" و"أشدّ معارضة ممكنة" و"بالتأكيد لا".
ولسنوات ظلّت "ويكيبيديا" واحدة من أكثر مصادر المعلومات قيمةً في العالم. وازدادت أهميتها في العامين الماضيين خلال طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ لا تزال تذكر مصادرها ولا يزال محرّروها أكثر سيطرة على المعلومات المُضللة مقارنة بهلوسات الذكاء الاصطناعي، الذي يولّد محتوى يبدو منطقياً، لكنه في الحقيقة يحوي معلومات خاطئة تماماً اخترعها.
لكن "ويكيميديا" نفسها قرّرت تجربة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأعلنت أنها سوف تجري تجربة الملخصات المُولّدة في 2 يونيو/حزيران. وفي إحدى التجارب التي فعّلت فيها الملخصات للمستخدمين الذين ثبّتوا ملحق "ويكيبيديا" على متصفحهم، ظهر الملخص المُولّد أعلى المقالة، وكان على المستخدمين النقر عليه لتوسيعه وقراءته. كما وُضعت عليه علامة صفراء تعني "غير مُوثّق". وبعد يوم واحد، أعلنت "ويكيميديا" أنها ستُوقف إطلاق التجربة مؤقتاً، لكنها أشارت إلى أنها لا تزال مهتمة بالملخصات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي.
وتوضح صفحة تُفصّل مشروع الملخصات المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، والمُسمّى "ملخصات المقالات البسيطة"، أنه طُرح بعد نقاش في مؤتمر ويكيميديا 2024، حيث "ناقش أعضاء ويكيميديا سبل استخدام إعادة مزج المحتوى المُنشأ مسبقاً بواسطة الذكاء الاصطناعي/الآلة لجعل ويكيبيديا أكثر سهولة في الوصول إليها وأسهل في التعلم منها".
مبرّرات "ويكيميديا"
ونقل موقع 404 عن متحدث باسم "ويكيميديا" أن المؤسسة "تستكشف سبلاً لجعل ويكيبيديا ومشاريع ويكيميديا الأخرى في متناول القراء حول العالم"، و"ركّزت هذه التجربة، التي استمرت أسبوعين، والتي تتطلب اختياراً، على جعل مقالات ويكيبيديا المُعقدة في متناول الأشخاص ذوي مستويات القراءة المُختلفة. ولأغراض هذه التجربة، أُنشئت الملخصات باستخدام نموذج آيا مفتوح النطاق من كوهير. وكان الهدف منها قياس مدى الاهتمام بميزة كهذه، ومساعدتنا في التفكير في النوع المُناسب من أنظمة إدارة المجتمع لضمان بقاء البشر محوراً أساسياً في تحديد المعلومات المعروضة على ويكيبيديا".
محرّرو "ويكيبيديا" غير راضين
لكن التجربة أزعجت المحرّرين. ونقل 404 عن أحد المحررين: "مجرد كون غوغل أطلقت ملخصاتها المُولّدة بالذكاء الاصطناعي لا يعني أننا بحاجةٍ إلى التفوق عليها، وأرجوكم بصدقٍ عدم اختبارها، سواءً على الهاتف المحمول أو في أي مكانٍ آخر". وتابع المحرّر: "سوف يُلحق هذا ضرراً فورياً لا رجعة فيه بقرائنا وبسمعتنا باعتبارنا مصدراً موثوقاً وجاداً. لقد أصبحت ويكيبيديا، في بعض النواحي، رمزاً للملل الرصين، وهو أمر ممتاز. دعونا لا نُهِن ذكاء قرائنا وننضم إلى التدافع لنشر ملخصات الذكاء الاصطناعي الباهرة. وهذا ما تُقدمه هذه الملخصات، مع أننا نستخدم هنا كلمة "مُولّدة آلياً" بدلاً منها".