وهم السيطرة: لماذا العالم مليء بالأزرار التي لا تعمل؟

10 يناير 2021
+ الخط -

هل سبق لكم أن ضغطتم على زر "إغلاق الباب" في المصعد مثلاً، بينما قد لا يكون له تأثير على الإطلاق؟ أنتم لستم وحدكم. العالم مليء بالأزرار التي لا تفعل شيئاً في الواقع، فلماذا هي موجودة أصلاً؟ يطلق عليها أحياناً "أزرار الدواء الوهمي"، وهي أزرار تصدِر صوتاً ميكانيكياً ويمكن الضغط عليها، لكنها لا تؤدي أي مهمة. 

ومع ذلك، مثل حبوب الدواء الوهمي، قد تخدم هذه الأزرار غرضاً خفياً، تقول عالمة النفس بجامعة هارفارد، إلين لانجر، التي ابتكرت مفهوماً يُعرف باسم "وهم السيطرة".

وقالت لشبكة "سي أن أن" إن لهذه الأزرار تأثيراً نفسياً، إذ "يؤدي اتخاذ بعض الإجراءات إلى الشعور بالسيطرة على الموقف، وهذا شعور جيد، بدلاً من مجرد كونك متفرجاً سلبياً. عادة ما يكون القيام بشيء ما أفضل من عدم القيام بأي شيء".

ومثلاً أزرار "إغلاق الباب" في المصاعد لا تعمل في الولايات المتحدة مثلاً. يقول كيفن برينكمان من جمعية صناعة المصاعد الأميركية: "ببساطة، لن يتمكن الصاعدون من إغلاق الأبواب بشكل أسرع باستخدام هذا الزر".

لذلك، إذا لم تصلوا في الوقت المخصص للصعود، فإن الضغط على الزر لن يؤدي إلى أي شيء. إنه متاح فقط لرجال الإطفاء وموظفي الطوارئ وعمال الصيانة، الذين يمكنهم تجاوز التأخير بمفتاح أو رمز.

ومن المعروف أن أجهزة الترموستات في غرف الفنادق تحد من خيارات درجات الحرارة المتاحة للمستخدمين، وبالتالي تقلل من تكاليف الطاقة.

وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكون منظِمات الحرارة خادعة عن قصد، حتى أن بعض النماذج تتضمن خيار "وظيفة الدواء الوهمي".

لايف ستايل
التحديثات الحية

ويقول روبرت بين، من الجمعية الأميركية لمهندسي التدفئة والتكييف: "إذا تم تثبيت منظم حرارة لا يعمل (وهمي) أو ترموستات ذي وظيفة محدودة، فإن مجرد وجود خيار التحكم به يمكن أن يؤثر على إدراك المرء"، إذا أحس الإنسان بأنه متحكم في الحرارة يمسي قادراً على التكيف مع جو المكان أكثر، وفقاً للأبحاث. 

ويمكن أيضاً العثور على منظمات الحرارة الوهمية، تلك غير المتصلة بالنظام على الإطلاق، في المكاتب، وفقاً لدونالد براذر، من مقاولي تكييف الهواء في أميركا.

ويوضح "تم وضعها هناك لإسكات المشتكين الدائمين من خلال منحهم السيطرة"،"بصفتي متدرباً هندسياً، تم إرسالي لمعايرة أحدها. عندما سألت لماذا أجبروني على معايرة منظم حرارة غير موصول، أصيبوا بالذعر، وسألوني عما إذا كنت أخبرت الساكن بأنه لم يتم توصيله. بعد أن أكدت لهم أنني لم أخبره، اعترفوا أنه من خلال عدم إخباري بأنه مفصول، اعتقدوا أنني سأقدم عرض معايرة أكثر واقعية".

المساهمون