وفاة مصمم الأزياء الفرنسي الرائد بيار كاردان

29 ديسمبر 2020
+ الخط -

توفي مصمم الأزياء الإيطالي الفرنسي بيار كاردان، صاحب التصاميم الاستشرافية وأحد الأسماء الطليعية في عالم الألبسة الجاهزة، اليوم الثلاثاء، عن 98 عاماً، على ما أعلنت عائلته وأكاديمية الفنون الفرنسية.

وفارق المصمم الفرنسي المولود لمهاجرين إيطاليين، ورجل الأعمال المعروف عالمياً، الحياة صباح الثلاثاء في المستشفى الأميركي في منطقة نويي غرب العاصمة الفرنسية، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وكاردان معروف بأسلوبه الطليعي وتصميماته في عصر الفضاء، وكان يفضل الأشكال والزخارف الهندسية، وغالبًا ما يتجاهل الشكل الأنثوي. بدأ مسيرته بالعمل على الأزياء النسائية، ثم أطلق ملابس رجالية وأصبح اسمه علامة تجاريّة للعديد من المستحضرات، وبات غير مرتبط بمنتج محدد إنما بعالم الموضة.

وبعد أن درّب كاردان نفسه على الخياطة في السابعة عشرة من عمره، عمل في "منازل باكين" (التي قادها آنذاك أنطونيو كاستيلو)، حيث ساعد في صناعة الأزياء مع جان كوكتو وكريستيان بيرارد في فيلم "الجميلة والوحش". ولاحقاً انضم إلى دار "كريستيان ديور" حيث ساهم في إنشاء مجموعة "نيو لوك" لعام 1947. 

أسس دار الأزياء الخاصة به في عام 1950 وقدم "فستان الفقاعة" في عام 1954. استخدم بيار كاردان اسمه علامةً تجاريةً، في البداية علامة تجارية مرموقة للأزياء، ثم امتد في الستينيات بنجاح إلى العطور ومستحضرات التجميل.

الصورة
(Getty)

خلال الستينيات، بدأ كاردان ممارسة أصبحت شائعة الآن، من خلال إنشاء "نظام التراخيص على الموضة"، إذ أطلق في تلك الفترة مجموعة ملابس عليها شعار المصمم لأول مرة. 

مع بدء تراجع الأزياء الراقية، تصاعد الإقبال على الملابس الجاهزة وتصميمات كاردان. كان أول من جمع التنانير القصيرة "الميني" وطول الكاحل "الماكسي" في السبعينيات. صنع الفساتين ذات الفتحات وأكمام الخفاش ذات الأبعاد والحركة الدائرية المختلطة والتنانير الغجرية ذات القمم المنظمة. وكانت الأشكال الهندسية تأسره، ما تجلّى في تصميماته. وكان كاردان رمزًا لبدء حركة الموضة الشعبية في أوائل السبعينيات.

في ذروة تألقه في السبعينيات والثمانينيات بيعت منتجاته في نحو 100 ألف مكان حول العالم، رغم تراجع ذلك بشكل كبير في العقود الأخيرة.

استوحى كاردان بعض أزيائه من الفضاء والسفر والاستكشاف. زار وكالة "ناسا" في عام 1970، حيث حاول ارتداء بدلة الفضاء الأصلية التي ارتداها أول إنسان تطأ قدمه على سطح القمر، نيل أرمسترونغ. أحب كاردان بدلة الفضاء لدرجة أنّه ابتكر تصميمه الخاص لوكالة ناسا في عام 1970.

في عام 1975، افتتح كاردان أول متجر أثاث له، وكانت تصاميمه مستوحاة بشكل كبير من تصميماته للأزياء. في عامي 1977 و1979، حصل على جائزة كارتييه الذهبية لتصميم الأزياء الراقية الفرنسية عن أكثر المجموعات إبداعًا للموسم.

في ذروة تألقه في السبعينيات والثمانينيات بيعت منتجاته في نحو 100 ألف مكان حول العالم، رغم تراجع ذلك بشكل كبير في العقود الأخيرة.

دخل كاردان أكاديمية الفنون الجميلة في فرنسا عام 1992. وكما هو سائد اليوم، قرر في عام 1994 عرض مجموعته على دائرة صغيرة من العملاء والصحافيين المختارين. وبعد انقطاع دام 15 عامًا، عرض مجموعة جديدة له على 150 صحافيًا في منزله الفقاعي في مدينة كان. تم تعيينه سفيراً للنوايا الحسنة لليونسكو في عام 1991، وسفير المنظمة للنوايا الحسنة في 2009.

كرجل أعمال معاصر، استغل كاردان ثروته الضخمة في شراء عقارات فاخرة في باريس، منها مطعم بيل ايبوك في ماكسيم. 

وفي عام 2011، حاول كاردان بيع شركته مقيّماً إياها بمليار يورو، لكنّه في النهاية لم يبِع العلامة التجارية.

وكتبت أسرته في بيان "إنه يوم حزين للغاية لعائلتنا جميعا، بيار كاردان رحل. لقد عبر المصمم الكبير القرن تاركا لفرنسا والعالم إرثا فنيا فريدا لم يقتصر على الموضة".

وأضافت العائلة، حسبما نقلت "فرانس برس": "جميعنا فخورون بطموحه العنيد والجرأة التي أظهرها طيلة حياته. لقد كان رجلا معاصرا متعدد المواهب وصاحب طاقة لا تنضب، وقد نجح في وقت مبكر جدا في التماشي مع موجات عولمة الأصول والتبادلات". وقالت "بيار كاردان المولود في إيطاليا، لم ينس يوماً أصله، حاملا في الوقت عينه لفرنسا حبّاً غير مشروط".

وتوقفت العائلة عند "التكريس الأسمى" في مسيرته من خلال كونه "أول مصمم أزياء يدخل أكاديمية الفنون الجميلة، بعدما انتزع تقديرا للموضة بوصفها فناً قائما بذاته... ويشهد على ذلك اليوم سيف الأكاديمية الممنوح له والذي صمّمه بنفسه وحفر عليه رموز نجاحه".

الصورة
(Getty)
الصورة
(Getty)

 

 

 

المساهمون