وفاة المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
24 مايو 2025
45645646
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توفي المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة عن عمر 95 عاماً، وهو العربي والأفريقي الوحيد الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عن فيلمه "وقائع سنوات الجمر"، الذي تناول نضال الجزائر من 1939 إلى 1954.
- ترك حمينة إرثاً سينمائياً لا يقدر بثمن، حيث أقام جسراً ثقافياً بين الجنوب والغرب، واعتبر أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية.
- كرّم مهرجان كان السينمائي حمينة بعرض نسخة "4 كاي" من فيلمه الشهير، وأشاد الرئيس الجزائري بدوره في تعريف العالم بمعاناة الشعب الجزائري.

توفّي المخرج والكاتب الجزائري محمد لخضر حمينة مساء الجمعة عن عمر 95 عاماً، وهو العربي والأفريقي الوحيد الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي المرموق قبل 50 عاماً عن فيلمه "وقائع سنوات الجمر". وأعلنت عائلة محمد لخضر حمينة، في بيان، أنه "توفي داخل منزله في الجزائر العاصمة عن عمر ناهز الخامسة والتسعين، تاركاً وراءه إرثاً سينمائياً لا يقدر بثمن"، وأشادت "برؤيته الفريدة التي طبعت تاريخ السينما". وأشارت إلى أنّ محمد لخضر حمينة تمكن من إقامة "جسر ثقافي فعلي بين الجنوب والغرب، فأصبح بذلك صوت العالم الثالث وبلده، مدى أربعين عاماً تقريباً". وأكدت أنه كان "أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية، وترك بصمة لا تمحى على مهرجان كان السينمائي الدولي وعلى السينما عموماً".

وشهد مهرجان كان السينمائي في دورته الحالية لفتة تكريمية لحمينة، من خلال عرض نسخة "4 كاي" من فيلم "وقائع سنوات الجمر" ضمن برنامج فئة "كان كلاسيكس"، في الذكرى الخمسين على فوزه بالسعفة الذهبية. بفضل فيلم "وقائع سنوات الجمر"، حقق المخرج الجزائري شهرة على المستوى العالمي. شكّل النضال من أجل استقلال الجزائر محور هذا الفيلم الذي يتناول من عام 1939 إلى عام 1954 ولادة أمّة ورحلة الشعب الجزائري وصولاً إلى اندلاع الحرب ضد الاستعمار الفرنسي وحرب الاستقلال (1954-1962).

ووجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسالة تعزية ومواساة إلى عائلة محمد لخضر حمينة، وصفه فيها بـ"المخرج العالمي المبدع الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما العالمية"، و"المجاهد الأبي ساهم في تحرير بلاده من خلال نقل صور ومشاهد عرّفت البشرية ببطولات الثورة التحريرية المظفرة". . وأشار تبون إلى أنّ "رائعة" لخضر حمينة (وقائع سنوات الجمر) "فتحت عيون العالم على قطعة من معاناة الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار".

ولد محمد لخضر حمينة رسمياً في 26 فبراير/شباط 1934 بالمسيلة في الأوراس (شمال شرق)، لعائلة فلاحين متواضعة الحال. تلقى دراسته في كلية زراعية، ثم درس في فرنسا، وتحديداً في أنتيب حيث التقى زوجته، أم أولاده الأربعة. خلال حرب الجزائر، خطف الجيش الفرنسي والده وعذّبه قبل قتله. وانضم حمينة عام 1958 إلى صفوف المقاومة الجزائرية في تونس.

تعلّم السينما بالممارسة، عبر تدريب في إحدى القنوات التونسية، قبل الشروع في أفلامه القصيرة الأولى. بدأ مسيرته مخرجاً عام 1964 مع فيلم "لكن في أحد أيام نوفمبر" الوثائقي. خلال مسيرته الفنية الممتدة على 50 عاماً (1964-2014)، أخرج فيلماً وثائقياً وسبعة أفلام أخرى هي "رياح الأوراس" (1966)، و"حسن الطيرو" (1968)، و"ديسمبر" (1973)، و"وقائع سنوات الجمر" (1975)، و"رياح رملية" (1982)، و"الصورة الأخيرة" (1986)، و"شفق الظلال" (2014).

المساهمون