وسائل إعلام إماراتية تروج للتطبيع بتقارير مسروقة

وسائل إعلام إماراتية تروج للتطبيع بتقارير مسروقة

04 يناير 2021
افتضح أمر تلك التقارير (جعفر أشتيه/Getty)
+ الخط -

بثت وسائل إعلام إماراتية تقارير مصورة عن دخول مزارعين فلسطينيين لسهل "القاعون" في الأغوار الشمالية الفلسطينية بمحافظة طوباس شمال شرقي الضفة الغربية المحتلة، بعد 46 عاماً من منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لهم، حيث نسبت تلك الوسائل الفضل في ذلك إلى دولة الإمارات، بصفته "ثمرة من ثمار التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي".

لكن سرعان ما افتضح أمر تلك التقارير التي بثتها تحديداً "شبكة العين الإماراتية"، إذ تبين أنها مسروقة من تقارير صحافية ومقابلات أجرتها وسائل إعلامية كان أبرزها قناة BBC وقناة الغد، حيث عمدت شبكة العين إلى تغطية مصدر تلك الصور مع إضافة تعليق صوتي عليها يسوق للإنجاز الإماراتي المزعوم.

من جهته، وصف مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس بالضفة المحتلة، معتز بشارات، شبكة العين وغيرها من وسائل الإعلام الإماراتية بـ"المرتزقة والمتاجرين بالقضية الفلسطينية"، نافياً في حديث لـ"العربي الجديد" جملة وتفصيلاً ما ورد في تلك التقارير "المضللة"، وقال بشارات: "هذا عمل بعيد كلياً عن المهنية والأخلاق الإعلامية، وفوق هذا فهو كذب واضح مبين، ونسب هذا الإنجاز إلى جهات أبعد ما تكون عنه".

ويظهر في الفيديو المنسوب إلى هذه الشبكة المحسوبة على الإمارات تفاصيل المقابلات التي أجرتها القنوات الأخرى ومحاولة اجتزائها من سياقها لخدمة الرسالة الإعلامية التي تسعى لتبرير التطبيع مع الاحتلال.

وقال بشارات: "نحن نتابع القضية منذ ست سنوات تقريباً، فمنذ عام 2015، والملف في المحاكم الإسرائيلية، ولدي أكثر من 200 ورقة فيها تفاصيل عشرات الجلسات التي عقدت بخصوص هذا الملف".

وأضاف بشارات "إذا كانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد أصدرت قرارا في سبتمبر/أيلول 2017، يقضي باستعادة الفلسطينيين أراضيهم، فكيف يدعون أن دخولنا إلى أراضينا هو نتيجة التطبيع الذي أعلن عنه قبل أشهر قليلة فقط! هذا تزوير مفضوح".

ويعلق بشارات قائلاً: "أي إمارات إذن! القضية مرفوعة على المستعمرين من خلال هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، والمحامي الذي كلف بمتابعتها هو توفيق جبارين، فهل المحامي جبارين الذي كسب القضية فلسطيني أم مسؤول إماراتي!".

وسبق لـ"العربي الجديد" أن نشرت تقريراً حول عودة الفلسطينيين إلى السهل، حيث ورد فيه أن الأراضي التي تمت السيطرة عليها تقع ضمن حدود العام 1967، وتزيد عن 1800 دونم (يعادل 1.8 مليون متر مربع) وهي بملكيات خاصة، يمتلك أصحابها أوراقًا ثبوتية بها، بينما سيطر عليها الاحتلال بعد احتلاله للضفة الغربية عام 1967 وأعلنها مناطق عسكرية مغلقة، ولاحقاً أحاط الاحتلال بتلك الأراضي جدار الفصل والضم العنصري وضمها للأراضي المحتلة عام 1948.

وأكد بشارات أن الأهالي تمكنوا أخيراً من استعادة 1380 دونماً من أراضيهم، وهم يسعون حاليًا لإرجاع جدار الفصل العنصري عن أراضيهم التي سيزرعونها ويستثمرونها، وكذلك سيقوم الأهالي برفع قضية تعويض على الاحتلال عن منعه استثمار واستغلال أراضيهم طيلة هذه المدة.

المساهمون