وثائقيات من غزة في مهرجان الجونة: لا أحد يمكنه احتلال السينما

25 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 10:27 (توقيت القدس)
رشيد مشهراوي: للسينما قوة ربط وإلهام وتأثير (خالد الدسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مهرجان الجونة السينمائي يعرض برنامج "نافذة على فلسطين" لتسليط الضوء على حياة الفلسطينيين في غزة من خلال سبعة أفلام وثائقية قصيرة ضمن مبادرة "من المسافة صفر وأقرب".
- الأفلام المقدمة تركز على الحياة اليومية والتحديات الشخصية والأمل والمقاومة، وتُعرض بفضل "صندوق مشهراوي للأفلام" بالتعاون مع شركة فرنسية، مع ترجمة إلى الإنجليزية.
- تؤكد ماريان خوري على دور السينما في التوثيق والشفاء، بينما يشيد رشيد مشهراوي بقدرة المخرجين الشباب على التقاط جوهر الإنسانية والصمود.

منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يُنظّم مهرجان الجونة السينمائي، في دوراته المتتالية، برنامج "نافذة على فلسطين"، الذي يتضمّن، في الدورة الثامنة (16 ـ 24 أكتوبر/تشرين الأول 2025)، سبعة أفلام وثائقية قصيرة، مختارة من مبادرة "من المسافة صفر وأقرب"، تتناول حيوات أناس من القطاع، "في ظلّ ما يتعرّضون له من انتهاكات مستمرّة"، كما جاء في بيان لإدارته يُشير إلى أنّ البرنامج "ركيزة أساسية في المهرجان"، لتوفيره منصة لإبراز الأصوات الفلسطينية. أمّا استمراره للعام الثالث على التوالي فيؤكّد التزام المهرجان بـ"دعم السينما الفلسطينية، وضمان وصول هذه القصص إلى جمهور عالمي".

من جهتها، تهدف مبادرة أفلام "من المسافة صفر" إلى تمكين صُنّاع السينما في غزة من مشاركة رواياتهم بالفنّ، وتركّز على تفاصيل الحياة اليومية لسكّان القطاع. المجموعة الأولى من الأفلام معروضة في عدد كبير من المهرجانات الدولية، ومهرجان الجونة، في دورته المقبلة تلك، سيعرض المجموعة الثانية: "من المسافة صفر وأقرب". والأفلام السبعة منتجة بفضل "صندوق مشهراوي للأفلام وصناع السينما في غزة"، بالتعاون مع شركة "كورجين برودكشن" (فرنسا)، وستُعرض باللغة العربية، مع ترجمة إلى اللغة الإنكليزية، وهي:

"ألوان تحت السماء" لريما محمود: فنانة شابّة نازحةٌ بسبب الحرب، تواجه تحدّياً هائلاً في تأليف أغنية جديدة لها، وغنائها وتسجيلها، في الدمار.

"أحلام فرح وزهرة" لمصطفى النبيه: في غزة المحاصرة، تتمسّك فتاتان صغيرتان بأحلامهما، إحداهما بالألوان والأخرى بصوتها، كفعل مقاومة صغيرة أمام حرب تسلب الأرواح والآمال.

"غزة إلى الأوسكار" لعلاء دمو: يخاطر صُنّاع السينما في غزة بحيواتهم للحفاظ على قصص شعبهم، محوّلين الواقع القاسي إلى سينما قادرة على بلوغ الأوسكار.

"حسن" لمحمد الشريف: في مواجهة الجوع يحاول مُراهق فلسطيني الحصول على كيس دقيق، فيجد نفسه مُعتقلاً، ويخوض رحلة قاسية في 15 شهراً، من شمال القطاع إلى جنوبه.

"حكايات غير مُكتملة" لنضال دمو: مخرج يتنقل بين قصص غير مُكتملة، حتى تقطع الحرب رحلته، وتحوّل حياته الشخصية إلى الحكاية الأخيرة.

"أحلام صغيرة جداً" لاعتماد وشاح: نساء في مخيمات اللاجئين في غزة يكافحن للحفاظ على كرامتهنّ وصحتهنّ، في ظروف غير إنسانية، يُصبح معها أبسطُ احتياج معركةً يومية من أجل البقاء.

"الأمنية" لأوس البنا: يستخدم مخرج مسرحي الفن لمساعدة الآخرين، مُحوّلاً جراحهم إلى عرض مسرحي من أجل الشفاء والتمكين، بعد فقدانه كلّ شيء في الحرب.

إلى ذلك، تقول ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، إنّ التزام الأخير هذا البرنامج ليس مجرّد خيار، بل "جزءاً أساسياً من رسالتنا كمهرجان في المنطقة"، مُشيرة إلى أنّ للسينما "قوة عميقة في التوثيق والشفاء، ومن واجبنا توفير مساحة للعالم، ليشهد على الصمود والإبداع الاستثنائيين للشعب الفلسطيني"، ومُعتبرة أنّ البرنامج يثبت "قدرة" الفن والقصص الإنسانية على الاستمرار، "حتى في أحلك اللحظات".

أمّا المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، صاحب فكرة المبادرة ومُنتج الأفلام المختارة، فيقول: "عندما خذلنا العالم، كانت السينما مُنقذنا الوحيد"، مُضيفاً أنّ هؤلاء المخرجين الشباب، "رغم ظروف غير مُحتَملة"، متمكّنين "من التقاط جوهر إنسانيتهم وأحلامهم وآلامهم وصمودهم"، ومُعتبراً أنّه "شرفٌ" أنْ تحظى الأفلام بعرض عالمي أول لها في مهرجان الجونة، واصفاً الأخير بالمنصّة التي "تُدرك قوة السينما في الربط والإلهام والتأثير"، ومُنهياً تعليقه بالقول: "نحن لا نعرض أفلاماً فقط. نحن نثبت أنّه لا يمكن لأحد احتلال السينما".

المساهمون