هيئة الإعلام البريطانية تنتقد "بي بي سي" بسبب وثائقي حول غزة
استمع إلى الملخص
- خلصت مراجعة داخلية لـ"بي بي سي" إلى أن الوثائقي خالف معايير الدقة التحريرية، محملة شركة الإنتاج المسؤولية الكبرى، مع تأكيد عدم انتهاك إرشادات الحياد التحريري.
- وقع أكثر من 600 شخص على رسالة تطالب بإعادة بث الوثائقي، معتبرين سحبه "قمعًا سياسيًا" واتهام "بي بي سي" بإسكات الأصوات الفلسطينية.
أصدرت هيئة تنظيم الإعلام البريطانية "أوفكوم"، الجمعة، قراراً بأن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" انتهكت قواعد البث في فيلم وثائقي حول الأطفال في غزة، وذلك لعدم الكشف عن أن الطفل الراوي عبد الله اليازوري هو نجل مسؤول سابق في الحكومة التي تديرها حركة حماس غزة. الوثائقي المعنون "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" أزيل من منصة "آيبلاير" في فبراير/ شباط الماضي، وأثار جدلاً واسعاً بعد حملة ضغط قادتها منظمات مناصرة لإسرائيل، مدفوعة بكشف أن الطفل الراوي هو نجل أيمن اليازوري الذي شغل سابقاً منصب نائب وزير الزراعة في حكومة غزة.
ورأت "أوفكوم" أن هذا "الإخفاء يشكّل مصدر تضليل كبير للجمهور، إذ حرم المشاهدين من معلومات أساسية قد تكون مؤثرة في تقييمهم للراوي وللمحتوى الذي قدّمه". وأضافت الهيئة، في قرارها، أن هذا "الإخفاق كان من الممكن أن يضعف الثقة العامة التي يحتمل أن يضعها الجمهور في برنامج إخباري تابع لهيئة الإذاعة البريطانية حول الحرب في غزة".
وأمرت أوفكوم هيئة الإذاعة البريطانية ببث بيان يوضح نتائج التحقيق على قناة BBC2 في الساعة 21:00، على أن يُحدد الموعد لاحقاً.
"بي بي سي" نفسها أجرت مراجعة داخلية نشرت نتائجها في يوليو/تموز الماضي. وخلصت هذه المراجعة إلى أن الفيلم الوثائقي الذي أنتج مع شركة هويو فيلمز خالف معايير الدقة التحريرية للهيئة. وبحسب تقرير المراجعة، فإن شركة الإنتاج هويو فيلمز تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن الإخفاق، لكن "بي بي سي" لم تُعفَ بدورها من المسؤولية، إذ فشلت في الإشراف التحريري الكافي، وأكدت الهيئة أنه لم يكن ينبغي الموافقة على بث الوثائقي أصلاً، كما أعلنت اتخاذ "إجراءات مناسبة بشأن المساءلة". رغم ذلك، لم تجد المراجعة أي انتهاك لإرشادات الحياد التحريري، وخلصت إلى أن المصالح الخارجية لم تؤثر "بشكل غير لائق" على محتوى البرنامج، وأكدت أن مسألة الحياد طُرحت بجدية خلال عملية الإنتاج نظراً إلى حساسية الموضوع.
وكان أكثر من 600 شخص من عالم الإعلام والثقافة والفن قد وقّعوا في مايو/ أيار الماضي على رسالة تطالب بإعادة بث الوثائقي، واعتبروا سحبه "قمعاً سياسياً"، واتهَموا الهيئة البريطانية بـ"إسكات شهادات حيوية وفرض معايير مزدوجة على الأصوات الفلسطينية"، خاصة في ظل استمرار الإبادة الجماعية في غزة. وفي سياق متصل، منعت "بي بي سي" عرض فيلم آخر حول الطواقم الطبية في غزة بعنوان "أطباء تحت الهجوم"، رغم اكتماله، ما دفع القناة الرابعة البريطانية إلى بثه بدلاً منها.