هولندا تقرر إعادة كنوز أثرية تخص جزيرة القرم إلى كييف... وموسكو تندد

هولندا تقرر إعادة كنوز أثرية تخصّ جزيرة القرم إلى كييف... وموسكو تندد

27 أكتوبر 2021
تم الاحتفاظ بالكنوز الأثرية في متحف آلارد بيرسون في أمستردام (Getty)
+ الخط -

أصدرت محكمة استئناف هولندية، الثلاثاء، حكماً قضى بإعادة مجموعة لا تثمّن من الذهب التابع للقرم كانت قد أُعيرت لمتحف في أمستردام قبيل قيام موسكو بضم شبه الجزيرة في 2014، إلى أوكرانيا، في قرار اعتبرته كييف "انتصاراً" ونددت به موسكو.

وقال القضاة "لقد حكمت محكمة الاستئناف في أمستردام بأنه على متحف آلارد بيرسون إعادة الكنوز الأثرية التابعة للقرم إلى الدولة الأوكرانية".

وأكدت المحكمة "على الرغم من أن أصل قطع المتحف من شبه جزيرة القرم ويمكن اعتبارها بذلك جزءاً من تراث شبه جزيرة القرم، إلا أنها جزء من التراث الثقافي للدولة الأوكرانية كونها دولة مستقلة منذ عام 1991"، منذ انهيار الاتحاد السوفييتي الذي كانت أوكرانيا تتبع له.

وسارعت أوكرانيا إلى الترحيب بقرار "طال انتظاره". وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إنه "انتصار طال انتظاره". وعبّر في تغريدة على تويتر عن "امتنانه" لهذا "القرار العادل"، مضيفاً أنّ أوكرانيا "تستعيد دائماً ما يعود لها".

وأكد أنّ أوكرانيا، وبعد هذه الكنوز الأثرية، "ستستعيد القرم"، شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا عام 2014.

أما متاحف القرم، من جهتها، فقد أعربت عن "حزنها البالغ"، بحسب محاميها. وقال روب مايجر للصحافيين، إنّ هذه الكنوز "لم تكن قط ملكاً لمتاحف كييف"، و"يجب إعادتها" إلى شبه جزيرة القرم.

كذلك ندّد النائب الروسي فلاديمير غاباروف وأندريه كليشاس بالحكم، محذرين من أن روسيا لن تترك هذا "القرار المنحاز" من "دون رد". فيما رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التعليق رسمياً على الحكم. وكان قد قال، في سبتمبر/ أيلول، "إن هذه القضية معقدة للغاية. نود بالطبع أن تعود مجموعتنا إلى البلاد".

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، بادرت أربعة متاحف في شبه جزيرة القرم بشكل مشترك إلى اتخاذ إجراءات قانونية لإجبار المتحف بجامعة أمستردام، آلارد بيرسون، على إعادة المجموعة المعارة لمعرض "القرم: الذهب وأسرار البحر الأسود".

لكن في عام 2016، قضت محكمة هولندية بإعادة هذه الكنوز الأثرية إلى أوكرانيا، موضحة أن شبه جزيرة القرم التي كانت في الماضي تقع على طريق التجارة، لا تعتبر دولة مستقلة.

ثم استأنفت متاحف القرم الحكم، بحجة أن الذهب يعود إلى هذه المنطقة. في عام 2019، أكدت محكمة استئناف أمستردام أنها بحاجة إلى مزيد من الوقت للنطق بالحكم.

أما بالنسبة للكنوز، فقد احتفظ بها متحف آلارد بيرسون خلال هذه الفترة في "مكان آمن". وتمت إعارة المجموعة التي تضم قطعاً ثمينة يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي حتى أوائل العصور الوسطى، إلى متحف أمستردام هذا قبل أقل من شهر من ضم شبه جزيرة القرم ، بعد عملية عسكرية أعقبها استفتاء على الضم الذي لم تعترف به كييف والغرب.

في عام 2016، اعتبرت المحكمة الهولندية أن متحف آلارد بيرسون وقع "بين المطرقة والسندان"، حيث طالبت كل من أوكرانيا وشبه جزيرة القرم بإعادة القطع الأثرية.

وكان الحكم قد أثار غضب موسكو وفرحة بترو بوروشينكو رئيس أوكرانيا آنذاك، والذي اعتبر أن القرار يعني أن "ليس الذهب السكيثي فقط هو الأوكراني، ولكن القرم أيضاً أوكرانية".

وبالتالي، أصبح البت بالأمر متروكاً لمحكمة استئناف أمستردام. نظراً لأن القضية ليست مشمولة بالقوانين الهولندية أو الأوروبية، ولا ترتبط بالتراث العالمي كما حددته منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "يونسكو"، فقد يتعيّن الآن، بحسب القضاء، "تحديد من يملك الحقوق الأقوى".

بعد الحكم الذي أصدرته محكمة استئناف أمستردام، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، من جهته، في مقطع فيديو الثلاثاء "نحن لا نستعيد قطع المتحف فحسب" ولكن "الآثار التي تشهد على تاريخنا الألفي" أيضاً. واعتبر خلال المحاكمة أن "كل التحريفات والمناورات الروسية" انتهت بـ "الفشل الذريع".

(فرانس برس)

المساهمون