هل قرأتم شهادات النساء عن التحرّش الجنسي في عالم الطبخ؟

23 أكتوبر 2020
+ الخط -

يوم أمس، نشرت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية تحقيقاً عنوانi "العنف الجنسي في عالم الطبخ: كان الشيف يضع يديه في سروالي أثناء العمل". وفي التحقيق استعرضت شهادات طاهيات وعاملات في مطابخ أشهر المطاعم الفرنسية.

جاء تحقيق "ليبيراسيون" ليكمل تحقيقا آخر نشر في شهر أغسطس/آب الماضي في موقع "أتابولا" الفرنسي هو الآخر. وأربكت هذه الشهادات المجتمع الفني، وحتى الجهات الرسمية التي اتهمتها أكثر من عاملة في القطاع بالتستّر على هذه الانتهاكات حفاظاً على الصورة العالمية الشهيرة للمطبخ الفرنسي.

تتراوح الشهادات بين تجارب التحرش الجنسي والجسدي المباشر (من اللمس إلى الاغتصاب) مروراً بالتحرش اللفظي المتكرر، وصولاً إلى التهديد والتحقير في التعامل مع النساء العاملات في عالم الطبخ.

توثيق كل هذه الشهادات بدأ أولاً عبر حساب أنشأته الطالبة السابقة في مدرسة فيران الشهيرة للطبخ، كاميل أومون كرمل، عبر حساب "أقول لك لا شيف" على "إنستغرام". نشر الحساب كل شهادة على شكل عبارة منفصلة في منشور خاص، وهو ما جعل الشهادات تتراكم بشكل سريع وهستيري. وجاء في بعض هذه الشهادات عبارات سمعنها بشكل متكرر من نوع: "لا تنخفضي أرضاً هكذا، آخر زميلة فعلت ذلك، انتهت بها الأمر بإنجاب 3 أولاد"، و"لو كان عمرك أكبر بشهر ونصف لكنت اغتصبتك"، و"أرغب بممارسة الجنس معك".

هذه الحملة المكثفة لفضح أشهر الطهاة في فرنسا، أدت الشهر الماضي إلى انتحار الشيف الياباني في باريس تاكو سيكين، وهو واحد من أشهر الطهاة في باريس، وقد حصل على أكثر من جائزة منذ وصوله إلى فرنسا قبل أكثر من 5 سنوات. أكثر من شابة عاملة مع سيكين اتهمّته بالتحرش والاغتصاب، وهو ما دفعه إلى وضع حد لحياته نهاية الشهر الماضي.

انتحر نهاية الشهر الماضي (Getty)

ولعلّ واحدة من أولى العاملات في هذا المجال اللواتي كسرن حاجز الصمت، كانت الطاهية الكندية الشابة بوني بيتر التي كشفت عبر حسابها على "إنستغرام" أنّ واحداً من أشهر الطهاة الفرنسيين حاول اغتصابها، أثناء وجودها في غرفتها في الفندق، في رحلة عمل. وقالت: "في 8 يناير/كانون الثاني 2019، دخلت إلى غرفتي، إلى سريري وبدأت بالاعتداء الجنسي عليّ، طردتك ونمت مجدداً، لكنك عاودت الكرّة، ولو لم أصرخ ويُسمع صوتي في الغرفة المجاورة، لكنت اغتصبتني". وقالت بيتر إن 6 عاملات مع الشيف الشهير تعرّضن لحوادث مشابهة.

لم تكشف الشابة الكندية عن اسمه خوفاً من الملاحقة القانونية، لكنها أكدت أن ملفاً قانونياً قيد التحضير لرفع دعوى ضده.

عالم الطبخ في فرنسا ليس وحده الذي تلوّث بجرائم التحرش والاعتداء الجنسي، بل إن حملة "مي تو" #MeToo أطلقت العنان لعشرات النساء العاملات في هذا المجال حول العالم للحديث عن تجاربهن.

وكان واحداً من أوائل الطهاة الذين وجّهت أصابع الاتهام إليهم الطاهي الشهير ماريو باتالي. إذ عام 2017 كشفت 4 نساء عن تعرضهن للتحرش الجنسي من الشيف الشهير، ثم تقدمت سيدة بدعوى قضائية ضده في بوسطن الأميركية، بعدما قالت إنها أرادت أن تلتقط "سيلفي" معه، فتحرّش بها جنسيا. كل هذه الاتهامات أدت إلى استقالة الرجل من عمله في واحد من أشهر المطاعم في العالم، بحسب ما نقلت شبكة "سي أن بي سي" الأميركية.

ماريو باتالي مغادراً قاعة المحكمة العام الماضي (ديفي راين/Getty)

 

المساهمون