هل خسرت شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تفوّقها بعد نشر ديبسيك الصيني؟

17 مارس 2025
هزت "ديبسيك" عرش "أوبن إيه آي" (جوناثان را/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أحدثت شركة ديبسيك ثورة في الذكاء الاصطناعي التوليدي بنموذجها "آر1"، مما يهدد هيمنة الشركات الكبرى ويعزز تعددية النماذج، مانحًا المستخدمين حرية الاختيار.

- تقلص الفجوة بين الشركات الكبرى والمنافسين بفضل المصادر المفتوحة، مما يسهل التنقل بين النماذج ويقلل من أهمية الفروق في الاستخدامات العامة.

- تستمر الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي، حيث ضخت سوفت بنك 40 مليار دولار في "أوبن إيه آي"، مما يعكس الثقة في إمكانيات الذكاء الاصطناعي التوليدي رغم التحديات.

هزّت شركة ديبسيك الصينية الصغيرة قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي في نهاية يناير/كانون الثاني مع برنامجها منخفض التكلفة ولكن عالي الأداء، لدرجة أنها دفعت لإعادة النظر في هيمنة الشركات الكبرى ومن بينها "أوبن إيه آي"، على القطاع. وعلى مدار العامين الفائتين، نجحت حفنة من برامج المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي في ترسيخ وجودها، من "تشات جي بي تي"، إلى "كلود" من شركة أنثروبيك، مروراً بـ"جيميني" من "غوغل"، وذلك بفضل استثمارات بمليارات الدولارات للتعامل مع أفضل المهندسين ونشر القدرات اللازمة (رقائق وخوادم ومراكز بيانات). لكن ابتكرت "ديبسيك" نموذجها "آر1" بعدد أقل من المعالجات، من دون استخدام الرقائق الأكثر تقدماً، وبتكلفة معلنة قدرها ستة ملايين دولار فقط.

"ديبسيك" تحدث ثورة

بالنسبة إلى كثيرين، كان هذا التطوّر بمثابة ثورة، فقد سلّط الضوء على حركة كانت قائمة منذ أشهر، وهي حركة "تسليع" برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية. يقول المؤسس المشارك لمنصة الذكاء الاصطناعي هاغينغ فايس، توماس وولف، إن "تكلفة إطلاق نموذج تتقلص، ومسألة تحديد النموذج الذي ينبغي الاعتماد عليه تتراجع أهميتها". ويضيف أن "الناس يتجهون نحو عالم متعدد النماذج"، و"أن يكون للمرء حرية الخيار أمر مذهل". ويرى أنّ الاستقبال البارد الذي قدّمه القطاع ووسائل الإعلام لإطلاق "تشات جي بي تي 4.5" (من أوبن إيه آي)، في نهاية فبراير/شباط، يشكّل مثالاً على هذا الاتجاه.

المصادر المفتوحة

أكد مدير المنتجات لدى "أوبن إيه آي"، كيفن ويل، في مؤتمر "هيومن إكس إيه آي" الذي أقيم أخيراً في لاس فيغاس، أن مقولة إن كل النماذج متشابهة "ليست صحيحة". وأضاف "لن نكون أبداً بعد اليوم متقدمين على منافسينا بفارق 12 شهراً، لكننا لا نزال متقدمين بما يتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر". ومع 400 مليون مستخدم فردي، تستفيد الشركة الأميركية الناشئة، بحسب ويل، من تأثير حجم يمنحها ميزة مرتبطة بالبيانات المستمدة من الاستخدام الهائل، والمستعملة لتحسين نماذجها بشكل متواصل.

ويقول رئيس شركة ديجيتس الناشئة، جيف سيبرت، "أعتقد أنها ستبقى في المقدمة، لكنّ الفجوة بينها وبين شركات أخرى ستتقلّص، وفي حالات كثيرة، سيتم استخدامها" مع برامج أخرى. ويضيف: "بالنسبة إلى التطبيقات الأكثر تقدماً، سيكون هناك فرق، ولكن بالنسبة إلى معظم الاستخدامات الأخرى، لن يكون لذلك أهمية كبيرة. لذا فإن نصيحتي لرواد الأعمال والمستثمرين هي التأكد من إمكانية تنقل المستخدم بسهولة بين النماذج".

وأدى الاستخدام الأفضل للرقائق وتقنيات تحسين النماذج الجديدة إلى خفض تكلفة تصميم النموذج اللغوي الكبير، وهو المحرّك المخفي تحت غطاء محرك "تشات جي بي تي" أو "جيميناي" من "غوغل". ويساهم صعود "المصادر المفتوحة"، أي نشر برنامج للاستخدام المجاني والمفتوح، في انتشار منصات الذكاء الاصطناعي التوليدية. ويقول أنجيلو زينو من شركة "سي إف آر إيه" إن تقييم المتخصصين في النماذج الكبيرة لشركات مثل "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك"، وهما من المجموعات القليلة التي تقاوم حتى اليوم المصادر المفتوحة، "ربما وصل إلى ذروته، مع تبدد التأثير المرتبط بالسرعة".

لكن ذلك لم يمنع شركة الاستثمار اليابانية سوفت بنك من ضخ 40 مليار دولار في رأسمال "أوبن إيه آي" في فبراير/شباط. وتقدر هذه العملية الشركة بـ300 مليار دولار، أي نحو ضعف القيمة التي كانت عليها في العام الفائت. وفي مطلع مارس/آذار، جمعت "أنثروبيك" مبلغاً قدره 3,5 مليارات دولار، وهو ما يقدر قيمة الشركة بـ61,5 مليار دولار. ويقول جاي داس من شركة رأس مال المخاطرة سافير فانتشرز: "إذا كنت تحصل على مليار دولار نقداً كل شهر، وهذه هي الحال على ما أعتقد مع أوبن إيه آي، فعليك الاستمرار في جمع الأموال حتى يتجاوز حجم إيراداتك هذا المبلغ، وأجد صعوبة في رؤية كيف سيصلون إلى هناك".

(فرانس برس)

المساهمون