هل النجم اللبناني مرغوب عربياً؟

هل النجم اللبناني مرغوب عربياً؟

23 يناير 2021
أثارت مبادرة بديع أبو شقرا جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك)
+ الخط -

قبل أيام أثار الممثل اللبناني بديع أبو شقرا جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما طالب المنتجين اللبنانيين ببذل الجهود من أجل التسويق للممثل اللبناني والإنتاج المحلي الدرامي اللبناني في الخارج.

وأوضح أبو شقرا أن الممثل اللبناني ضعيف الحضور عربيًا في تصريحات إعلامية. هذا الرأي استدعى ردًا من زميله الممثل يوسف الخال ومجموعة أخرى من الممثلين اللبنانيين. لاحقًا، قال أبو شقرا إنه لن يدخل في سجال شخصي مع أحد، كي لا يُفهَم كلامه بأنّه خلافٌ بين زملائه.

وفي كلامه، تحدّث أبو شقرا عن واقع الدراما اللبنانية، وحثّ المستثمرين على الاستثمار في القطاع الدرامي المحلي، خصوصًا في غياب الدولة والدعم الحكومي. ودعا أبو شقرا إلى إنشاء منصّة "أونلاين" تجمع كلّ من له اهتمام في قطاع الدراما، كالممثلين والمنتجين والمخرجين والصحافيين والكتاب، لبحث مشاكل الدراما وإمكانية فتح أبواب جديدة تقنع المستثمرين بوضع أموالهم في هذا القطاع، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي يمرُّ بها لبنان بسبب جائحة كورونا.

تفتح مبادرة أبو شقرا الباب أمام الكثير من التساؤلات التي تحوم حول واقع الإنتاج الدرامي في لبنان. إذْ توضّحت ملامح التجربة اللبنانية في بداية الستينيات من القرن الماضي، خصوصًا مع بداية إنشاء تلفزيون لبنان عام 1959، وتحوُّلت استديوهات هذا التلفزيون إلى ساحة لمعظم الأعمال اللبنانية والعربية.

لكن مرحلة الحرب الأهليَّة بين عامي 1975 و1991 بعثرت محتوى هذه الصناعة. وانعكس الانقسام السياسي والاجتماعي على الإعلام الترفيهي، ونستطيع القول بأنّ هذا الانقسام لا يزال فعالاً حتّى الآن.

بعد انتهاء الحرب اللبنانية، ظهرت محاولات عدة لبثّ الحياة مجددًا في هذا الفن، لكن تغليب هيمنة المال والمحسوبيات، وعدم وجود شركات كبرى، وافتقاد الخبرة الإنتاجيَّة، ونقص الحس الأكاديمي والتقني، عرقلت تطوُّر هذه الصناعة في لبنان مجددًا.

ويظهر هذا الأمر بشكل واضح من خلال الضياع الذي سيطر على إنتاجات ما بعد الحرب الأهليَّة. هذا الضياع لم يقتصر فقط على الدراما، بل امتد إلى السينما أيضًا. وغاب الكتاب والمخرجون المحترفون عن الصورة تمامًا، وأمسك المخرجون الجدد والهواة بدفة الإنتاج، وحققوا مكاسب يعتقدون أنّها جيدة. مكاسب أقنعت المحطات اللبنانية بأنّ هذا هو المطلوب لا أكثر.

لذلك، غاب الحس التنافسي مع الإنتاجات العربية الأخرى التي كانت تشقّ طريقها بحرفية عالية، وتخرج من نفق المحليَّة، وخصوصًا الدراما السورية التي صارت حاضرة دومًا على كل المحطات العربيَّة منذ منتصف التسعينيات، مما كرّس حضور الممثل السوري، في ظلّ ضعف أو غياب وجود الممثل اللبناني.

خرجت الصناعة الدرامية السورية من نطاق المحليَّة، وصارت رقمًا صعبًا في السوق العربية المشتركة. واستغلت المحطات العربية هذا النجاح من أجل تقديم كلّ أنواع المسلسلات الترفيهية. في ظلّ كلّ هذا التطور على مستوى العالم العربية، بقيت الدراما اللبنانية ضعيفة بسبب ما تعانيه من محسوبيات وضعف. لكنّ الدراما اللبنانية تبدأ اليوم انتفاضتها، ولو كانت خجولة، خصوصًا بعد دعوة أبو شقرا إلى التغيير الجذري.

المساهمون