استمع إلى الملخص
- عبّر الفلسطينيون عن فخرهم بصمود المقاومة واحتفاظها بالأسرى الإسرائيليين، مستذكرين الشهداء، وأظهرت المنشورات روح التحدي والإصرار على مواصلة النضال.
- تناولت المنشورات انتقادات لعدم دعم بعض الدول العربية، مشيدةً بدور المقاومة، وأكد الناشطون على مواجهة محاولات التطبيع وتهويد القضية الفلسطينية.
مع دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ اليوم الأحد، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات المنشورات والتغريدات التي احتفلت بنهاية حرب الإبادة التي استمرت 470 يوماً، وبانسحاب الاحتلال الإسرائيلي بشكل جزئي من مناطق عدة. وتحدث الفلسطينيون عبر صفحاتهم وحساباتهم عن انطباعاتهم الأولية بدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد جهود قطرية ومصرية مضنية استمرت على مدار قرابة 16 شهراً للوصول إلى هذه اللحظة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو توثّق للحظات الأولى لعودتهم إلى أحيائهم، لا سيما في مناطق شمال القطاع ووسطه وجنوبه، حيث عكست هذه المشاهد حجم الدمار الهائل وغير المسبوق مقارنة مع ما كان يحصل في الحروب السابقة. وشهدت المنشورات والتغريدات احتفالاً بحالة الصمود التي أوصلت إلى هذه اللحظة والتي دفع مقابلها الفلسطينيون نحو 60 ألف شهيد و150 ألف جريحاً، بالإضافة إلى دمار أكثر من 68% من المنشآت السكنية والمستشفيات والمدارس.
وأشاد الفلسطينيون بصمود المقاومة الفلسطينية في المعارك الضارية التي شهدها القطاع على مدار أيام القتال البالغة 470 يوماً، وقدرتها على الاحتفاظ بالأسرى والأسيرات الإسرائيليين رغم الحالة الأمنية الصعبة في القطاع. كما تخلّل المنشورات استذكار للشهداء الذين قضوا خلال حرب الإبادة التي عايشها سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وعكست هذه المنشورات حالة الحزن على الشهداء والتخليد لذكراهم.
وقف إطلاق النار في مواقع التواصل
كتب الناشط خالد صافي عبر حسابه في منصة إكس: "أجمل ثلاثة أيام عشتها في حياتي: "الاثنين 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 (صفقة وفاء الأحرار)، والسبت 7 أكتوبر 2023 (العبور العظيم) و"الأحد 19 يناير 2025 (وقف إطلاق النار بعد 470 يومًا من الصمود الأسطوري)". أما الكاتب والمدون العراقي علي فاهم فغرّد عبر "إكس" أيضاً قائلاً: "عندما كان الفلسطينيون يعتمدون على العرب كانوا ينزحون من مدنهم إلى الشتات، وهكذا فعل بهم من 1948 ونكبة 1967 وغيرها، لكن اليوم هم يعودون إلى مدنهم بعد أن اعتمدوا المقاومة وتركوا العرب الجبناء والعملاء. هكذا تصنع المقاومة ورجالها".
أجمل ثلاثة أيام عشتها في حياتي:
— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) January 19, 2025
1- الاثنين 17 أكتوبر 2011 (صفقة وفاء الأحرار)
2- السبت 7 أكتوبر 2023 (العبور العظيم)
3- الأحد 19 يناير 2025
(وقف إطلاق النار بعد 470 يومًا من الصمود الأسطوري)#غزة_تنتصر
في حين كتب الناشط مصطفى البنا عبر "فيسبوك" مستحضراً مشاهد للدمار الإسرائيلي: "هذه الصورة للشارع العام في حي الصفطاوي الذي عشت فيه 18 عاماً، ويظهر فيها مسجد خالد بن الوليد الذي تربيت فيه ذو القبة الخضراء، هذا الدمار المهول الذي يكسو الحي شاهد على شهور من الإجرام والإبادة والتطهير، لكن شوارعه أيضاً كانت شاهدة على معارك ضارية أذلّت الاحتلال الذي فرّ هارباً تاركاً خلفه آلياته المدمرة المتفحمة".
المصور الصحافي والناشط خالد طعيمة التقط مجموعة من الصور التي تظهر حجم الدمار في مخيم جباليا وعلق عليها قائلاً: "لقد محوا ماضينا، لكننا نعرف كيف نبدأ من جديد، هذا مخيمي مخيم جباليا، الجرح كبير، بس الله كبير وهو الي راح يجبر قلوبنا". أما الناشط رضوان الأخرس فكتب عبر "إكس" قائلاً: "لا أبالغ حين أقول هذا تحرير ثانٍ لغزة، فقد أراد الصهاينة احتلال غزة مجدداً وقالوا لن نخرج من هناك إلى الأبد وسنمحو المقاومة ونطرد الغزيين ونعيد بناء المستوطنات، إلا أن الشعب صمد وتحطمت على صخرة هذا الصمود العظيم مخططات الاحتلال، والمجاهدين استبسلوا ولم تنكسر شوكتهم ولم يستسلموا أو يخضعوا لعدوهم الذي يجر اليوم أذيال الخيبة والفشل".
أما الروائي والكاتب الفلسطيني يسري الغول فكتب عبر "فيسبوك": "يبدو أن البعض ممن صنفوا أنفسهم بالنخبة من أبناء شعبنا يريدون منا أن نبكي ونندب الحظ ونحمل الضحية مسؤولية الدم". وأضاف قائلاً في منشوره: "في الوقت الذي جَبُن فيه هؤلاء عن إدانة الجلاد والقاتل، ذلك لأنه سيمس بتمويل مؤسساتهم أو يمنعهم من السفر أو يعطل طباعة رواية لهم أو الفوز بجائزة، لأن المرحلة القادمة هي مرحلة التطبيع وتهويد القضية برمتها. لذلك هم يريدون من العامة الخنوع وعدم الاحتفال بالنجاة وفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه وزلزلة جدرانه وأركانه وإفشال جميع المخططات السابقة واللاحقة، وأستغرب كيف أنهم بلا بصيرة رغم خبرتهم في اجترار الكلام والبكاء". في سياق آخر، غرّد الكاتب والمحلل السياسي محمد الأخرس عن ظهور "سيارات" المقاومة الفلسطينية قائلاً: بالنسبة للعدو، كل المشاهد الاحتفالية لا توازي ظهور جيبات الـhilux وعليها عشرات المقاتلين؛ فهي أول ما شاهدوه في أسوء كوابيسهم في السابع من أكتوبر، وهي آخر ما تبقى من غزة في عينهم رغم كل الدمار".
بالنسبة للعدو؛ كل المشاهد الاحتفالية لا توازي ظهور جيبات ال hilux وعليها عشرات المقاتلين؛ فهي أول ما شاهدوه في اسوء كوابيسهم في السابع من اكتوبر، وهي آخر ما تبقى من غزة في عينهم رغم كل الدمار. pic.twitter.com/oowq6Keb7T
— Mohammed Alakhras محمد الأخرس (@mohaemmd93) January 19, 2025