نيجيريا ملاذ آمن لشبكات الاحتيال العاطفي عبر الإنترنت

22 يناير 2025
عزز الذكاء الاصطناعي عمليات الاحتيال عبر الإنترنت (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت امرأة فرنسية لعملية احتيال عبر الإنترنت من قبل محتالين نيجيريين، حيث أوهموها بأنها في علاقة مع الممثل براد بيت باستخدام صور مولدة بالذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى خسارتها 830 ألف يورو.
- يشكل الذكاء الاصطناعي أداة جديدة في عمليات الاحتيال، حيث يستخدم المحتالون تقنيات التزييف العميق لاستغلال الضحايا، مما يعيد جهود مكافحة الاحتيال إلى الوراء.
- قامت شركة ميتا بحذف 63 ألف حساب على إنستغرام مرتبط بعمليات احتيال، وألقت السلطات النيجيرية القبض على 792 مشتبهاً فيهم، مما يبرز التعاون بين العصابات الأجنبية والمحلية.
توجّه امرأة فرنسية وقعت ضحية محتالين أوهموها بأنهم الممثل الأميركي براد بيت شكوكها نحو نيجيريا، وهي دولة في غرب أفريقيا تُعرف بإيوائها الكثير من المطلوبين في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت. وغالباً ما يؤتى على ذكر هذه الدولة الأكثر سكاناً في أفريقيا منذ سنوات بوصفها ملاذاً لمرتكبي عمليات النصب عبر الإنترنت، خصوصا ًفي ما يتعلق بعمليات "الاحتيال العاطفي". ويُعرف هؤلاء في اللغة العامية المحلية باسم Yahoo Boys (فتيان ياهو). وقد زاد تأثير المحتالين عبر الإنترنت في الثقافة الشعبية منذ إصدار نجم موسيقى الأفروبيت، أولو ماينتاين، أغنية Yahooze عام 2007، وهي تمدح هؤلاء المحتالين الافتراضيين. كما حظيت أغنيات نيجيرية كثيرة تتطرق إلى المحتالين الإلكترونيين، المعروفين أيضاً محلياً باسم "419"، في إشارة إلى قانون العقوبات النيجيري المتعلق بالاحتيال، بشعبية كبيرة.
لكن قضية المرأة الفرنسية التي تصدّرت عناوين الأخبار، تبيّن لجوء المحتالين النيجيريين إلى تقنيات جديدة لخداع ضحاياهم. وخدع المحتالون الضحية التي عرّفت عنها قناة TF1 الفرنسية باسم آن (53 عاماً)، وأوهموها بأنها نسجت علاقة عاطفية مع النجم الهوليوودي البالغ 61 عاماً، باستخدام صور ولّدها الذكاء الاصطناعي. وبدأ "اصطياد" آن في هذه العملية الاحتيالية عبر "إنستغرام" من جانب شخص ادعى أنه والدة براد بيت، بعدما شاركت صوراً لها وهي تتزلج في الجبال الفرنسية. وزعم المحتالون أن الممثل كان في حاجة ماسة إلى المال لدفع تكاليف علاج الكلى، قائلين إن حساباته المصرفية مجمّدة بسبب إجراءات الطلاق المستمرة مع زوجته السابقة أنجلينا جولي. وبحسب محامية آن، لورين هانا، فقد خسرت موكلتها 830 ألف يورو (850 ألف دولار).
واستعانت آن ومحاميتها بمروان وراب، مؤسس موقع FindmyScammer.com المتخصص في خدمات التحقيق الرقمي، لمحاولة العثور على المحتالين، وفق ما كتبته المحامية عبر منصة إكس. وذكرت صحيفة لو باريزيان الفرنسية نقلاً عن وراب أن المحتالين، وهم ثلاثة رجال في العشرينيات من العمر، موجودون في نيجيريا. وأفادت لجنة الجرائم الاقتصادية والمالية، وهي هيئة مكافحة الفساد النيجيرية، بأنها لا تستطيع بدء تحقيق إلا إذا قُدمت شكوى إليها. وقال الناطق باسم اللجنة ديلي أويوالي لوكالة فرانس برس: "هذه شكوى تمنح اللجنة صلاحية التصرف".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حكمت محكمة أميركية على رامون عباس، وهو محتال نيجيري كان يتمتع بشعبية بين السياسيين والمشاهير، بالسجن 135 شهراً وأَمَرَته بدفع 1.73 مليون دولار تعويضاً لضحيتين من ضحايا الاحتيال.
وقال خبير الجرائم الإلكترونية، تيموثي أفيلي، لـ"فرانس برس"، إن الذكاء الاصطناعي يشكّل "أداة جديدة لجريمة قديمة". وأشار إلى أن "استخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق" من شأنه أن "يمحو التقدم الهائل الذي حُقق ويعيدنا أكثر من 20 عاماً إلى الوراء" في الحرب ضد هؤلاء المجرمين. وقال إن "عصابات الجريمة السيبرانية الأجنبية" تستغل أيضاً نقاط الضعف في نيجيريا في أنظمة الأمن السيبراني وتجدها "مكاناً مربحاً لإنشاء مراكز عملياتها". ولفت أويوالي إلى أن الوكالة مستعدة "للتصدي لجميع الجرائم الناشئة، بما يشمل تلك القائمة على الذكاء الاصطناعي".
وفي يوليو/ تموز الماضي، حذفت "ميتا"، الشركة الأم لـ"إنستغرام" و"فيسبوك"، 63 ألف حساب على "إنستغرام" مرتبطة بعمليات احتيال وابتزاز جنسي في نيجيريا. في حالات الابتزاز الجنسي، يُقنَع الشباب أو المراهقون بإرسال صور فاضحة إلى محتالين يتظاهرون بأنهم نساء شابات، ليعمدوا بعد ذلك إلى ابتزازهم بها. بعد شهرين تقريباً من قرار "ميتا"، حُكم على شقيقين نيجيريين، هما صموئيل وسامسون أوجوشي (24 عاماً و21 عاماً)، بالسجن 210 أشهر لكل منهما لإدانتهما بممارسة "الاستغلال الجنسي والابتزاز في حق أكثر من مائة ضحية"، بما في ذلك 11 قاصراً.
والشهر الماضي، قالت لجنة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية إنها ألقت القبض على 792 مشتبهاً فيهم بعملية واحدة في منطقة جزيرة فيكتوريا الثرية في لاغوس، العاصمة التجارية لنيجيريا. وأوضحت الوكالة أن 192 على الأقل من المشتبه فيهم من الرعايا الأجانب، بينهم 148 صينياً. وقال الناطق باسم لجنة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية إن العصابات الأجنبية جندت شركاء نيجيريين للبحث عن ضحايا عبر الإنترنت من خلال التصيد الاحتيالي، مستهدفةً بشكل رئيسي الأميركيين والكنديين والمكسيكيين والأوروبيين.
(فرانس برس)
المساهمون