نور الدين الصايل... رحيل "فيلسوف" السينما المغربية

نور الدين الصايل... رحيل "فيلسوف" السينما المغربية

16 ديسمبر 2020
أبصر الصايل النور سنة 1948 بمدينة طنجة شمال المغرب (فيسبوك)
+ الخط -

توقف قلب المدير السابق للمركز السينمائي المغربي، نور الدين الصايل، عن الخفقان، ليلة أمس الثلاثاء عن 73 عاماً، بعد أن كان قد تم نقله على وجه السرعة، الأسبوع الماضي، إلى أحد مشافي الدار البيضاء، جراء مضاعفات إصابته بفيروس كورونا.

وشكلت وفاة الصايل صدمة جديدة في الأوساط الثقافية والإعلامية المغربية، في ظل توالي أخبار رحيل العديد من الأسماء الفنية والإعلامية خلال الأيام الماضية. في حين نعى مثقفون وفنانون وإعلاميون مغاربة، في تغريدات وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، الراحل الذي يوصف بـ"فيلسوف" السينما المغربية، معتبرين رحيله خسارة كبيرة.

أبصر الصايل النور في سنة 1948 بمدينة طنجة (شمال المغرب) واشتغل في بداية مشواره مُدرّساً لمادة الفلسفة بثانوية مولاي يوسف بالرباط، قبل أن يتم في سنة 1975 تعيينه مفتشاً عاماً لمادة الفلسفة.

وبرحيل الصايل تكون الساحة الفنية والثقافية المغربية قد طوت صفحة أبرز الشخصيات التي ساهمت في إغناء السينما المغربية ابتداء من بداية السبعينيات من القرن الماضي، حين كان من مؤسسي الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، والتي سيظل رئيساً لها لمدة عشر سنوات، ومروراً بإعداده وتقديمه لبرامج إذاعية ثم تلفزية حول السينما، وانتهاء بترؤسه للمركز السينمائي المغربي طيلة إحدى عشرة سنة، فترة كانت من أزهى المراحل التي عاشها الفن السابع كماً وكيفاً.

وفضلا عن إشرافه على المركز السينمائي المغربي، ساهم الراحل في كتابة سيناريوهات أفلام مغربية عدة من أبرزها: "ابن السبيل" و"باديس" و"لالة حبي" من إخراج محمد عبد الرحمان التازي، و"وجها لوجه" من إخراج عبد القادر لقطع. كما تكفل بإعداد وتنشيط مجموعة من البرامج السينمائية من بينها: "شاشة سوداء" و"المجلة السينمائية" بإذاعة الرباط، القسمين الفرنسي والعربي، و"أفلام" و"سينما منتصف الليل" و"سينما المخرجين" في التلفزة المغربية في ثمانينيات القرن الماضي.

وفي سنة 1989، عمل الصايل كمستشار للإعداد لتأسيس القناة الثانية المغربية، قبل أن يغادر في سنة 1990 في اتجاه فرنسا بحثاً عن فضاء أرحب، حيث التحق بقناة "كانال أوريزون"، ليتم تكليفه باختيار الأفلام واقتنائها للقناة، باعتباره رجل سينما، وهو المنصب الذي استمر فيه إلى حين تعيينه في 1999 مديراً عاماً مكلفاً بالبرامج والبث بالقناة.

وعاد في إبريل/ نيسان 2000 إلى أرض الوطن ليشغل منصب المدير العام للقناة الثانية، قبل أن يتم تعيينه في سنة 2003 مديراً للمركز السينمائي المغربي. ولم تمنعه مغادرته لمنصب مدير المركز السينمائي المغربي في سنة 2014، ولا تقدمه في السن، من أن يخصص جل وقته للفن السابع الذي يعتبر شغفه وحبه الأزلي، يحاضر ويناقش ويلبي الدعوات دون كلل ولا ملل.

وخلاله مشواره المهني، حظي الصايل بالتكريم في العديد من المهرجانات السينمائية من أبرزها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 36 في 2014، ومهرجان "الأفلام المغاربية" بباريس في ديسمبر/ كانون الأول 2015 لمساهمته في تطور السينما المغربية.

المساهمون