نهاية موسم رمضان... أفكار جديدة بدون إمتاع

نهاية موسم رمضان... أفكار جديدة بدون إمتاع

17 مايو 2021
نادين نجيم بطلة مسلسل 2020 إلى جانب قصي الخولي (فيسبوك)
+ الخط -

يُعتبر شهر رمضان كرنفالاً سنوياً للأعمال الدرامية ويتنافس فيه صنّاع الدراما ليثبت كلّ فنان أو مخرج أو كاتب نفسه، ويقدم الأفضل في محاولة لإقناع الناس بمادته الدرامية وأن تصل للجمهور بسلاسة، فماذا قدم موسم رمضان 2021 من طروحات جديدة للناس، وماذا كانت السلبيات؟

أماكن جديدة
بعض الأعمال لهذا الموسم دخلت إلى شوارع جديدة وبيئات مختلفة لم تكن قد طرحتها قبلاً، ففي مسلسل "على صفيح ساخن" من تأليف علي وجيه ويامن حجلي وإخراج سيف السبيعي، شهد الجمهور على حكايا كاملة ثقيلة داخل مجتمعات مهمشة تماماً، وهي مجتمعات العاملين في مكبّات النفايات، وما يحصل داخل هذه الفئات من جرائم وقصص وفقر وعمالة أطفال واستغلالهم. 

في حين تدور أحداث مسلسل "عشرين عشرين" داخل مجتمعات فقيرة في لبنان وتجول في أحياء لم يسبق أن دخلت فيها الدراما المشتركة، فلطالما كانت الدراما "السورية اللبنانية" تخاطب الجمهور من أعلى، في حين تنزل اليوم من برجها العاجي لتحاكي الشارع البسيط وهمومه ومشاكله بحوارات ممتعة كتبها بلال شحادات ونادين جابر، وأخرجها فيليب أسمر. وهذا المسلسل حقق نقلة نوعية في الأماكن الجديدة التي دخلتها الدراما المشتركة بعيداً عن القصور والفيلات والسيارات وعروض الأزياء بقصة سطحية غير مبررة.

في حين خرجت كاميرا مسلسل "خريف العشاق" من دمشق لتجول في محافظات سورية أخرى وهو قلّما نشهده في الأعمال الاجتماعية، فلطالما كانت الكاميرا حبيسةَ دمشق، إلاّ أنّ تصوير أماكن مختلفة من سورية أعطى للأفكار مساحات متحررة أكبر، لم يألفها المشهد كثيراً من قبل.

الأطروحات المختلفة
إذا ما توجهنا نحو الطروحات التي قدمتها الأعمال، سنلاحظ أن المواضيع الأبرز وجوداً وتجديداً في الموسم المنتهي، والتي شدت الجمهور فعلاً، توجد في أعمال معينة مثل مسلسل "عشرين عشرين" الذي كما قلنا إنّه طرح البيئات الفقيرة في لبنان وبحثها عن سبل العيش بطرق ملتوية أو شرعية. وقد دخلت الدراما السورية سابقاً في هذه الحارات، لكن لأول مرة تُعرَض الحكاية من قلب بيئة لبنانية يختبئ فيها المحتالون والمجرمون، ويعيشون ضمن خليط كبير تحكمه أعراف وتقاليد معينة، وهذا ما لم تشهده من قبل. أما في "على صفيح ساخن" فكان الجديد، عدا عن قضية تكرير النفايات والحياة القائمة في هذه المكبات، فإنّ فكرة إدخال المخدرات بالحلويات التي تباع للزبائن لإدمان شرائها لم يسبق طرحها بهذا الشكل، بالإضافة لتسليط الضوء على محاولة أَسلَمة الشارع السوري والقضاء على مكوناته بتوجيهه نحو التطرف الإسلامي والسيطرة عليه دينياً.

الطرح المختلف في "خريف العشاق" جاء عن زواج الأديان بطريقة مختلفة وجديدة وجريئة من خلال فتيات مسيحيات هربنَ ليتزوجن رجالاً مسلمين، فضلاً عن هذا الموضوع، فإنَّ المسلسل يقدم مجموعة تحولات تاريخية في سورية، ويتطرق لأول مرة ربما لقضية الإخوان المسلمين التي حدثت أيام الثمانينيات في حماة، ما يوصل فكرة التطرف الذي يكرر نفسه في وقتنا الحالي. ورغم أنّ مسلسل "للموت" المشترك يبالغ في تصوير القصور والفيلات والملابس والسيارات، لكنّه أيضاً تطرق لقضايا لافتة تجول في الحارات اللبنانية القديمة، ومحاولة شراء هذه البيوت لبناء مشاريع جديدة وتهجير سكانها الأصليين، عدا عن الحديث عن ملاجئ الأيتام وتأثير التربية بداخلها على الصغار للوصول لمرحلة من الظلم تجعلهم ينقمون على المجتمع.

ومع أنّ كورونا يرافق الناس منذ عام ونصف، لم يتطرق أيّ عمل للحديث عن الوباء حتى، وإن صدفة، لكنّ مسلسل "زوج تحت الإقامة الجبرية" كانت لكورونا فيه حصة كبيرة، ووظفّ فكرة العمل الكوميدية بشكل صحيح، حين حجرت العائلة في بيت واحد يعيش فيه رجل مع زوجتيه وأخته وزوجها والخادمة والناطور (البواب)، لتكون كورونا محوراً مهماً في المسلسل طرحه العمل بأسلوب لا يخلو من الطرافة لكن طبعا لا يخلو من الانتقاد.

المساهمون