نقابة الصحافيين السودانيين ترصد أوضاعهم في الفاشر
استمع إلى الملخص
- تحديات النزوح: يواجه الصحافيون الناجون رحلة نزوح شاقة، مشياً على الأقدام في ظروف صعبة، مع نقص في وسائل النقل والرعاية الطبية، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية وترك معداتهم الصحافية.
- التعتيم الإعلامي: تعاني الفاشر من انقطاع الاتصالات والإنترنت، مما يعيق الحصول على معلومات دقيقة ويعزز انتشار الأخبار المضللة، وسط مطالبات بالإفراج عن المعتقلين وتوفير ممرات آمنة ودعم للصحافيين.
نشرت نقابة الصحافيين السودانيين تقريراً أولياً عن أوضاع الصحافيين في مدينة الفاشر في أثناء اندلاع المواجهات الأخيرة وبعده. وبحسب التقرير، كان داخل المدينة ومعسكر أبو شوك، قبيل اندلاع المواجهات الأخيرة، نحو أكثر من 20 صحافياً وصحافية، لكن فرّ 12 صحافياً نحو مدينة طويلة، بينما تعرّض اثنان للأسر، هما المراسل الصحافي معمر إبراهيم، والمصور الصحافي إبراهيم جبريل بابو. هذا وفُقد الاتصال بسبعة صحافيين بشكل كامل، بينهم صحافيتان، ولا تزال أوضاعهم مجهولة. وينضاف كل ذلك إلى تعرّض أربعة صحافيين معتقلين لدى الدعم السريع للاختفاء القسري في وقت سابق، قبل اجتياح قوات الدعم السريع للفاشر.
الصحافيون في قلب الأحداث
في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور (غرب)، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد. ومنذ إبريل/ نيسان 2023 يشهد السودان حرباً بين الجيش و"الدعم السريع"، ما تسبّب في مقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 13 مليون شخص، ومجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم. وفي خضم هذه الأوضاع الكارثية، وجد الصحافيون العاملون في الفاشر أنفسهم في قلب الأحداث يواجهون خطر الموت أو الاعتقال أو الاختفاء القسري.
رحلة نزوح الصحافيين السودانيين قاسية
وأكد تقرير نقابة الصحافيين السودانيين أن إفادات الصحافيين الناجين تكشف "عن رحلة نزوح قاسية امتدت لأميال طويلة قطعوها مشياً على الأقدام في ظروف بالغة الصعوبة، وسط انعدام وسائل النقل وغياب أي ضمانات للحماية. وقد عانى معظمهم من الإرهاق الشديد والإعياء نتيجة الجوع والعطش وقلة النوم، فيما تدهورت الحالة الصحية لعدد منهم بسبب عدم توفر الرعاية الطبية في المناطق التي وصلوا إليها، وبخاصة في مدينة طويلة التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية. كذلك اضطر بعض الصحافيين إلى ترك معداتهم الصحافية ومقتنياتهم الشخصية في الفاشر في أثناء محاولتهم الفرار من القصف والاشتباكات، ما يشكّل خسارة مهنية ومادية إضافية لهم".
الفاشر تعاني التعتيم
وأكدت سكرتارية الحريات في نقابة الصحافيين السودانيين أن الوضع في الفاشر يتّسم بانقطاع كامل في شبكات الاتصالات والإنترنت، إلى جانب مصادرة الهواتف وأدوات الاتصال من قبل القوات المسيطرة، ما يجعل الحصول على معلومات دقيقة حول الوضع الإنساني وعدد القتلى والمصابين والمعتقلين بالغ الصعوبة. كذلك أدى هذا الانقطاع إلى حجب الحقائق، وتقييد عمل الصحافيين المستقلين، في مقابل انتشار واسع للأخبار المضللة والمفبركة التي تهدف إلى طمس الحقائق وتوجيه الرأي العام.
وفي التقرير طالبت نقابة الصحافيين السودانيين بـ:
- الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحافيين المعتقلين لدى قوات الدعم السريع.
- الكشف عن مصير المفقودين وضمان سلامتهم.
- توفير ممرات آمنة للعاملين في المجال الإعلامي في مناطق النزاع.
- تقديم الدعم الصحي والنفسي والمادي للصحافيين الناجين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
- دعوة المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان إلى التدخل العاجل ومراقبة الانتهاكات الواقعة بحق الصحافيين في دارفور.
- رصد حملات التضليل الإعلامي ومحاسبة الجهات التي تروّج للمعلومات الكاذبة عما يجري في الفاشر ودارفور.