نانسي عجرم وإليسا... حرية الإنتاج تتجاوز الاحتكار

نانسي عجرم وإليسا... حرية الإنتاج تتجاوز الاحتكار

18 يناير 2021
نانسي عجرم أول فنانة عربية تحصد مليون "إعجاب" على منصّة "أنغامي" (Getty)
+ الخط -

قبل حوالي شهرين، عبّرت المغنية اللبنانية إليسا عن ندمها لأنها رهنت نفسها خلال مسيرتها الفنية إلى شركات احتكرت إنتاج أعمالها الفنية. وكشفت إليسا عن أمنيتها لو كانت هي المنتجة المنفذة الوحيدة لأعمالها، وتمتلك حقّ التصرُّف الوحيد بأغانيها.

يعبر كلام إليسا عن حال كثير من الفنانين اللبنانيين والعرب الذين سلّموا رقابهم إلى شركات الإنتاج العربية التي غزت المشهد الفني منذ حوالي عقود، واعتمدت على الاحتكار وتسجيل الإنتاجات الفنية باسمها. لكنَّ بعض الفنانين غيّروا هذه الاستراتيجية وصاروا يعتمدون على أنفسهم بشكلٍ مستقل، رغم أنّ الأمثلة قليلة، مثل الفنانة التونسية لطيفة والتي تمتلك بنفسها إنتاجاتها الفنية، وراغب علامة الذي أصبح مالكًا ومنتجًا لكلّ أعماله الفنية عبر شركته "باكستيج" والتي أسسها إلى جانب شقيقه خضر علامة. 

وكذلك حال الفنانة نانسي عجرم التي بدأت مشوارها الفني قبل 20 عامًا مع شركة "ريلاكس إن" بقيادة محمود موسى. لكن عجرم اعتمدت فيما بعد على إدارة أعمالها بنفسها. فأسست شركة خاصّة لحصرية امتلاك أعمالها وألبوماتها، لتقوم بتوزيعها وفق خطة الترويج المناسبة لها، من دون أي عقد احتكار أو تنازل كامل عن هذه الأعمال. واستطاعت عجرم بهذه السياسة أن توظف إنتاجاتها الفنية لصالحها هي، عبر التواصل الفردي مع المنصات والتطبيقات الإلكترونية، لتحقق مزيدًا من المتابعين. قبل أيام، أعلنت شركة "أنغامي"، المنصة العربية التي تقوم ببث أغاني نانسي عجرم، عن رقم قياسي حققته المغنية اللبنانية من ناحية الإعجابات لأغنية "عم بتعلق فيك" والتي تجاوزت المليون إعجاب. كما أنَّ الأغنية نفسها حقّقت أكثر من 27 مليون مستمع.

   

هذه المعطيات تظهر تقدم عجرم على منافستها إليسا التي حرمت من بثّ أغانيها على المنصة ذاتها، وذلك قبل 3 سنوات إثر الصفقة الخاصة التي أبرمتها شركة "روتانا" مع شركة "ديزر" الفرنسية المالكة لحصرية بث أغاني المنتسبين لشركة "روتانا"، الأمر الذي أضرّ كثيرًا بوضع إليسا على منصة "أنغامي"، إذ قامت الأخيرة بحذف كلّ الإنتاجات الخاصة بإليسا، والتابعة لشركة "روتانا" من منصّتها. لكن ذلك لم يمنع إليسا من تحقيق النجاح على محمّلات ومنصّات أخرى لا تقلّ أهمية عن أنغامي. فاستطاعت أغانيها مثلاً أن تحقق نسب استماع عالية على محمل "يوتيوب". ويسجّل انتصار عجرم من خلال "أنغامي" على إليسا، ردًا باردًا على قول الأخيرة إنها الفنانة العربية التي تحقق أعلى نسب استماع.  

لكنْ، يتوقّع مراقبون أن حربًا فنية مقبلة ستحصل بين الفنانين وشركات الإنتاج التي تستحوذ على الإنتاجات الفنية. وهذه الحرب لن تقتصر على قطاع الأغاني، بل ستمتدُّ إلى الدراما العربية التي تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى ساحة الترويج الأساسيّة، والطريقة الأولى لجني الأرباح على المنصات البديلة.  

المساهمون