استمع إلى الملخص
- يهدف المشروع، بتكلفة 488 مليون دولار، إلى فهم تشكل المجرات وتطورها، وتفسير توسع الكون السريع، والبحث عن المياه وعناصر الحياة في السحب الجليدية بمجرة درب التبانة.
- يتميز "سفيريكس" بقدرته على تمييز 102 لون غير مرئي باستخدام الأشعة تحت الحمراء، مما يساهم في إنتاج خريطة ملونة للكون.
انطلق "سفيريكس" Spherex، وهو أحدث تلسكوب فضائي تابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، نحو مداره، أمس الثلاثاء، في مهمة تهدف إلى رسم خريطة شاملة للسماء، للكشف عن مئات الملايين من المجرات والتوهج الكوني المشترك بينها منذ بداية الزمن. وأطلقت شركة الفضاء سبايس إكس المرصد الفلكي الجديد "سفيريكس" من ولاية كاليفورنيا، حيث سيدور حول الأرض عبر أقطابها. كما حمل الصاروخ معه أربعة أقمار اصطناعية صغيرة لدراسة الشمس.
ويهدف هذا المشروع الفضائي، الذي تبلغ كلفته 488 مليون دولار، إلى فهم كيفية تشكل المجرات وتطورها على مدار مليارات السنين، وتفسير توسع الكون السريع في لحظاته الأولى. أما داخل مجرة درب التبانة، فسيبحث التلسكوب عن المياه وعناصر الحياة الأساسية في السحب الجليدية بين النجوم، حيث تنشأ أنظمة شمسية جديدة.
We have liftoff!
— NASA (@NASA) March 12, 2025
PUNCH and SPHEREx are taking a carpool to space (aboard a @SpaceX Falcon 9 rocket) after launching from @SLDelta30 at 11:10 pm ET (0310 UTC). pic.twitter.com/J8KpQlg8iZ
يبلغ وزن التلسكوب 500 كيلوغرام، أي ما يعادل وزن بيانو كبير، وهو مخروطي الشكل. وسيستغرق ستة أشهر لمسح السماء بأكملها باستخدام مستشعراته العاملة بالأشعة تحت الحمراء وحقله الواسع للرؤية. وتخطط "ناسا" لأربعة مسوحات شاملة للسماء خلال عامين، بينما يدور التلسكوب حول الأرض من القطب إلى القطب على ارتفاع 650 كيلومترا.
لن يتمكن "سفيريكس" من رؤية المجرات بتفاصيل دقيقة مثل التلسكوبات الأكبر والأكثر تطوراً، مثل هابل وويب. وبدلاً من ذلك، سيرصد التوهج الكوني الكلي الناتج عن جميع المجرات، بما في ذلك أقدم المجرات التي تشكّلت بعد الانفجار العظيم.
وقال كبير علماء المهمة من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا جيمي بوك: "هذا التوهج الكوني يجمع كل الضوء المنبعث عبر التاريخ الكوني. إنه أسلوب مختلف تماماً للنظر إلى الكون، وهو ما يتيح للعلماء اكتشاف مصادر ضوء ربما كانت مخفية في الماضي". وأضاف أنهم يأملون من خلال دراسة التوهج الجماعي في استخلاص الضوء القادم من أقدم المجرات ومعرفة كيفية نشأتها. "لن نرى الانفجار العظيم نفسه، لكننا سنرصد تداعياته ونتعلم عن بداية الكون من خلال ذلك".
تمتلك كاشفات التلسكوب العاملة بالأشعة تحت الحمراء القدرة على تمييز 102 لون غير مرئي للعين البشرية، ما سيؤدي إلى إنتاج أكثر خريطة شاملة وملونة للكون على الإطلاق. وترى نائبة مدير المشروع في مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا"، بيث فابنسكي، أن الأمر سيكون "أشبه بالنظر إلى الكون من خلال نظارات بألوان قوس قزح".
وللحفاظ على أجهزة الاستشعار تحت الحمراء في درجة حرارة شديدة البرودة (-210 درجات مئوية)، يتمتع "سفيريكس" بتصميم فريد. إذ يحتوي على ثلاثة أقماع من الألمنيوم على شكل قرص العسل، متداخلة بعضها داخل بعض لحمايته من حرارة الشمس والأرض، وهو ما يمنحه مظهراً شبيهاً بطوق طبي ضخم لكلب مريض، بقطر ثلاثة أمتار.
إلى جانب "سفيريكس"، حمل صاروخ فالكون التابع لـ"سبايس إكس" مجموعة من أربعة أقمار صناعية تابعة لـ"ناسا" تُعرف باسم Punch. وستراقب هذه الأقمار، من مدارها القطبي المستقل، هالة الشمس أو الغلاف الخارجي للشمس، والرياح الشمسية الناتجة عنها. وتأخر الإطلاق لمدة أسبوعين بسبب مشكلات فنية متعلقة بالصاروخ وعوامل أخرى.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)