نائبة مصرية تدعو إلى تحقيق عاجل في "الوقائع المؤسفة" بمنطقة أهرامات الجيزة

10 ابريل 2025
شرطي مصري أمام الأهرامات في الجيزة، 12 نوفمبر 2022 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تقدمت النائبة مها عبد الناصر بطلب إحاطة للحكومة المصرية بسبب الفوضى في افتتاح مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة، حيث أظهرت الصور ازدحام السائحين ومشاكل التنقل بسبب اعتراض الخيالة والجمالة، مما كشف عن ضعف الإدارة وغياب التنسيق.

- انتقدت عبد الناصر غياب خطة طوارئ مناسبة، مشيرةً إلى أن الأزمة أظهرت خللاً في إدارة الملف السياحي والأثري، وأكدت على ضرورة إجراء مسح ميداني شامل قبل أي تطوير لضمان نجاحه.

- دعت عبد الناصر إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف ومحاسبة المسؤولين، وطالبت بإعادة النظر في إدارة المشروع واعتماد خطة شاملة تحترم حقوق جميع المتعاملين مع الموقع الأثري.

تقدمت النائبة في مجلس النواب المصري مها عبد الناصر، الخميس، بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير السياحة والآثار شريف فتحي، ووزيرة التنمية المحلية منال عوض، بشأن الوقائع التي جرت خلال افتتاح مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة تحت إشراف شركة أوراسكوم بيراميدز للخدمات الترفيهية، المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس.

وتداول ناشطون ومرشدون سياحيون مصريون صوراً ومقاطع فيديو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر حالة من الزحام الشديد بين السائحين داخل الحافلات الجديدة في منطقة الأهرامات، وسير مئات منهم مسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، إثر قطع الخيالة والجمالة طريق سير الحافلات اعتراضاً على إبعادهم عن خط سيرها، مع بداية تشغيل منظومة التطوير الجديدة بشكل تجريبي.

وقالت عبد الناصر، في طلب الإحاطة، إن الجميع تابع بكل أسف ما شهدته منطقة أهرامات الجيزة الأثرية من أحداث مؤسفة ومخزية، وتحولها إلى حديث العالم بعد انتشار صور وفيديوهات السائحين كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو المشهد الذي كشف عن ضعف الإدارة وغياب التنسيق، وأسقط ورقة التوت عن أداء الحكومة، في حدث كانت تُعقَد عليه آمال لتعزيز مكانة مصر السياحية من جديد.

وأوضحت عبد الناصر أن مشروع تطوير هضبة الأهرامات كان يوصف بأنه نقلة نوعية لتحديث إدارة المواقع الأثرية في مصر، وتحقيق تجربة سياحية متطورة وآمنة تليق بمقام أعظم أثر عرفته البشرية، إلا أن تشغيل المنظومة الجديدة عكس مشهداً عبثياً لا يمت بصلة إلى مفاهيم التطوير الحديثة، أو معايير إدارة المواقع الأثرية المحترفة، التي تتعلمها اليوم أجيال جديدة في الجامعات المصرية والعالمية.

وتابعت قائلة إن الجميع داخل مصر وخارجها شهد وقائع تجمهر عدد كبير من الخيالة والجمالة أمام المدخل الجديد للمنطقة الأثرية على طريق الفيوم، وقطع الطريق أمام الحافلات السياحية الكهربائية في غياب تام لأفراد الأمن، وهو ما أدى إلى شلل في حركة الدخول والتنقل داخل المنطقة، وتعطيل متعمد لرحلات السائحين الأجانب والزائرين المصريين.

وانتقدت عبد الناصر عدم وجود خطة طوارئ تليق بحجم مشروع التطوير، خصوصاً أن الأزمة كشفت عن خلل عميق في طريقة إدارة الملف السياحي والأثري في مصر، مبينةً أن الحكومة غاب عنها أبسط خطوات إدارة المواقع الأثرية الحديثة، وهي استطلاع رأي أصحاب المصلحة والمتعاملين التقليديين مع الموقع، أو التشاور مع المرشدين السياحيين، باعتبار ذلك أول قاعدة تدرس لطلاب مادة إدارة المواقع الأثرية.

وأضافت أن أي تطوير يجب أن يسبقه مسحٌ ميداني يشمل كل أصحاب العلاقة بالموقع الأثري، لأن تجاهلهم وإقصاءهم يعني فشل أي خطة تطوير، وذلك بدلاً من إدماجهم ضمن إطار منظم يحترم حقوقهم، ويوجههم نحو خدمة خطة التطوير.

وأكملت عبد الناصر أن ما زاد المشهد مأساوية، أن الشركة المسؤولة عن تنفيذ المنظومة الجديدة أصدرت بياناً تفصيلياً تكشف فيه عن أسباب ما وقع من فوضى واضطرابات، بسبب عدم التزام الجهات المعنية في الدولة الخطة الموضوعة سلفاً، وتغييرها خط سير السائحين بشكل مفاجئ، ومن دون تنسيق مع الشركة المنفذة.

وأردفت في طلب الإحاطة أن الواقعة مثلت ضرراً بالغاً بصورة مصر السياحية عالمياً، في ظل سباق دولي محموم على جذب السائحين، إذ أصبحت الصورة الذهنية لأداء الحكومة المصرية جزءاً لا يتجزأ من تنافسيتها السياحية، مع تناقل الإعلام الغربي ومواقع التواصل مشاهد الفوضى التي حدثت في منطقة الأهرامات.

ودعت عبد الناصر إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف في هذا الفشل الإداري الصارخ، ومراجعة أسباب ما حدث، وتقييم مدى كفاءة خطة التطوير، والتزام جميع الأطراف بها، ومحاسبة الجهات المتسببة في الأزمة، وتحميلها المسؤولية كاملة عن تشويه صورة مصر أمام العالم، فضلاً عن إعادة النظر في إدارة مشروع تطوير منطقة هضبة الأهرامات بالكامل، واعتماد خطة شاملة جديدة تحترم حقوق جميع المتعاملين مع الموقع الأثري.

ويهدف مخطط التطوير إلى تحويل المنطقة الأثرية، التي تنتظر افتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو/ تموز المقبل، إلى منطقة صديقة للبيئة بتوفير حافلات كهربائية لنقل السائحين من البوابة الجديدة على طريق الفيوم إلى محطات الزيارة، وتخصيص منطقة لأصحاب الخيول والجمال باسم "منطقة التريض"، نتيجة الشكاوى المتكررة من سوء معاملتهم للسائحين والزوار المحليين وابتزازهم مالياً.

وأعربت شركة أوراسكوم بيراميدز المسؤولة عن مشروع التطوير عن استيائها مما جرى، مؤكدةً تعرّض موظفيها للاعتداء اللفظي والجسدي من قبل بعض الخيالة والجمالة، ومحاولة تخريب سياراتهم "أمام أعين ضباط وأفراد الأمن من دون تدخل حاسم".

المساهمون