Skip to main content
ميادة الحناوي في دبي... الغناء بصوت متقطّع
إبراهيم علي
تعيش الحناوي على أغنيات قليلة (محمد رمضان)

على الرغم من الأوضاع السياسية المتفاقمة في العالم العربي، تستقوي بعض الدول الخليج بالمشاريع والفعاليات الفنية، كتعويض بعد فترة ركود عاشها العالم، إثر تفشي جائحة كورونا.
بين الرياض ودبي، خط متواصل من المهرجانات الفنية. ومن موسم الرياض، إلى "إكسبو 2020"، ثمة مجموعة من الفنانين العرب، يقفون بشكل أسبوعي على المسرح، لإحياء سهرات جمهور الخليج.
الفنانة السورية ميادة الحناوي، حلت قبل أيام ضيفة على دار الأوبرا في دبي، بعد انقطاع عن الحفلات استمر ثلاث سنوات.
عادت صاحبة "أنا بعشقك" إلى الصورة من نافذة صغيرة هذه المرة، بعدما أهملت نشاطها الفني، واعتمدت في السنوات الأخيرة على "أغاني المناسبات"، كنوع من الترويج والإعلان، وكذلك بعض المقابلات المدفوعة في محطات فضائية. وكان لها زيارة قصيرة إلى القاهرة عام 2016، لتكرر في وسائل الإعلام عتبها على شركة "عالم الفن" والمنتج محسن جابر، الذي جمّد مجموعة من الأغاني التي سجلتها منذ سنوات طويلة، ولم يصدرها، وتناشده في مقابلة مع وائل الإبراشي بضرورة الإفراج عن هذه الأغاني. من المعروف أن المنتج المصري، محسن جابر، يعتبر من "المعتزلين"، أي المعرضين عن طرح إصدارات فنية منذ سنوات، ويعمل وفق خط ضيق في الإنتاج على المواقع البديلة فقط.
تعيش ميادة الحناوي على أغنيات قليلة، بدأت بها مسيرتها الفنية بداية الثمانينيات من القرن الماضي، بعد تعرفها إلى الموسيقي المصري الراحل بليغ حمدي، الذي مهد الطريق لاكتشافها فنيا وشهرتها. وهي، منذ ذلك الوقت، تعيش على نجاح هذه الأغاني، التي طبعت الذاكرة العربية، ومنها "الحب اللي كان" و"أنا بعشقك" و"مش عوايدك". لكنها توقفت قبل عقد عن إصدار أي جديد غنائي، من دون أسباب مقنعة، وتبرر ذلك بانعدام قدرة المنتجين والموزعين على العمل في ظل السباق الفني والإلكتروني والمنصات على الإصدارات الجديدة. لكن الحناوي لم تسع طيلة هذه الفترة إلى العمل على استعادة الضوء والنجاح الذي حققته في البدايات، بل تعتكف لأشهر في منزلها في دمشق، ثم تظهر في مقابلة لتضع اللوم على المنتج، وأنها تُحارب من دون ذكر أسباب مقنعة تعيدها إلى النجاح.
في عام 2019، وقفت ميادة الحناوي في مهرجانات بلدة "حراجل" اللبنانية. صدم كل الحاضرين بضعف أدائها المباشر. وقيل يومها إنها تعبت صحياً ولم يكن باستطاعة منظمي المهرجان إلغاء الحفل، فغنت لساعة ونصف الساعة من دون شغف.

هكذا هو الحال مجدداً في دبي قبل أيام. وقفت ميادة الحناوي على مسرح دار الأوبرا، بحضور جمهور بسيط. قيل إن السبب هو "جائحة كورونا"، والتباعد المفترض في الصالات المغلقة. لكن الحقيقة أن الحناوي غنت بصوت متقطع، إضافة إلى عدم تفاعلها الموسيقي مع الفرقة "المستحدثة"، أو تلك التي تحفظ أعمالها، وتخضعها لبروفات معدودة، وهذا ما يضعف التفاعل الموسيقي في التوزيع على المسرح مباشرة.
لم يكن موقف ميادة الحناوي السياسي الداعم للنظام السوري سبباً في تراجعها فقط، بل غيابها المقصود عن أي عمل فني غنائي جديد هو ما يرتد عليها بالفشل في حفلاتها.