الموفد الأميركي توماس برّاك يهين الصحافيين في قصر الرئاسة اللبنانية
استمع إلى الملخص
- أصدرت رئاسة الجمهورية اللبنانية بياناً تعرب فيه عن أسفها لتصريحات برّاك، مؤكدة احترامها للصحافيين، بينما تجاهلت بعض وسائل الإعلام المقرّبة من الولايات المتحدة التصريحات أو حذفتها.
- زيارة الوفد الأميركي تهدف لمناقشة الرد الإسرائيلي على مبادرة واشنطن لتمديد وقف الأعمال العدائية، مع التركيز على نزع سلاح حزب الله وتعزيز السلام في لبنان.
سادت حالة من الغضب في بعض الأوساط الإعلامية، الثلاثاء، عقب عبارات نابية أطلقها الموفد الأميركي توماس برّاك من على منبر الرئاسة اللبنانية للصحافيين المندوبين في القصر الجمهوري، حيث وصف سلوكهم بـ"الحيوانيّ".
وقبل إلقاء كلمته بعد لقائه الرئيس اللبناني جوزاف عون، أبدى الموفد الأميركي انزعاجه من طرح الصحافيين الأسئلة عليه بطريقة سريعة وبالتزامن مع حديثه الموجّه إليهم، داعياً إياهم إلى الصمت للحظة، ومهدداً إيّاهم بأنه سيرحل ولن يكمل حديثه إذا استمرّ الوضع على نحوٍ "فوضويّ وحيوانيّ"، مضيفاً: "إذا أردتم معرفة ما يحصل، أرجو منكم التصرّف بهدوء، وتحضّر ولطف، لأنّ هذه هي مشكلة ما يحصل في المنطقة".
وأحدث كلام توماس برّاك غضباً في بعض الأوساط الشعبية والإعلامية، معتبرين أنه تجاوز كل الخطوط، وعمد من على منبر رئاسي إلى إهانة الصحافيين، ما يستوجب اعتذاراً وبياناً واضحاً من وزارة الإعلام لإدانة ما صدر عن الموفد الأميركي من تصريحات مهينة بحقّ الطاقم الإعلامي.
لو كان بين القيمين على النقابات والتجمعات الصحافية والإعلامية في لبنان (بأفرعها كافة) صاحب أو صاحبة كرامة،
— Hussein Chaabane - حسين شعبان (@ChaabaneHussein) August 26, 2025
لأعلنت الآن مقاطعة المؤتمرات الصحافية لتوم براك والوفود الأميركية جميعها بعد الإهانة غير المسبوقة ضد الصحافيين في القصر الجمهوري.
إلى السيّد #توم_براك،
— Serge Zarka (@SergeZarka) August 26, 2025
بفهمك تنزعج من الفوضى الموجودة وقت تصريحك.
بس معقول تستعمل كلمة "animalistic"؟!
الترجمة بالعربي يعني "حَيونة"!
أطالب باعتذار علني نيابة عن كل الصحافة اللبنانية.
برسم المبعوث الاميركي #توم_باراك :
— Ziad T. Makary (@ZiadMakary) August 26, 2025
الصحافيات والصحافيون في لبنان إرث كبير من الاحتراف والاحترام والمهنية. كل ما عدا ذلك من كلام أو توصيف، مرفوض ومدان.
لمن لا يعلم، نذكّر بأن الصحافة تأريخ للحظة وتوثيق للحدث ولسان المجتمع، وليست فوضى.
في المقابل، عمدت بعض وسائل الإعلام، وخصوصاً المقرّبة من الولايات المتحدة الأميركية، في لبنان، إلى تجاهل تصريحات توماس برّاك وتجنّبت نشرها، في حين عمدت فيه أخرى إلى حذفها من على منصّاتها بعدما كانت قد نشرتها لدقائق، فيما تجنبت وسائل إعلام لبنانية أخرى ترجمة كلام برّاك حرفياً، وتحديداً وصفه السلوك بالحيوانيّ.
وفي وقتٍ لاحق أصدرت رئاسة الجمهورية بياناً عبرت فيه عن أسفها "للكلام الذي صدر عفواً عن منبرها من قبل أحد ضيوفها اليوم". وتابعت: "وهي إذ تشدد على احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني بشكل عام، يهمها أن تجدّد تقديرها الكامل لجميع الصحافيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لديها بشكل خاص، وتوجه إليهم كل التحية على جهودهم وتعبهم لأداء واجبهم المهني والوطني".
من جهتها، أصدرت نقابة محرّري الصحافة اللبنانية بياناً انتقدت فيه كلام المبعوث الأميركي، وقالت: "مرة جديدة يتعرّض فيها الإعلام اللبناني لمعاملة أقلّ ما يقال فيها أنّها خارجة عن أصول اللياقة والدبلوماسية، والمؤسف أكثر أنها صدرت عن مبعوث دولة عظمى يقوم بدور دبلوماسي على ما هو معروف".
واستغربت أن "يبادر السيد توم برّاك بوصف تصرّف رجال وسيدات الإعلام في القصر الجمهوري بالحيوانيّ"، مستنكرةً تصريحه، داعيةً إياه إلى "تصحيح ما بدر عنه من خلال إصدار بيان اعتذار علني من الجسم الإعلامي".
ورأت أن "عدم صدور مثل هذا البيان قد يدفع نقابة محرري الصحافة اللبنانية إلى الدعوة لمقاطعة زيارات واجتماعات الموفد الأميركي، في خطوة أولى على طريق إفهام من يلزم أن كرامة الصحافة والصحافيين ليست رخيصة ولا يمكن لأي موفد مهما علت درجته أن يتجاوزها".
بدوره، أدان اتحاد الصحافيين والصحافيات في لبنان "التصريحات المهينة في حق الصحافيين" التي أطلقها برّاك. واعتبر أن كلام الموفد الأميركي "يعكس فوقية مرفوضة في التعاطي مع الجسم الإعلامي وتحقيراً ضمنياً لجوهر العمل الصحافي".
وطالب الاتحاد في بيان من برّاك "تقديم اعتذار رسمي وعلني عمّا بدر منه تجاه الصحافيين"، داعياً "وسائل الإعلام اللبنانية والعربية إلى مقاطعة أنشطته ومؤتمراته الصحافية إلى حين اعتذاره"، ومؤكداً أن "كرامة الصحافي خط أحمر".
ويجول وفد أميركي يرأسه توماس برّاك ومورغان أورتاغوس على المسؤولين اللبنانيين، الثلاثاء، في بيروت من أجل وضع لبنان في أجواء الجواب الإسرائيلي على ورقة واشنطن بشأن "تمديد وتثبيت إعلان وقف الأعمال العدائية في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من أجل تعزيز حل دائم وشامل".
وتركز كلام الموفد الأميركي على أولوية نزع سلاح حزب الله كخطوة من شأنها أن تشجع إسرائيل على القيام بخطوتها في إطار الانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها جنوباً، علماً أن برّاك كان قد أعلن في موقفه الأخير، الأسبوع الماضي، من بيروت، أن لبنان قام بالخطوة الأولى وعلى إسرائيل مبادلة ذلك بخطوة من قبلها، إلّا أنها لم تفعل ذلك، وهي تستمرّ باعتداءاتها اليومية على الأراضي اللبنانية واحتلالها نقاط من لبنان.
وأشار برّاك إلى أن الحكومة اللبنانية ستقدّم خلال الأيام المقبلة خطتها حول كيفية نزع سلاح حزب الله، وذلك في 31 أغسطس/ آب الحالي، وعندها ستقابلها إسرائيل باقتراح حول الانسحاب من النقاط الخمس، وهناك إشارات إيجابية من الجانبين، مؤكداً أن لا أحد يريد حرباً أهلية في لبنان، ومشدداً كذلك على أن ما قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة يشير إلى رغبته في أن يكون لبنان مزدهراً.