مهرجان كارلوفي فاري الـ56: افتتاح رومانسي وعروض موسيقية وألعاب نارية

مهرجان كارلوفي فاري الـ56: افتتاح رومانسي وعروض موسيقية وألعاب نارية

02 يوليو 2022
من حفل الافتتاح مساء الجمعة (ميشال تسيزيك/فرانس برس)
+ الخط -

مساء أمس، الجمعة، افتُتحت الدورة الـ56 لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي التي تنتهي في 9 يوليو/تموز الحالي، بالفيلم الرومانسي التراجيدي "أبطال خارقون"، للإيطالي باولو جينوفيزي (1966). سبق العرض استعراضٌ راقصٌ قصيرٌ ومُميّز، كعادة المهرجان.

هذه المرة، كان العرض في المهرجان المقام في مدينة كارلوفي فاري، شمال غربي تشيكيا، ناطقاً باللغة الإنكليزية، ولا يعتمد على تصميم الرقصات ومهارة الراقصين والراقصات وبراعتهم فقط، إذْ تمحور الاستعراض أساساً حول فكرة مركزية، غاية في الخطورة والقوة، عنوانها "واقعي أم افتراضي".

تطرح الفكرة، غنائياً واستعراضياً، الاستخدام الجنوني للهواتف المحمولة، اتصالاً وتصويراً ورسائل قصيرة ودردشات، والهوس بالتقاط صُور شخصية (selfie)، وغيرها من الأمور. كما يناقش العرض فكرة إنْ كان البشر يعيشون، فعلاً، في الواقع الحقيقي، في ظلّ وجود الإنترنت والأجهزة الذكية، أو في واقع افتراضي، يحجب عنهم الواقع الحقيقي، بكلّ ما فيه؛ ويُقيم مقارنة بين الواقعين، ويبحث في صالح من تتطوّر الأمور.

أعقبت الاستعراض كلمةً لرئيس المهرجان ييري بارتوشكا، الذي تحدّث عن الناقدة والكاتبة والصحافية والمُبرمجة إيفا زاورالوفا (1932 ـ 2022)، المديرة الفنية السابقة، الراحلة أخيراً، التي كانت من أصحاب الأيادي البيضاء في العقود الأخيرة، لمساهمتها بشدّة، كمبرمجة ومستشارة، في نقل المهرجان إلى مكانة أخرى، وتغيير شكله تقريباً. بعد هذه الكلمة، عُرض فيلمٌ وثائقي قصير، عنوانه "28 عاماً معاً"، مؤلَّف من لقطات وصُوَر فوتوغرافية عن زاورالوفا، واستعرضت المادة الموثّقة أهم محطات عملها في دورات مختلفة.

رئيس المهرجان ييري بارتوشكا (ميشال تسيزيك/فرانس برس)

بعد تصفيق حار من الجمهور، دقائق طويلة، للفيلم والمُكرَّمة، قُدِّمت أفلام المسابقة الرئيسية "الكرة البلورية" و"بروكسيما"، ثم أعلن عن فيلم الافتتاح، وبُثّت كلمة مُسجّلة للمخرج جينوفيزي، تحدّث فيها سريعاً عن فكرة الفيلم ومضمونه، شاكراً المدير الفني للمهرجان لاختيار فيلمه في الافتتاح، وشاكراً المهرجان على إتاحة الفرصة لعرضه، ولعودة الناس إلى الصالات مجدّداً، لمشاهدة الأفلام على الشاشة الكبيرة.

يُذكَر أن باولو جينوفيزي هو المخرج الأشهر، أعواماً عدّة ماضية، بفضل فيلمه "غرباء كلّياً" (2016)، الذي صُنِعَت منه نسخ كثيرة بلغات مختلفة، بما فيها العربية، بإنتاج مصري لبناني إماراتي، مع المنصّة الأميركية نتفليكس، بعنوان "أصحاب... ولا أعزّ" (2022) لوسام سْمَيْرة.

سينما ودراما
التحديثات الحية

يروي "أبطال خارقون" قصّة الزوجين آنا (جاسمين ترينكا)، وماركو (أليساندرو بورجي). آنا رسّامة كاريكاتور موهوبة، ذات شخصية اندفاعية مجنونة، ومفعمة بالحياة. ماركو مُدرّس فيزياء، هادئ الطباع، ومؤمن بقوانين العلم والزمن والنسبية، ومُقتنع بأنّ كلّ شيءٍ محكوم بنوع من الصيغة، أو المعادلة الرياضية المحسوبة. السيناريو ـ الذي كتبه المخرج نفسه، المولع برصد تشابك العلاقات الإنسانية وتعقيداتها، بالاشتراك مع رولاندو رافيلو وباولو كوستيلا ـ حاول رصد مدى احتياج أيّ زوجين، في علاقة إنسانية صادقة، إلى قوى خارقة ليستمر الواحد في حبّه للآخر مدى الحياة (أو حتى نهاية العمر). المُلاحَظ في الفيلم أنّ هناك جهداً ملموساً في إبداع سيناريو قوي ومختلف. إلا أنّ الأداء العفوي الصادق، أو الكيمياء الواضحة بين البطلين، من أبرز ما في الفيلم.

من حفل الافتتاح (ميشال تسيزيك/فرانس برس)

"أبطال خارقون" فيلمٌ رومانسي لطيف وعميق. يُعرّف بإيجاز على أفراحٍ الزوجين ومخاوفهما ومشاكلهما. زوجان جمعهما القدر أو الصدفة، ذات أمسية ماطرة. كما يبحث في مدى التجانس الذي دفعهما إلى العيش معاً، رغم إدراكهما أنّ علاقتهما تتطلّب التعامل مع مشكلات مشتركة، تحتاج أحياناً إلى قوّة خارقة، حقّاً، للتغلّب عليها. يمزج بناء الفيلم، عبر المُونتاج المُتداخل، والخلط بين الماضي والحاضر، تاريخ علاقتهما في 10 أعوام، بدءاً من نجاح آنا في تدشين سلسلة رسوم كاريكاتورية مشهورة تحت عنوان "أبطال خارقون"، تستلهم فيها علاقتها مع ماركو، والمشوار المهني لماركو، انتهاءً بالمصير المأسوي للعلاقة.

بعد انتهاء العرض، عند الساعة 10 ونصف ليلاً، بدأ الحفل الموسيقي الليلي الساهر في الهواء الطلق، على درج فندق تيرمال، حيث عزفت أوركسترا وجوقة المسرح الوطني التشيكي، بإشراف قائد الأوركسترا ياروسلاف كيزلينك، مقطوعات وأغاني مختلفة، حتى منتصف الليل، ثم انطلقت عروض الألعاب النارية الاحتفالية، لتُضيء سماء كارلوفي فاري، كختام للتدشين الرسمي لافتتاح دورة هذا العام.

المساهمون