استمع إلى الملخص
- يسلط المهرجان الضوء على مشروع "معاً في التراث"، الذي يقدم عروضاً مجانية لأفلام وثائقية في مواقع أثرية بلبنان، بهدف تعزيز الوعي بالتراث الثقافي والتاريخي، ويشمل أفلاماً مثل "همسات" و"ثالث الرحابنة".
- يمتد برنامج المهرجان حتى يونيو، ويشمل عروضاً ونقاشات ثقافية متنوعة، مثل "رسائل من بغداد"، لتعزيز الحوار الثقافي والاجتماعي وتشجيع التفكير في الهوية الوطنية.
يستلهم مهرجان بيروت للأفلام الفنية (باف)، في برنامج نسخته العاشرة في الموسم الحالي، عناوين مهمة لروزنامته الثقافية المؤلفة من جزأين رئيسيين؛ الأول "مصاهرة" الأدب والسينما معاً في مشروع بعنوان "من الفيلم إلى الكتاب"، هدفه تقريب المسافة بين العالمين وتكامل الفن مع الآخر، والثاني يسلط الضوء عبر مجموعة أفلام وثائقية على مشروع "معاً في التراث"، الذي يتمثّل في عروض مجانية على مواقع أثرية، من صلب تاريخ البلد على مسرح بيريت التابع لجامعة القديس يوسف في بيروت، ويبث كل فيلم تزامناً مع 12 معهداً ثقافياً محلياً على امتداد المناطق في لبنان.
في حديث إلى "العربي الجديد"، تقول مديرة التظاهرة ومؤسستها أليس مغبغب إن "المهرجان، الكوسموبوليتي بامتياز، بات يرافق ناسه في برنامج سنوي، متخطياً بذلك الروزنامة الموسمية المعتمدة سابقاً، لأننا نشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بعطش الناس إلى الثقافة وحاجتهم الماسة إلى هذه المساحة في حياتهم، لا سيما في زمن الانهيار الحاد في بلدنا"، مشيرة إلى "أننا نراهن على الثقافة والتراث نواةً رئيسيةً لثروة حقيقية يجتمع اللبنانيون من حولها، ويتوافقون من خلالها على هويتهم الوطنية دون أي خلاف".
تشدد مغبغب على أهمية انطلاقة مشروع "من الفيلم إلى الكتاب" هذا الشهر من خلال عرض شهري واحد لوثائقي مأخوذ من عمل أدبي عالمي، في محاولة لتقريب المسافة بين الأدب والفن السابع، واستقطاب هذه الأعمال للجيلين الناشئ والشاب وللبنانيين من أعمار مختلفة"، مشيرة إلى أن "مردود بيع بطاقات عروض الأفلام يعود إلى تغطية منح دراسية لطلاب معهد الدراسات المسرحية والسمعية البصرية والسينمائية في جامعة القديس يوسف".
تتابع: "عروض الأفلام لها بعدها النضالي والاجتماعي والتاريخي، وهي تحمل في طياتها بعداً جوهرياً في مفهوم النضال من أجل حرية الوطن أو الفرد، ومنها وثائقي عرض في يناير/كانون الثاني بعنوان "أرخبيل غولاغ"، من تأليف الروسي ألكسندر سولجنيتسين، الذي كتبه للسينما وأخرجه جيروم لامبرت وفيليب بيكار".
تقول إن هذا الوثائقي يسلط الضوء على "دور كتاب سولجنيتسين أحدَ المحركين الرئيسيين في الكشف عن القمع في معسكرات العمل القسري في الاتحاد السوفييتي، إلى جانب نضال سولجنيتسين نفسه في وجه الطغاة والنفي والمحاولات الفاشلة لكم الأفواه، وقد تبع العرض نقاش عن أثر الأدب وقوته وتكامل نجاحه مع الفن السابع مع أستاذة الأدب المقارن في جامعة سوربون سيسي البابا".
يتواصل "باف" حتى يونيو/حزيران المقبل، بدعم تقدمه مؤسسة فيليب جبر ومؤسسة سعد الله ولبنى خليل وجامعة القديس يوسف. تشير مغبغب إلى أن "عناوين الروزنامة الثقافية تغطي محاور عدة، منها عرض في فبراير/شباط لوثائقي "رسائل من بغداد" يتناول غيرترود بيل، الكاتبة والمستكشفة والجاسوسة البريطانية في العراق، مع فسح مجال لنقاش بين الجمهور ومخرجتيّ العمل سابين كراينبول وزيفا أويلبومو، فيما ترسو فاعلية مارس/آذار على العمارة في اليمن وترميم بيوتها، كما تناولتهما المعمارية العراقية البريطانية سلمى سمر دملوجي في إصدارها الجديد، فتشارك شخصياً في ندوة عن موضوع مؤلفها مع كل من الكاتب السياسي خير الله خير الله والمخرج برنت هوفمان، الذي سيتطرق إلى الوثائقي عن اليمن المنوي إطلاقه في السنة المقبلة 2026".
تمضي مغبغب في شرحها عن برنامج يحتاج الى استكمال اللمسات الأخيرة لفاعلية يونيو/حزيران، معلنة أن "شهر إبريل/نيسان مخصص لندوة عن رواية "أن تقرأ لوليتا في طهران" من تأليف الكاتبة الإيرانية آذار نفيسي، وتشارك فيها كل من الأستاذة الجامعية منى فياض، والكاتبة والصحافية هادية فحص، وأستاذ معهد الدراسات السمعية البصرية والسينمائية في جامعة القديس يوسف إيلي يزبك، فيما يطوف عرض مايو/أيار في الفضاء الإيطالي من خلال وثائقي يعرض بالتعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي في لبنان هو "لاستوريا"، عن رواية الكاتبة الإيطالية إلسا مورانتي".
تخص مغبغب في حديثها جانباً وافراً عن مشروع "معاً في التراث"، الذي ينطلق بعروض مجانية بدءاً من يناير/كانون الثاني على مسرح بيريت التابع لجامعة القديس يوسف، وتُبث الأفلام في الوقت نفسه في 12 معهداً ثقافياً في لبنان.
تذكر أن "الافتتاح في 28 يناير سيكون بالتعاون مع "نادي لكل الناس"، وسيعرض فيلم "همسات" للمخرج الراحل مارون بغدادي، وهو تحية له في عمل بنسخته الأصلية، التي عمل النادي على ترميمها".
تضيف: "يتبع بغدادي الشاعرة اللبنانية الراحلة ناديا تويني في رحلتها عبر مختلف المناطق المنكوبة بالحرب في لبنان، مسجلاً تفكك دولة تكافح من أجل البقاء والبحث عن الأمل في كل محطة، وسط مواقع مشبعة بالشعر والحنين الى عصر مضى".
تلفت أيضاً إلى أن الوثائقي"ثالث الرحابنة" لفيروز سرحال سيُعرض في 20 مايو المقبل، وفي فبراير تُعرض أربعة أفلام، أنجزها بين عامي 1990 و2015 المخرج بهيج حجيج، في رحلة أرادها بصرية من قلعة البحر إلى مدينة صور، مروراً بقعلتي الشهاب والشقيف، في محاولة لدفعنا جميعاً إلى التفكير في هويتنا ومسؤوليتنا في حماية هذا التراث الثمين.
في مارس/آذار، يُعرض "وادي التيم" للمخرج رامي الريس. في إبريل، يُعرض وثائقي "سيلما" لهادي زكاك. يحاول المخرج في الفيلم إعادة تكوين سيرة السينما في الأوساط الشعبية الطرابلسية ومعابدها وطقوسها وقصص الحب والحروب في زمن معلق امتد من الثلاثينيات إلى نهاية القرن العشرين.