منتهى سلات... من هنا مر الحنين

منتهى سلات... من هنا مر الحنين

28 يناير 2021
الفنانة السورية منتهى السلات (العربي الجديد)
+ الخط -

فازت التشكيلية السورية المقيمة في قطر، منتهى جميل سلات، بالمركز الأول لملتقى لندن الدولي للفن التشكيلي، الذي أعلن عن جوائزه خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، ونالت جائزة المجموعة العربية العالمية، ولقب أفضل فنانة تشكيلية عربية في العالم لعام 2020، عن فئة الفن الواقعي. "العربي الجديد" أجرت حواراً مع سلات، تناولت فيه أسباب الفوز بالجائزة الدولية، ودور الفنان السوري في تجسيد ثورة الشعب التوّاق إلى الحرية ووقوفه ضد الظلم والاستبداد. تقول: "الثورة وجهي الأنبل وفكرتي الأكمل، لأن الفن يتجاوز حدود الزمن ونقاط التفتيش".

كيف وجدت مشاركتك في ملتقى لندن الدولي للفن التشكيلي 2020. هل كنت تتوقعين الفوز؟ وماذا عن اللوحة الفائزة؟ 
كانت مشاركتي في ملتقى لندن للفن التشكيلي تجربة ذاخرة بالحماسة والتحدي، مفعمة بمشاعر اللهفة والانتظار، خاصة بسبب تأجيل ظهور النتائج وتأخير موعد الحفل الختامي، نظراً لتداعيات جائحة كورونا التي اجتاحت العالم. لكن تلك التجربة أضافت بالطبع لرصيدي الفني الكثير من الخبرة، خاصة بعد الاطلاع على أعمال الفنانين الآخرين، على اختلاف مدارسهم الفنية، وثقافة حضارات بلدانهم التي ينتمون إليها. ولا أنكر أنني توقعت الفوز، لا لأن عملي يتفوق بالمهارة على باقي أعمال الفنانين المشاركين، بل لأنني أؤمن جيداً بأدواتي التي أرسم بها. أما عن لوحتي الفائزة، والتي حملت عنوان "من هنا مر الحنين"، فقد كانت من مدرسة الفن الواقعي. وما يميز هذا الفن عن غيره قدرته على تنبيه الإنسان لجمال الأشياء من حوله وقدرتها للتفاعل معه.

كيف تجسدين الثورة، سواء في مهنتك كمعلمة تربية فنية في مدرسة الجالية السورية في الدوحة؟ أو من خلال لوحاتك التشكيلية؟
إذا كنا نتحدث عن الثورة بمفهومها الشامل، فأنا ثائرة منذ طفولتي على كل أشكال الظلم والفساد. ولعل عملي في مجال تدريس الفنون البصرية طيلة عشرين عاما، منحني فرصة ذهبية لأنقل كل مبادئي الثورية وكل أفكاري الحرة والمسؤولة لطلابي وطالباتي، بطريقة ممتعة وفي قالب فني جميل. أما عن الثورة السورية العظيمة، فقد كانت وما زالت جزءاً من تكويني، إنها وجهي الأنبل وفكرتي الأكمل. هي بالنسبة لي صراط حياتي المستقيم الذي سأواصل السير عليه حتى لو بقيت وحدي، فسقوط الكثيرين من فوقه لا يعني أنه الطريق الخطأ، بل يعني أنهم لا يؤمنون بنور نهايته، ولا يمتلكون أدوات الوصول. عشرة أعوام مرت وأنا أحارب بالّلون والكلمة، وأوثق في لوحاتي وقصائدي ما وقع على الشعب السوري من مجازر نظام الطاغية بشار الأسد، ومن لف لفه من مجرمي العالم.

عشرة أعوام مرت وأنا أحارب بالّلون والكلمة، وأوثق في لوحاتي وقصائدي ما وقع على الشعب السوري من مجازر نظام الطاغية بشار الأسد، ومن لف لفه من مجرمي العالم

إلى أي حد منحك وقوفك مع الثورة ضد النظام القمعي، حرية في الرسم والفن عموما؟ وما هي أبرز معاناة التشكيلي والفنان السوري الذي أعلن وقوفه إلى جانب الشعب وثورته؟
قد يصعب على الفنان الثائر أن يحمل وطنه داخل حقيبة سفره، لكن الأصعب أن يتحمل كثافة الشوق إليه، ويجيد طريقة التعبير عن قضاياه العميقة، فأنا عندما أقول بأن الفن التزام وتضحية، فلا يعني ذلك أن يُضحي الفنان بمبادئه الإنسانية في سبيل ارتفاع لواء الفن، بل يجب أن يُسخر جميع أدواته الإبداعية، في سبيل إعلاء مبادئ الإنسانية، وإلا صار فنه أجوف فارغاً، يخلو من السمو والرفعة، فيبدو مبتذلاً وتنسلخ عنه ملامحه الإنسانية شيئاً فشيئاً، حتى لا يكاد يتعرف على نفسه. ببساطة، الثورة الحقيقية عندي مسألة إيمان أو كفر، ومن الخطورة القصوى أن توجد بينهما منطقة وسطى يرتاح فيها الرماديون الجبناء على حساب دماء الشهداء ومآسي الشيوخ والأرامل والأطفال في سورية.

ماذا في جعبتك من مشاريع وأعمال فنية في قادم الأيام؟
في جعبتي الكثير؛ فأنا أحضّر الآن لمعرض فني في قطر يحمل عنوان "ملامح". وفي المجال الأدبي، لدي رواية في طور النشر بعنوان "لأنك مدينتي"، ورافعة الرواية جزء من أدب الثورة ممزوج بمفاهيم الحب والحياة والحرية.

المساهمون