ممثلون ينافسون الإعلاميين على الشاشات التونسية

ممثلون ينافسون الإعلاميين على الشاشات التونسية

04 ديسمبر 2021
يقدم لطفي العبدلي برنامج منوعات على قناة "قرطاج +" (نيلسون برنارد/Getty)
+ الخط -

من الظواهر اللافتة في الإعلام السمعي- البصري في تونس تحوُّل عدد كبير من الممثلين والممثلات إلى مقدمي برامج إذاعية وتلفزيونية، وهو ما تختلف حوله الآراء. البعض يرى فيه إثراءً للمشهد السمعي- البصري، خاصة أن الكثير من الممثلين والممثلات يوظفون نجوميتهم لجلب المعلنين التجاريين، ورفع نسب المشاهدة. في المقابل، يرى الصحافيون الذين درسوا الإعلام والصحافة هذا التحوُّل تضييقاً عليهم واعتداء على مهنتهم.

من أبرز نجوم التمثيل الذين أصبحوا مقدمي برامج إذاعية وتلفزيونية نذكر في قناة "قرطاج +" الخاصة لطفي العبدلي الذي يقدم برنامج منوعات أسبوعياً يحظى بنسب مشاهدة لافتة. وفي قناة "التاسعة" الخاصة نجد من أبرز الوجوه الفنية التي تقدم برامج المنوعات، وسيم الحريصي، المعروف باسم "ميغالو". وفي قناة "الحوار التونسي" الخاصة نجد الممثلين نضال السعدي والصادق حلواس ونعيمة الجاني وغيرهم من الممثلين يشاركون في تقديم برامج ترفيهية.

هذه القنوات التلفزيونية الثلاث تعتبر من الأكثر مشاهدة في تونس، لذلك تحرص على جلب عدد من نجوم التمثيل لدعم برامجها، وشدّ أكبر عدد ممكن من المشاهدين حتى تتمكن من الاستفادة من الإعلانات التجارية في سوق محدودة تشهد تراجعاً كبيراً نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس منذ سنوات.

الإذاعات الخاصة قامت هي الأخرى بجلب عدد كبير من نجوم التمثيل لتقديم برامج إذاعية. ففي إذاعة "إي أف أم" الخاصة، نجد الممثلة وجيهة الجندوبي تقدم برنامجاً إذاعياً يومياً، وكذلك الممثل نضال السعدي الذي يقدم البرنامج الصباحي في المحطة الإذاعية نفسها، والممثل محمد السياري الذي يقدم برنامجاً يومياً في الفترة المسائية. وفي إذاعة "جوهرة أف أم" الخاصة، يتولى الممثلون جعفر القاسمي ولطفي بندقة وصابر الوسلاتي تقديم برامج إذاعية.

لا يقتصر مقدمو البرامج الإذاعية والتلفزيونية، من غير خريجي جامعات الإعلام والصحافة، على الممثلين، بل شملت بعض المحامين ولاعبي كرة القدم المعتزلين، مثل المحامية مي القصوري والمحامي فتحي المولدي، ولاعبَي كرة القدم المعتزلين عمار الجمال وخالد القربي.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

 هذه الظاهرة أثارت الكثير من ردود الأفعال الرافضة لها من قبل النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التي تعتبر أن توظيف ممثلين ولاعبي كرة قدم ومحامين لتقديم برامج تلفزيونية وإذاعية يؤثر على القطاع الإعلامي، ويدفع خريجي الجامعات المختصة في تدريس الإعلام، والذين يتجاوز عددهم 200 متخرج سنوياً، إلى البطالة في سوق إعلامية ذات قدرة تشغيلية محدودة.

يتشارك مع رأي النقابة عدد من الإعلاميين، إذْ يرى الإعلامي هيثم المكي أن البحث عن رفع نسب المشاهدة يدفع القنوات التلفزيونية إلى الاستنجاد بممثلين وممثلات من دون مراعاة لخصوصية المهنة الإعلامية. وهو نفس الرأي الذي يشاركه فيه الإعلامي الصادق التواتي الذي يفسر الظاهرة بالقول إن "المسألة هنا لا تتعلّق بمنطق السوق والمنافسة والعرض والطلب التي يردّدها البعض، بل بسهولة التغلغل داخل الجسم الصحافي الذي أصبح للأسف مرتعاً لكلّ متطفل من دون شهادة علمية في الاختصاص أو من اختصاصات أخرى على حساب أهل المهنة الذين اختاروها لتكون مصدر رزقهم الوحيد، فوجدوا أنفسهم على باب الفضل وليسوا أصحاب حق ولهم الأولوية في نظر الدخلاء المرتزقة".

المساهمون