Skip to main content
ملّاك التحف شماليّ سورية يتخلون عنها بسبب الفقر
عامر السيد علي ــ إدلب

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.

إسماعيل الحمصي، مهجر من مدينة معرة النعمان، وهو صاحب محل شرقيات ومختص بالمسابح النادرة في مدينة الدانا، قال لـ"العربي الجديد" إن "الشرقيات التراثية كانت تورث في سورية من الأب للأبناء فقط، ويحتفظ الأبناء بهذه القطع التراثية التي وصلت إليهم من أجدادهم، ولكنها الآن تحولت إلى سلعة تجارية بسبب ضيق الحال وظروف التهجير".

وأضاف الحمصي: "كنت سابقاً مجرد هاوٍ للقطع التراثية الشرقية، ولكن الآن أصبحت تاجراً بعد تهجيرنا من مدينة معرة النعمان. أعرف الكثير من الرجال الذين كانوا يتفاخرون باقتناء قطع تراثية نادرة، ولكنهم الآن باعوا جميع ما يملكون. الكثير من القطع أيضاً تُباع خارج الحدود السورية، وبعضها يعود إلى موطنها الأصلي كمسابح الكريب المسكي الألماني التي تُباع لأشخاص في ألمانيا".

وتابع: "يُعرَض عليّ الكثير من القطع التراثية، وبعضها لا أستطيع شراءه لارتفاع ثمنه، وهذه القطع تساعد صاحبها مادياً لفترة من الزمن".

أما أحمد الأصفر، المهجَّر أيضاً من مدينة معرة النعمان، فقد قال لـ"العربي الجديد": "أنا هاوٍ للباس العربي والمسابح والخواتم وغيرها من القطع التراثية. ما زلت لليوم أتتبع أخبار القطع النادرة؛ هل ما زال أصحابها يحتفظون بها أم باعوها؟ وهل ما زالت في البلد أم لا؟ فالكثير من أصحاب هذه القطع اضطروا إلى بيعها للأسف الشديد. سابقاً كان العار يلاحق من يبيع قطعة تراثية ورثها عن والده أو جده، ولكن اليوم أصبح أمراً طبيعياً بسبب ضيق الحال وانتشار الفقر. عند نزوحي من مدينتي اضطررتُ أنا إلى بيع العديد من القطع التراثية، لكنني حاولت بيعها لأشخاص من مدينتي، كمسبحتي التشيكية التي بعتها لصديقي كي أستطيع رؤيتها عندما نجتمع".

وتحدث عامر الأحمد، المقيم في إدلب، لـ"العربي الجديد"، عن تخليه عن كثير من التحف، إحداها بندقية صيد تاريخية، بسبب الحاجة المادية. وقال: "رغم أثرها واهتمامي الكبير بها، لكونها تعود لجدي، إلا أني تخليت عنها. نزحت عدة مرات وأخذتها معي في رحلة النزوح إلى إدلب، وأخيراً بعتها مقابل مبلغ لا يساوي قيمتها بسبب الحاجة".