ملح الهيمالايا... تلك السّفوح الوردية

ملح الهيمالايا... تلك السّفوح الوردية

03 يونيو 2021
يتّخذ لونه الوردي نتيجة احتوائه على معادن عدة أبرزها الحديد (Getty)
+ الخط -

من الضروري للغاية تناول الملح في نظامنا الغذائي؛ إذ يلعب دورًا مهمًا في العديد من الوظائف البيولوجية، بما في ذلك توازن السوائل وتوصيل الأعصاب وتقلص العضلات. ولكن بسبب المخاطر المحتملة لاستهلاك الكثير من ملح الطعام، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ذاع سيط ملح الهيمالايا خلال السنوات القليلة الماضية، ورُوِّج له كبديل صحي لملح الطعام، كونه يحمل العديد من الفوائد الصحية.

ملح الهيمالايا هو ملح وردي اللون، مستخرج من منجم ملح Khewra الذي يقع بالقرب من جبال الهيمالايا في باكستان. تشبه تركيبة ملح الهيمالايا الوردي كيميائيًا ملح الطعام؛ إذ يحتوي على ما يصل إلى 98% من كلوريد الصوديوم، إلا أن عملية الحصاد الطبيعية لملح الهيمالايا الوردي تجعله يحتوي على العديد من المعادن المختلفة، إضافة إلى العناصر النادرة التي لا توجد في ملح الطعام العادي. هذه المعادن، وخاصة الحديد، هي التي تمنحه اللون الوردي المميز، وهي أيضًا سبب المذاق الخاص به.

عادة ما يكرر ملح الطعام بشكل كبير ويخلط مع عوامل مانعة للتكتل لمنع التكتل مثل سيليكات الصوديوم أو كربونات المغنيسيوم، لكن ملح الهيمالايا أقل معالجة، ولا يحتوي عادة على مواد مضافة. يشترك ملح الهيمالايا الوردي بالعديد من الفوائد الصحية التي يمنحها الملح العادي، مثل دعم صحة الجهاز التنفسي، وتحسين صحة الجيوب الأنفية، والحفاظ على توازن سوائل الجسم ومنع الجفاف فيه، وضبط ضغط الدم، والمساعدة في استرخاء العضلات.

وعلى الرغم من أن ملح الهيمالايا يحتوي على معادن ضرورية وعناصر نادرة، يصل عددها إلى ما يقرب من 84 من المعادن المفيدة والضرورية للجسم، مثل البوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم والحديد التي لا يحتويها ملح الطعام، إلا أن هذه المعادن موجودة بكميات صغيرة جدًا (2% فقط من تركيبة الملح). ووفقاً للعلماء، لا تكفي لتقديم أي فوائد صحية ملموسة.

يحتوي ملح الهيمالايا على نسبة أقل من الصوديوم مقارنة بالملح العادي؛ فكل ملعقة صغيرة من ملح الطعام العادي تحتوي على 2300 ملغ من الصوديوم، في حين أن ملعقة صغيرة من ملح الهيمالايا الخشن تحتوي على أقل من 2000 ملغ من الصوديوم. وهذا يعني أن استهلاك ملح الهيمالايا سيؤدي إلى خفض حصة الصوديوم المستهلكة يوميًا والوقاية من ارتفاع ضغط الدم. ولكن نظرًا إلى أن الملح الوردي غالبًا ما يحتوي على بلورات أكبر من ملح الطعام، قد تحتاج إلى استخدام كميات أكبر من الملح الخشن لتحصل على ملوحة ملح الطعام المطحون ناعماً، وبالنتيجة قد لا يكون هناك فرق في كمية الصوديوم المُستهلَكَة، كما يبدو مفترضاً.

لايف ستايل
التحديثات الحية

ويحتوي ملح الهيمالايا بشكل طبيعي على اليود الذي يحتاجه الجسم للحفاظ على وظيفة الغدة الدرقية والتمثيل الغذائي السليم للخلايا. إلا إن إضافة اليود إلى ملح الطعام العادي أصبحت شائعة، إذ تضيف الشركات المنتجة اليود إلى ملح الطعام بعد معالجته، إلى أن أصبح الملح المُعزز باليود أحد المصادر الشائعة لهذه المادة، إضافة إلى المصادر الأخرى كالأسماك، وخضروات البحر، ومنتجات الألبان والبيض.

وعلى الرغم من أن ملح الهيمالايا الوردي قد يحتوي بشكل طبيعي على بعض اليود، إلا أن كمية اليود فيه أقل من اليود الموجود في الملح المُعزز. لذلك، فإن استهلاك ملح الهيمالايا الوردي كمصدر لليود لن يكون كافياً بالنسبة للذين يعانون من نقص اليود أو المعرضين لخطر نقصه، ويتوجب عليهم في هذه الحالة الحصول على اليود من مصدر آخر عند استخدام الملح الوردي بدلاً من ملح الطعام. ختاماً، يجب على أولئك الذين يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية والكلى، مراقبة تناول الصوديوم والحد من استخدام جميع أنواع الملح، بما في ذلك ملح الهيمالايا الوردي، والحد من الأطعمة المصنعة والجاهزة؛ فوفقاً لجمعية القلب الأميركية (AHA)، أكثر من 75% من مدخول الصوديوم يأتي من الملح الموجود في هذه الأطعمة.

وتوصي الإرشادات الغذائية الحالية في الولايات المتحدة، بألا يستهلك معظم البالغين أكثر من 2300 ملغ من الصوديوم يوميًا، أي ما يعادل ملعقة صغيرة (6 غ) من الملح المطحون.

المساهمون