مقهى إنترنت للنساء فقط في مأرب اليمنية

مقهى إنترنت للنساء فقط في مأرب اليمنية

02 نوفمبر 2020
تأمل صاحبة المقهى بتغيير المفاهيم السائدة في البلاد عن قيادة النساء للمشروعات (تويتر)
+ الخط -

عندما أدركت أم فراس أنه لا يوجد أماكن ترفيه للنساء في مدينتها باليمن قررت أن تتصرف بنفسها، فقامت بفتح  مقهى للإنترنت للنساء فقط على أمل تغيير المفاهيم السائدة في البلاد عن قيادة النساء للمشروعات.

وقالت وهي جالسة في المقهى الذي افتتحته في إبريل/نيسان 2019 في محافظة مأرب شرقي اليمن، إن الفكرة جاءت من خلال حديث عفوي عائلي بشأن عدم وجود أماكن ترفيه تخص النساء، بحيث يجتمعن بأريحية ويكون كل الكادر من الإدارة إلى أصغر موظفة بالمكان نسائياً.

وتعني النظرة السائدة في المنطقة لخروج المرأة للعمل أن البعض لن يتقبل مشروعها. لكنها قالت "من الطبيعي أن أي فكرة جديدة لابد أن يكون لها مؤيد ومعارض، كلمة "كافيه" بشكل عام قد تكون ارتبطت بأفكار ومعتقدات سيئة وذلك راجع للموروث الثقافي والمجتمعي وللطبيعة القبلية السائدة في المنطقة التي قد لا تسمح بمثل هذا النوع من المشاريع".

وفي السياق، كان اجتذاب الزبائن مسألة صعبة لكن خدمة الإنترنت القوية النادرة في اليمن أتت بثمارها مع الطالبات.

وتقول أم فراس "أصبحت أهداف فكرتنا تأخذ بعداً أعمق ورؤية أعمق في دفع دور المرأة بالمجتمع من خلال المشاريع النسائية الخاصة".

وتأتي وداد طالبة الطب لتدرس في المقهى وتحبه لعدم وجود أماكن غيره للطالبات. وتقول زبونة أخرى تدعى هاجر إنها تأتي إلى المقهى مع رفيقاتها، لتغيير الجو وكسر الروتين اليومي. نأتي ونتصفح الإنترنت ونتناول بعض المشروبات في مكان يعد الوحيد في مأرب الذي يوفر خصوصية للنساء.

ومأرب منطقة غنية بالغاز الطبيعي شرقي اليمن، وازدهرت كمدينة تعج بالسكان مع بداية الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات إذ فر الناس إليها من مناطق القتال. وشكل ذلك ضغوطاً على خدمات مثل الإنترنت لمواكبة الزيادة السكانية.

وإدارة الأعمال ليست بالأمر السهل في اليمن الذي دمرته الصراعات والأمراض والأزمة الاقتصادية الطاحنة.

واحتدم القتال في الفترة الأخيرة كذلك حول مأرب وهي من معاقل الحكومة المعترف بها دولياً في اليمن.

وتستورد أم فراس معظم أنواع المشروبات التي تقدمها من الخارج، محافظة على جودة ما تقدمه رغم التحديات التي تواجهها مع ارتفاع الأسعار وتذبذب سعر العملة اليمنية.

وقالت "بعد أن بدأنا عملنا، بتنا نواجه صعوبة في الحفاظ على معايير الجودة في كل ما نقدمه خصوصاً في ظل ما نواجهه الآن من ارتفاع بالأسعار وتغير مستمر في سعر صرف العملة". لكنها رغم ذلك تطمح للتوسع وإقامة مكان ترفيه أكبر للنساء والأطفال.

(رويترز)

المساهمون