استمع إلى الملخص
- تأسست إذاعة صوت أميركا في عام 1942 كأداة للدعاية المضادة، واستهدفت الشعوب الخاضعة للأنظمة الاستبدادية، وكانت مصدراً موثوقاً في ظل الرقابة الصينية، مقدمة تقارير حول قضايا مثل الاعتقال الجماعي للمسلمين الأويغور.
- من المتوقع أن تستأنف إدارة ترامب القرار، لكن الإذاعة لا تزال مغلقة، وقد استولت الصين وروسيا على تردداتها، مما يبرز أهمية عودتها لتوضيح الموقف الأميركي في المفاوضات مع طهران.
طالب مديرون سابقون لإذاعة صوت أميركا الكونغرس بالتدخل لإعادة بثها، بعد أن قضت محكمة بأن تجميد الرئيس دونالد ترامب لعملها يعدّ انتهاكاً للقانون. وفي رسالة إلى مجلس النواب، ناشد تسعة من عشرة مديرين سابقين لإذاعة صوت أميركا الكونغرس الشهر الماضي "التصرف بسرعة"، لمنع ترامب من إنهاء عمل المؤسسة التي أسستها الولايات المتحدة قبل ثمانية عقود. وأشاروا في الرسالة إلى أن "هذه الخطوات اتخذت من دون استشارة الكونغرس الذي صوت مراراً لدعم هذه الشبكات ولم يكن له يد في خطط إغلاقها". وأضافوا: "في الوقت نفسه، تُعتبر هذه الأوامر هدية للصين وإيران وروسيا وغيرها من الأنظمة القمعية حول العالم".
ومن بين موقعي الرسالة ديك كارلسون، والد المذيع المحافظ تاكر كارلسون الذي تربطه علاقة وثيقة بترامب. خدم كارلسون الأب أطول مدة مديراً للإذاعة خلال عهدي الرئيسين رونالد ريغان وجورج بوش الأب، وتوفي في 24 مارس/آذار الماضي خلال إعداد الرسالة.
ونشرت الرسالة الأربعاء، بعد أن أصدر قاض فيدرالي أمراً ابتدائياً لإعادة بث الإذاعة، قائلاً إن الإدارة لا سلطة لديها لخفض التمويل بهذا الشكل الحاد الذي تمت الموافقة عليه من الكونغرس. القرار الذي أصدره القاضي الفيدرالي في العاصمة الاتحادية رويس لامبيرث جاء بناء على مراجعة قُدّمت إليه بصورة عاجلة. وفي قراره، أمر القاضي الحكومة بإعادة موظفي الوكالة الأميركية للإعلام الدولي، المولجة الإشراف على عمل هذه المؤسّسات الإعلامية، إلى وظائفهم وأن تستأنف دفع الإعانات المالية المخصّصة لهذه المؤسسات من الكونغرس والمعلّقة منذ مارس.
تأسّست إذاعة صوت أميركا في 1942 أداةً للدعاية المضادّة تستهدف على وجه الخصوص الشعوب الخاضعة للأنظمة الاستبدادية، خاصة في الكتلة السوفييتية في أوروبا الشرقية خلال الحرب الباردة.
وفي هذا السياق، كتب الصحافي تشارلز هاتزلر، الذي أمضى 25 عاماً في تغطية الشؤون الصينية لصالح وكالة أسوشييتد برس وصحيفة وول ستريت جورنال، أن "إغلاق إذاعة صوت أميركا وقطع التمويل عن محطات البث التابعة لها يضر بالخصوص الولايات المتحدة في منافستها مع الحكومة الشيوعية في الصين". وأضاف هاتزلر، في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست أمس الخميس، أن إذاعة صوت أميركا "لطالما حظيت باهتمام خاص من الصينيين الذين توافدوا منذ عقود على البث عبر الموجات القصيرة لتعلم اللغة الإنكليزية. كما رأى الصينيون في إذاعة صوت أميركا القيم الأميركية المتمثلة في حرية الصحافة وسيادة القانون، وكيف شكّلت هذه القيم رقابة على سلطة الحكومة". وأشار إلى محطات عدة شكلت فيها الإذاعة مصدراً موثوقاً في ظل الرقابة وسيطرة البروباغندا الصينية، وبينها دورها في تغطية الاعتقال الجماعي والدمج القسري للمسلمين الأويغور في منطقة شينجيانغ الصينية، إذ "قدّم مراسلو الأويغور في إذاعة آسيا الحرة تقارير رائدة حول حملة القمع الصينية. ووثّقت إذاعة صوت أميركا جهود الصين لنشر هذا القمع في الخارج، بما في ذلك استهداف أفراد عائلة أحد مراسليها المقيمين في الولايات المتحدة".
ومن المتوقع أن تستأنف ادارة ترامب القرار، لكن إذاعة صوت أميركا لا تزال مغلقة منذ منتصف مارس.
وكشف ديفيد أنسور، الذي شغل منصب مدير "صوت أميركا" بين عامي 2011 و2015 وقاد جهود إعداد الرسالة، أن الصين وروسيا استولتا على الترددات التي تستخدمها الإذاعة حول العالم. وقال أنسور إنه كان بامكان "صوت أميركا" الآن شرح الموقف الأميركي بينما تتفاوض إدارة ترامب مع طهران حول برنامجها النووي. وأضاف أنسور لوكالة فرانس برس: "نأمل أن يكون هناك عدد قليل من الجمهوريين ولا حاجة أن يكونوا كثرة، يلتقون حول فكرة أنهم يريدون تأكيد سلطة الكونغرس ولا يريدون إلغاء صوت أميركا". وتابع: "من الواضح أن كل أسبوع يمر يتسبب بمزيد من الأضرار، لذا لدينا إحساس عاجل بأننا نود أن نرى صوت أميركا تعود للعمل مرة أخرى".
وكان ترامب قد تساءل عن سبب عدم ترويج "صوت أميركا" لوجهة نظر إدارته، وانتقد الاستقلالية التحريرية للإذاعة. والوكالة الأميركية للإعلام الدولي وضعها ترامب تحت سلطة كاري ليك المحافظة للغاية. وأعلنت ليك، في مارس، أنّ الحكومة فكّكتها بعدما اعتبرتها "عملاقاً فاسداً وعبئاً على دافعي الضرائب الأميركيين". وبحسب إدارة ترامب فإنّ هذه الوكالة المتّهمة بـ"الإهدار والاحتيال وسوء الاستغلال الفاضح"، شكّلت أيضاً "خطراً على الأمن القومي". وتشمل المؤسّسات التي تتلقى تمويلاً من الوكالة، بالإضافة إلى إذاعة صوت أميركا، كلاً من إذاعة آسيا الحرة وشبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN).