معرض في موسكو يسلّط الضوء على مؤتمر يالطا بذكراه الـ80

11 فبراير 2025
يتضمن المعرض تمثال رأس تشرشل (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مؤتمر يالطا 1945: أقيم في شبه جزيرة القرم السوفييتية، حيث اجتمع ستالين وروزفلت وتشرشل لتحديد ملامح النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى تحكم الدول المنتصرة في القضايا العالمية عبر مجلس الأمن الدولي.

- معرض "يالطا 1945": يُقام في متحف النصر بموسكو، ويعرض تمثالاً مصغراً للقادة الثلاثة ووثائق تاريخية، منها الاتفاق السري لدخول الاتحاد السوفييتي الحرب ضد اليابان، مما يبرز الخلاف المستمر حول جزر الكوريل.

- الأثر الثقافي: ألهم المؤتمر أعمالاً فنية مثل رواية "مزرعة الحيوان" لجورج أورويل، التي تعكس المصالحة بين الشيوعيين والرأسماليين، وتُعد من أبرز الأعمال الأدبية في القرن العشرين.

بمناسبة مرور 80 عاماً على مؤتمر يالطا الذي عُقد في شبه جزيرة القرم السوفييتية آنذاك بين 4 و11 فبراير/ شباط 1945، يتواصل بمتحف النصر الواقع على بعد كيلومترات عدة من وسط موسكو معرض "يالطا 1945: قاعدة النظام العالمي الجديد" لتسليط الضوء على هذا الحدث المفصلي في مسار الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) وتاريخ العالم في القرن الـ20.

ويستقبل المعرض زواره بتمثال برونزي مصغّر يجمع زعيم الاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين مع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، الذين اجتمعوا في يالطا لوضع خطة لإلحاق هزيمة نهائية بألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر والاتفاق على ملامح النظام العالمي في مرحلة ما بعد الحرب.

تمثال مصغر يجسد اجتماع ستالين وتشرشل وروزفلت (العربي الجديد)
تمثال مصغر يجسد اجتماع ستالين وتشرشل وروزفلت (العربي الجديد)

كما يتضمن المعرض نسخاً من الصحف الصادرة آنذاك وبعض الوثائق التي تمخّض عنها المؤتمر، بما فيها الاتفاق السري على دخول الاتحاد السوفييتي الحرب ضد اليابان بعد استسلام ألمانيا مقابل بعض الشروط، بما فيها تسليم جزر الكوريل لموسكو، فيما لا تزال السيادة على الجزر موضعاً للخلاف بين روسيا واليابان حتى اليوم وتعوق إبرام اتفاقية سلام رسمية بينهما.

جانب من تغطية المعرض بالصحافة السوفييتية (العربي الجديد)
جانب من تغطية المعرض بالصحافة السوفييتية (العربي الجديد)

مؤتمر يالطا في سطور

عُقد مؤتمر يالطا الذي عُرِف أيضاً باسم مؤتمر القرم في قصر ليفاديا بمدينة يالطا، في وقت انتقل فيه مسرح الأعمال العسكرية إلى داخل الأراضي الألمانية، وحدّد المبادئ الأساسية للنظام العالمي ما بعد الحرب. مهّد ذلك الطريق أمام تحكّم الدول المنتصرة في أبرز قضايا العالمية من خلال عضويتها الدائمة وحق النقض "الفيتو" بمجلس الأمن الدولي الذي يتيح للولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين إملاء شروطها على باقي دول العالم حتى اليوم. كما أثبت المؤتمر قدرة قوى عظمى ذات أنظمة سياسية مختلفة على توحيد جهودها لمواجهة عدو مشترك رغم أشد الخلافات الأيديولوجية بينها.

نظراً لأهميته التاريخية، وجد مؤتمر يالطا لنفسه مكاناً في مرآة الفن والإبداع الروسيين والعالميين، إذ أنهى الروائي البريطاني السياسي، جورج أورويل (1903 - 1950)، روايته الشهيرة "مزرعة الحيوان" (1945) بالمصالحة "بين البشر والخنازير" التي بلغت حد تعذر التمييز بينهم مع إيحاءات بالمصالحة بين الشيوعيين والرأسماليين في يالطا. وتعد "مزرعة الحيوان" إلى جانب رواية "1984"، من أبرز أعمال أورويل، وتدور أحداثها في عالم الحيوانات مع إيحاءات وتلميحات ساخرة إلى تجسيدها للأحداث الدراماتيكية التي شهدها الاتحاد السوفييتي والعالم في النصف الأول من القرن الـ20. 

المساهمون