استمع إلى الملخص
- تصاعد الجدل بعد استخراج منشورات قديمة لبنزلزار على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهم بالتشدد الديني، وانتقد النائب غيللوم بيغو المؤسسات العامة لصمتها.
- أكدت وزيرة الثقافة رشيدة داتي أن الهيئة الناظمة للإعلام لن تعاقب بنزلزار، لكن تصريحاته القديمة وصفت بالفضائحية، مما أدى إلى إيقاف ظهوره التلفزيوني.
أثار العبور السريع للكوميدي الفرنسي مروان بنزلزار (29 عاماً) على قناة فرنسا 5 حملة استنكار واسعة شنّها اليمين المتطرّف الفرنسي، وصلت إلى حدّ تدخل وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي. لكن لماذا الاعتراض على كوميدي قدّم (استثنائياً) فقرةً تلفزيونية؟ هل يتعلّق الأمر بالمضمون الذي عبّر عنه على الشاشة؟ هل كان عنصريّاً أو مهيناً؟ أو استخدم مثلاً الفكاهة للتنمّر؟ لا علاقة لما سبق بالضجة والحملة ضدّ الكوميديّ.
كانت المشكلة في مظهر مروان بنزلزار: لحية طويلة، كنزة فضفاضة، وقبعة مثنيّة الأطراف. أثار شكل بنزلزار غضب النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي، ناتالي لوازو (يمين متطرّف)، التي نشرت صورةً له من الفقرة مُرفقةً مع التعليق الآتي: "باسم جميع النساء، وحريتهنّ، وحقوقهنّ التي اكتسبنها بصعوبة، والتي داس عليها الإسلاميون في جميع أنحاء العالم، هناك سؤال واحد فقط: لماذا؟". كرّت سبحة التعليقات بعد منشور لوازو، سواء تماشياً معها، أو استنكاراً لمضمون كلام النائبة وربطها بين المظهر الخارجي والإسلاموية، وبالتالي ممارستها العنصريّة بحقّ بنزلزار. كثيرٌ من الانتقادات طاول منشور النائبة، مثل النائب عن حزب الخضر الفرنسي، بنجامين لوكاس، الذي اتهمها مباشرةً بالعنصرية. عقّبت لوازو مستكملةً الجدل، وأكّدت بأنّ منشورها ضدّ الأيديولوجية الإسلامية وكل من يُروّج لها مباشرةً أو بغير مباشرة، وبأنها من أوائل من يُحارب العنصرية.
على إثر الجدل، وبسبب عدم تضمّن فقرة بنزلزار ما يُمكن الاعتراض عليه، ذهب بعضهم إلى حسابات مروان بنزلزار في وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عمّا يُمكن له إدانته. وهكذا، انتشرت لقطات شاشة لمنشورات وتعليقات من أرشيف بنزلزار (بين 2013 و2021)، اتُّهم على إثرها بالتشدّد الديني و"السلفيّة". استعان النائب في البرلمان الفرنسي (يمين متطرّف)، غيللوم بيغو، ببعض هذه اللقطات لاتّهام "المؤسسات العامة بالانتقال من العلمانية إلى التبشير الديني بمباركة من الهيئة الناظمة للإعلام"، مُنتقداً صمت النسويّات عن المنشورات "المؤيدة للشريعة والمناهضة للنساء".
في ردّ أول من المعني الأساسي بالقضية، الكوميدي مروان بنزلزار شارك على حسابه في "إنستغرام" صورة للقبعة التي اعتمرها في الحلقة معلّقاً بسخرية: "هذه هي القبعة موضوع الخلاف. ماركة "زارا" الإسلامية وصناعة الجمهورية الإسلامية البرتغالية".
لكن الجدل تمدّد وخرج من دوائر مواقع التواصل الاجتماعي، ودخل إلى الحيّز السياسي، وتحديداً إلى مجلس الشيوخ الفرنسي، عبر تعليق وزيرة الثقافة، رشيدة داتي، على الأمر. بعد مساءلة وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، عن الأمر، أكّدت أن الهيئة الناظمة للإعلام لن تتخذ إجراءات عقابية، لأن الفقرة التي قدّمها بنزلزار لم تتضمّن تصريحات مرفوضة. لكنها اعتبرت أن تصريحاته القديمة "فضائحية"، وبناءً عليه اتّخذت إدارة التلفزيون الفرنسي قرارها بإيقاف ظهوره على شاشاتها.
لم تغب وزيرة الثقافة عن الردّ الأساسي لبنزلزار، الذي جاء في فقرة كوميدية قدّمها على أحد المسارح في باريس. سخر الشاب من كلّ الأطراف المشاركة في خلق الجدل، وتوجّه إلى الجمهور بالقول: "هل أمضيتم أسبوعاً جيّداً؟ أنا، يوم أمس، قُرئت منشوراتي في مجلس الشيوخ، وطردتني وزيرة الثقافة. كنت أعرف أن عربياً سيطردني يوماً ما. هذا مملّ، لكن كنت أعرف". أضاف أنه عاش أسبوعاً من الكراهية، فتلقى بين عشر و15 رسالة تهديد أو إهانات، في الدقيقة الواحدة. وشرح في الفقرة كيفيّة اقتطاع بعضهم كلامه من سياقه الأساسية، وتوظيفه في سياقات أخرى واستخدامها ضدّه.