مصر: تعليق سولافة مجدي وحسام الصياد الأول بعد إخلاء سبيلهما

مصر: سولافة مجدي وحسام الصياد يكتبان رسائلهما الأولى بعد إخلاء سبيلهما

25 ابريل 2021
أخلت السلطات سبيل الصحافيين حسام الصياد وسولافة مجدي في 14 إبريل/نيسان الجاري (فيسبوك)
+ الخط -

كتبت الصحافية المصري سولافة مجدي، وزوجها الصحافي المصري حسام الصياد، المخلى سبيلهما في الثاني من رمضان الجاري، السبت، أول رسالة لهما بعد حبس استمر قرابة 500 يوم.

وكتبت سولافة مجدي عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رسالة قالت فيها: "بعد 500 يوم وأكثر في عزلة.. نعود.. 500 يوم وأكثر اتعلمت فيهم إن المحن والآلام بتصنع المعجزات، المحن بتغربل الحياة والأفكار، وبتظهر المعدن الحقيقي لكل حاجة ولأي حد. (السجن بيجيب الناس على العضم) مقولة كنت بقولها لنفسي دايماً وأنا مسجونة، بتمكنك تتعرف على حقيقة نفسك، وحقيقة اللي حواليك جوة، واللي كانوا حواليك برة وتعيد تفكير.. 18 شهر في السجن مش فترة قليلة والتجربة مكانتش سهلة أبداً، ألم مكانش يتداوى، وأشهر مريرة وموحشة، وافتقار للشمس والهوا والدفا، حرمان من احتضان ابني وإني أشم ريحته ومنحه الطمأنينة والأمان.. تعلمت خلالهم كثير".

وتابعت: "سنة ونصف من العمر خلف القضبان محرومة من أهلي وحسام، شوفته فيهم ثلاث مرات كنا بنعيش عليهم لوقت طويل ومرير في ظلمة كان في آخرها النور رغم بعاده.. اليوم في السجن بيمر بمثابة سنة، وسط صخب وقلق وتعب نفسي وجسدي ومعاناة، حاولنا نتعلم ازاي نطلع منهم بأقل خسائر، ونخرج منها عندنا مراجعات تنور بصيرتنا لسنين قدام.. التجربة مُرة وقاسية لكن على قدر مرارتها فهي ملهمة، حسام كان دايماً يقولي الذهب علشان يلمع زيادة لازم يذوق النار".

ووجهت سولافة رسالة شكر لكل من دعمها، وقالت: "شكراً لكل اللي دعمونا حتى بكلمة، شكراً لمن تواجدوا مع خالد وأمي، وسلام ومحبة لناس آمنت بي، ولأسرتي اللي كانت أهم داعم لنا وبسببهم كنت قادرة أصلب ظهري.. شكراً لأمي على قوتها وصلابتها ودعهما غير المشروط.. صحيح أنا ما زلت في مرحلة استيعاب العالم بعد تغيرات أصابت الأشخاص قبل الأماكن، ولكن سنتعايش، وننتظر باقي الأحباب على أحر من الجمر.. محبة وسلام وأمان لشريك العمر، رفيق الدرب والضرب والسجن، أعظم اختيار في حياتي.. حسام.. أنا فخورة بالتجربة.. ونقطة ومن أول السطر ونقول.. كفارة".

من جهته، كتب حسام الصياد رسالةً أيضاً، وجّه فيها الشكر للعائلة والأصدقاء، وقال "نحن احياء وباقون وللحلم بقية".

وفي 14 إبريل/نيسان الجاري، الموافق الثاني من رمضان، أخلت قوات الأمن المصرية سبيل الصحافيين حسام الصياد وسولافة مجدي.

سولافة مجدي صحافية مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان، ألقت قوات الأمن القبض عليها برفقة زوجها المصور الصحافي حسام الصياد، ومعهما الناشط محمد صلاح، مساء يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، عقب خروجهم من أحد المقاهي بحي الدقي. وبعد اختفاء دام 18 ساعة، ظهروا ثلاثتهم في نيابة أمن الدولة العليا، على ذمة القضية 448 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، بتهم الانتماء لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، ومنذ هذه اللحظة وهم رهن الحبس الاحتياطي.

وكانت سولافة أثناء جلسة تجديد حبسها، يوم 19 يناير/كانون الثاني 2021، ذكرت للقاضي رئيس الدائرة الثالثة إرهاب أنه في مساء يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 (الساعة 11 مساءً)، جاء لزنزانتها ثلاث سجانات وأخذنها إلى خارج العنبر، وقمن بتعصيب عينيها، واصطحبنها إلى غرفة كان بها شخص مجهول قال لها: "أنا اللي هخرجك من هنا لو سمعتي كلامي، وعايزك تجاوبي على كل الأسئلة اللي هسألها ليك"، وأكدت سولافة أنه كان يريد تجنيدها للعمل معه، عبر معاونته بإبلاغه بأسماء أشخاص وطلب معلومات عنهم. وعندما رفضت سولافة طلباته قام بتهديدها بعدم رؤيتها لابنها مرة أخرى، كما أكدت سولافة أن هذا الشخص تحرش بها، من دون وصف فعل التحرش.

وفي الجلسة نفسها أيضاً، قالت سولافة إنه أثناء ترحيلها من السجن لحضور الجلسة في اليوم نفسه 19 يناير/كانون الثاني 2021، تم سحلها داخل السجن والتعدي عليها، بداية من ادعاء تفتيشها، حيث أجبرتها السجانة على خلع جميع ملابسها، بما في ذلك الملابس الداخلية، في حين قام أمين شرطة بسحلها عبر جرها من غرفة التفتيش حتى عربة الترحيلات. وعندما قامت والدتها بزيارتها بعد هذه الواقعة بثمانية أيام يوم 27 يناير/كانون الثاني، وجدتها في حالة إعياء شديدة، وقامت اثنتان من السجانات بسندها من اليمين واليسار حتى تتمكن من الانتقال من عنبرها إلى مكان الزيارة داخل السجن، كما أبلغت والدتها أنها مصابة بنزيف حاد. جدير بالذكر أنه كان قد سبق لسجن القناطر أن قام بالكشف القسري على الرحم، وأصيبت سولافة بنزيف بسبب هذا الكشف، خاصة أنها سبق أن أجرت عملية استئصال ورم بالرحم قبل ذلك.

كما أثبتت سولافة أثناء التحقيق معها تعرضها للضرب والتعذيب وسرقة سيارتها وهاتفها المحمول، ودخلت في إضراب عن الطعام في ديسمبر/كانون الأول 2019 احتجاجاً على ما تعرضت له من انتهاكات، واعتراضاً على سوء أوضاع احتجازها وحرمانها من المدة القانونية للزيارة المنصوص عليها في لائحة السجن.

وفي 30 أغسطس/ آب 2020، تم تدويرها على ذمة قضية جديدة من داخل محبسها تحمل رقم 855 لسنة 2020 بالاتهامات نفسها، حيث التزمت سولافة الصمت أثناء التحقيق معها.

المساهمون