مسلسل "المراهقة": 66 مليون مشاهدة في 10 أيام

31 مارس 2025
أوين كوبر خلال عرض المسلسل في حفل "بافتا"، مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مسلسل "المراهقة" على نتفليكس يحقق نجاحاً كبيراً مع 66 مليون مشاهدة في الأيام العشرة الأولى، ويُعتبر الأقرب إلى الكمال وفقاً لصحيفة ذا غارديان. يركز على تأثير العنف على المجتمع من خلال قصة جيمي ميلر، مراهق قاتل.
- يستند العمل إلى الواقع، مسلطاً الضوء على جرائم الطعن بين الشباب في بريطانيا وتأثير الإنترنت على تطرفهم. يتميز بأسلوب إخراجي فريد بلقطة واحدة لكل حلقة، ويبرز مشكلة عدم وعي الأهل باحتياجات أبنائهم.
- نال إشادة واسعة، بما في ذلك من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. يُعتبر أوين كوبر، الذي يجسد دور جيمي، من أبرز اكتشافات المسلسل، ويُظهر العمل صراع المراهقين في العصر الرقمي.

أصبح مسلسل "المراهقة" (نتفليكس)، الذي يتناول قصة مراهق قاتل، الأكثر نجاحاً هذا الموسم، إذ بدأ الجميع يتحدث عن هذه الدراما النفسية المثيرة.
حقق المسلسل أكثر من 66 مليون مشاهدة حول العالم خلال الأيام العشرة الأولى من عرضه، الذي بدأ في 13 مارس/آذار الماضي.
وصفت صحيفة ذا غارديان البريطانية العمل، المؤلف من أربعة أجزاء، بأنه "الأقرب إلى الكمال بين الأعمال التلفزيونية التي قُدمت منذ عقود". المسلسل من تأليف جاك ثورن، وستيفن غراهام، وتبلغ مدة عرضه الإجمالية ثلاث ساعات و50 دقيقة.
يشير عنوان المسلسل "المراهقة" إلى المرحلة الانتقالية التي يمر بها صغار السن، والتي عادة ما تكون مليئة بالتعقيدات والعواطف القوية وغير المتوقعة. يصف العمل هذه المرحلة بأنها فترة تحدث فيها "أشياء شديدة الجنون في عقل الطفل".
بالنسبة لنوع العمل، فرغم أن أحداث المسلسل تدور حول جريمة قتل، فإنه لا يُصنف مسلسل إثارة وغموض. فمنذ الحلقة الأولى، يتضح للمشاهد من ارتكب الجريمة، لكن هذا ليس محور العمل.
لا يُقدّم مسلسل "المراهقة" نفسه عملاً عائلياً أو دراما نضوج، بل يطرح سؤالاً اجتماعياً: "ما تأثير عنف الولد على من حوله؟ ومن المسؤول عن ذلك؟". تتمحور القصة حول الصبي جيمي ميلر (يجسد دوره أوين كوبر) البالغ من العمر 13 عاماً، الذي يطعن زميلة له في المدرسة. في اليوم التالي، تقتحم الشرطة غرفة نومه، بينما يقف والداه (ستيفن غراهام وكريستين تريماركو) مذهولين وعاجزين. تؤثر الحادثة بأخته الكبرى ليزا (تجسد دورها إيميلي بيز). ومن خلال مقتل الطالبة كاتي، يستكشف المشاهد نفسية جيمي الذي يتضح أنه كان ضحية للتنمر والعزلة الاجتماعية وأفكار خطيرة.
انطلق كاتبا مسلسل "المراهقة" من الواقع، تحديداً من الارتفاع الحاد في معدلات جرائم الطعن بين الشباب في بريطانيا، ومن كيفية تحول هؤلاء الشباب إلى متطرفين عبر الإنترنت. حقق المسلسل تأثيراً قوياً، ولا تدور أحداثه حول قصة يمكن نسيانها بسهولة.


يمتد المسلسل لأربع حلقات، مدة كل منها ساعة تقريباً، وكلها مصورة بلقطة واحدة. هذا الأسلوب الإخراجي الفريد، الذي أبدعه فيليب بارانتيني، يعرض حركات كاميرا مذهلة تتطلب تنسيقاً دقيقاً بين الممثلين وطاقم العمل.
يُظهر العمل مشكلة أساسية داخل الأسرة، فرغم حب والدي جيمي له، فإنهما يجهلان احتياجاته. فقد وفرا له جهاز كمبيوتر في غرفته من دون مراقبة نشاطه على الإنترنت. ويشير المسلسل إلى أن العالم الرقمي قد يكون بيئة قاسية، ويدعو الآباء إلى معرفة ما يفعله أبناؤهم.
رغم وجود عدد من الممثلين، فإن أبرز اكتشاف في المسلسل هو أوين كوبر، المولود عام 2009، الذي أبدع في تجسيد دوره، خاصة في الحلقة الثالثة التي كانت أولى الحلقات تصويراً. في أحد المشاهد القوية، تسأله الطبيبة النفسية بريوني أريستون (تجسد دورها إيرين دوهيرتي) في مركز احتجاز الأحداث، عن فعلته، مما يكشف عن صراع داخلي عميق لدى الشخصية. وتُظهر رسالة المسلسل كيف يحاول مراهقو العصر الرقمي تعويض انعدام ثقتهم بأنفسهم عبر سلوكيات عدوانية ومدمرة.
نال العمل إشادة واسعة، منها تعليق لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي أثنى على موضوع المسلسل الرئيسي. وأشار إلى أن العديد من الآباء والأمهات والعاملين مع المراهقين يدركون وجود مشكلة حقيقية تحتاج إلى معالجة. وقال ستارمر (62 عاماً)، الذي يشاهد المسلسل مع ابنه (16 عاماً) وابنته (14 عاماً): "أنا شخصياً آخذ الأمر على محمل الجد".
(العربي الجديد، أسوشييتد برس)

المساهمون