مسلسل "لو ما التقينا"... أين التشويق؟

مسلسل "لو ما التقينا"... أين التشويق؟

30 مايو 2022
يؤدي يوسف الخال دوره بحرفية عالية (فيسبوك)
+ الخط -

في عرضٍ ثان، تعرض المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال LBCI مسلسلاً لبنانياً محلياً بعنوان "لو ما التقينا" من قصة ندى خليل، وإخراج إيلي الرموز، وبطولة يوسف الخال وسارة أبي كنعان.

يبتعد الممثل يوسف الخال عن الدراما المشتركة لأسباب كثيرة، منها عدم تقدير شركات الإنتاج اللبنانية والعربية لموهبة واسم يوسف الخال في التمثيل، بعدما أثبت قدرة عالية في مجموعة من المسلسلات التي أثرت في طابع الدراما المشتركة، ومنها "لو" لبلال شحادات والليث حجو، و"تشيللو" لنجيب نصير وسامر البرقاوي. يغيب يوسف الخال عن الدراما المشتركة بشكل مقصودٍ، ويفضِّل الدراما اللبنانية رغم ضعف إنتاجها، لسبب واحد، وهو أنّه يؤمن بضرورة دعم هذه الصناعة في لبنان. لكنّه يحرم نفسه من المنافسة مع ممثلين من جنسيات أخرى، أصبحوا رهينة بيد شركات الإنتاج العربية، وأبرزهم من الممثلين السوريين.

يطرح مسلسل "لو ما التقينا" قصة حبّ سريعة جداً تقع بين البطلين. لتبدأ الحكاية التي تتداخل فيها عناصر تفقد سيطرتها على الأداء في الحلقات الأولى، فلا تشويق البدايات ظهر، ولا السعي وراء حبكة متقنة، على الرغم من فكرة المسلسل التي تبدو جيدة. إذْ يعتمد المخرج، إيلي الرموز، على أداء الممثلين دون مراجعات للأدوار، باستثناء يوسف الخال وسارة أبي كنعان. يقع "هادي" (يوسف الخال)، وهو مصمم أزياء معروف، بغرام "ريما" (سارة أبي كنعان) وهي موظفة في أحد المصارف، ويتزوّجان بسرعة قياسية. لكن سرعان ما تكتشف "ريما" أن زوجها كان على علاقة مع سيدة ثانية حملت منه دون زواج، وتحاول اليوم العودة من أوروبا التي اتخذتها مكاناً للإقامة والعيش. بعد عودة "ندى" (نتاشا شوفاني)، تقوم بزيارة منزل حبيبها دون أن تعلم بزواجه، لتُصدَم برؤية "ريما" التي تهرب إلى منزل ذويها، وتبدأ رحلة الحبكة التي أجّلتها الكاتبة لما بعد الحلقة الرابعة، واعتمدت على ايقاع بسيط دون جهد واضح لجهة فريق العمل.

أخطأ مخرج "لو ما التقينا"، إيلي الرموز، في الاستفادة من بعض الممثلين الذين شاركوا في المسلسل، وهم محترفون، دون سبب واضح، وحاول القفز بإيقاعٍ سريع ليؤجج صراع الأحداث، لكنه فشل في رسم مشهدية مقنعة للمسلسل. فهبط رصيده من الأيام الأولى للعرض، رغم أداء يوسف الخال الجيد. لكن المسلسل برمته يستغل بعض المشاهير ليوثق عمله بطريقة أفضل، ويضمن بالتالي نسبة المشاهدات وهذا ما كان.

يمكن أن تخفي القصة أسراراً واضحًة في السياق المبني عليه النص. لكن خطأ المخرج هو في قلة استخدام التقنيات، والعمل على تمكين بعض الممثلين المحصورين بالدراما اللبنانية في إظهار مواهبهم أو إقناع المشاهد. لا تبريرات علمية أو إنسانية لقصة رجل أعمال ميسور، لكنه أُمي ولا يجيد القراءة والكتابة، أو طرح مسألة التحرش بالأطفال بطريقة تبدو مقززة، إلى مجموعة من الهفوات التي بالإمكان تفاديها بمرحلة في مرحلتي التصوير والمونتاج. لكن كل ذلك لم يحصل ليتراجع مستوى المسلسل فنيًا وتقنيًا، ويظهر مجدداً أن الدراما اللبنانية الوطنية ينقصها أخصائيون ومتابعون وربما مخرجون لإخراجها من الاستسهال وانعدام الخبرة، وهو ما يحصرها في إطار محلي لبناني ضيق وعلى محطة أرضية فقط.
 

المساهمون