مسلسل "رشاش" السعودي... الأشرار يسرقون الأضواء من رجال القانون

مسلسل "رشاش" السعودي... الأشرار يسرقون الأضواء من رجال القانون

03 اغسطس 2021
موجة شبابية تقلد شخصية "رشاش" (تويتر)
+ الخط -

رغم الجدل الكبير الذي أثير حول مسلسل "رشاش"، المأخوذ من قصة حقيقية من سجل وزارة الداخلية السعودية، والانتقادات التي طاولت العمل إلا أنه حقق شعبية كبيرة، ونسبة مشاهدة فاقت التوقعات.

وكان الهدف من المسلسل إبراز بطولات رجال الأمن في مكافحة تجار المخدرات في الثمانينيات، لكن ما وقع عكس ذلك، وتحول "رشاش" (رشاش العتيبي) الذي قاد عصابة سلب آنذاك، إلى بطل شعبي، وظاهرة محببة لدى الشباب، مذكراً بالاحتفاء الشعبي الذي حصل لشخصية "شيخ الجبل" في مسلسل "الهيبة".

وبدأت تنتشر الكثير من مقاطع الفيديو لشبان يقلدون "رشاش" في المظهر والصوت، وأصبحت جملته "اللي في أمه خير يجيبني"  "ترند"، والتي قالها عندما اتصل بالشرطة، وأخبرهم أنهم سرق محل ذهب.

وانتشرت صورة على أحد الجدران في السعودية مكتوب عليها هذه العبارة. كما انتشر مقطع فيديو لشاب أطلق على نفسه "رشاش فرع جيزان" قائلاً إنه يقوم بقطع الطريق، كما كان يفعل رشاش.

 ووصل الأمر بأحد الرسامين إلى أن يرسم صورة رشاش على مدخل إحدى مغاسل السيارات كنوع من الإعلان، الأمر الذي تسبب باستدعائه للنيابة والتحقيق معه.

وترجع شعبية "رشاش" إلى الممثل يعقوب الفرحان الذي يؤدي الدور ببراعة، بل يمكن القول إن الفرحان أحد أهم أسباب نجاح العمل، رغم ترويج منصة "شاهد في آي بي" للعمل مناصفة بين يعقوب الفرحان (رمز الشر) والممثّل نايف الظفيري (رمز الخير)، والأخير يقوم بدور الضابط فهد الذي يتعقّب رشاش.

الظفيري لم يحظ بأي إشادة بسبب أدائه الجامد، وافتقاده للكاريزما التي يتمتع بها الفرحان، وهذا ما انعكس تأثيره سلباً على المشاهدين وعلى هدف العمل.

لم نلمس أي تعاطف مع جهاز الأمن، على عكس الفرحان وبقية الممثلين الذين اختيروا ليجسدوا أفراد العصابة، حيث نال أداؤهم إشادة واسعة وخصوصاً الممثل إبراهيم حجاج الذي أدى دور "قحص" وكذلك فايز بن جريس الذي يجسد دور عمر، إضافة إلى شخصيتي مهل وسلطان.

وفي الحلقة السادسة بعد مقتل أفراد العصابة على يد رجال الشرطة، انتشرت كثير من التغريدات المتعاطفة معهم، بدلاً من إداتنهم في إشارة إلى انتصار الشر على هيبة القانون.

فالمشاهدون لم يرتبطوا عاطفياً برجال الشرطة، على عكس رجال رشاش الذين أظهرهم العمل أصدقاء ولديهم جانب إنساني.

كما ركز المسلسل على علاقة رشاش بوالدته، ما زاد من التعاطف الكبير مع هذه الشخصية، وظهر ذاك واضحاً من تأثر المشاهدين بمشهد وداع رشاش لوالدته في الحلقة السادسة.

شعبية رشاش وعصابته، جعلت انتقادات كثيرة توجه لصناع العمل الذين أظهروا أن متعاطي المخدرات يصبح مقداماً ولا يخاف، وأن البدو مجرمون وقطاع طرق، وأن قائد الشرطة متواطئ مع المجرمين، وأن رجال الحرس الوطني يلعبون القمار.

ووصل التعاطف مع عصابة رشاش إلى أن عبر متابعون عن استيائهم من تحوير بعض الأحداث وافتقادها للمصداقية، ودافعوا عن رشاش وعصابته وقالوا إنهم لم يعتدوا على النساء، ولم يسرقوا المصارف كما صورهم المسلسل، واستعانوا بمقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشخص يدعى سعود الشيباني، ذكر أنه أحد الناجين من أفراد العصابة، وخلال الفيديو نفى ما ورد في المسلسل في هذا الشأن.

أثار الفيديو كثيراً من الجدل، وذكر أحد المغردين أن الشخص الذي ظهر في الفيديو فر إلى اليمن وعاش هناك 15 سنة، ثم صدر عفو عنه وعاد إلى السعودية.

المساهمون