مسلسلات رمضان 2022... انتصارات افتراضية

مسلسلات رمضان 2022... انتصارات افتراضية

30 ابريل 2022
منة شلبي في "بطلوع الروح" (يوتيوب)
+ الخط -

خاضت مسلسلات الموسم الرمضاني الحالي سباق مواقع التواصل الاجتماعي، وحققت نجاحاً في العالم الافتراضي أكثر منه في العالم الواقعي.
في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أعلنت شركة كلاكيت السورية عن التحضير لمسلسل بعنوان "كسر عضم"، يحمل توقيع المخرجة السورية رشا شربتجي؛ إذ تعود فيه بعد غياب عن الدراما الاجتماعية التي حققت لها شهرة واسعة. وتوسم الجمهور السوري خيراً بهذه العودة، وبدأت حملت الترويج للمسلسل، ما اضطر شركة الإنتاج والمخرجة إلى نفي كل المعلومات التي تحدثت بداية عن طرح "كسر عضم"، أي قضية الاتجار بالأعضاء والفساد الذي تشهده سورية.
لم يقف الناشطون عند هذا الحد، وبدأ بازار التداول بأسماء الممثلين لدور البطولة، فطرح اسم أيمن زيدان، وسلافة معمار، وسوزان نجم الدين، التي أكدت بعد عرض المسلسل أن دور "عبلة" الذي لعبته كاريس بشار كان لنجم الدين.

بعيداً عن حيثيات وأخطاء المسلسل، الذي صُوّر على عجل، لا بد من الإشارة إلى أن تقدم "كسر عضم" جاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي يؤيد روّادها هذا النمط من الأعمال؛ فالحكاية تسرد قصة فساد مستشر داخل المجتمع السوري، وهو ليس وليد اليوم، لكن التناغم الفعلي عند المشاهد، جاء بسبب سعي الناس للتعرف إلى عالم المخابرات الموازي وتفاصيله، وإن بدت أحياناً ساذجة. الواضح أن شربتجي حاولت استنساخ تجربة زميلها الراحل المخرج شوقي الماجري، عندما بنى خَطّاً درامياً في "دقيقة صمت" لسامر رضوان، واستطاع بحنكة أن يسلم قادة الفساد في المخابرات السورية إلى المحاسبة، وإذلالهم بطريقة بدت مستغربة في مسلسل صُوّر هناك، بين دمشق واللاذقية.


هروب المنتج والمخرج إلى عوالم لا تستوفي قواعد الدراما في أي طرح، يزيد من عمق الفجوة وتراجع نسبة مشاهدي الدراما العربية، وتفضيل شركات الإنتاج العمل على دراما المنصّات طوال فصول السنة، بعيداً عن المطولات الخاصة برمضان، أو باقي أشهر السنة.
في مصر، طرحت المخرجة كاملة أبو ذكري حكاية حقيقية عن الإرهاب في مسلسل "بطلوع الروح". حقق المسلسل أعلى نسبة متابعة على المواقع، رغم الآراء المتباينة في ما يتعلق بحدوتة شاب مصري يصطحب زوجته وابنه إلى الرقة، لينضم إلى "داعش"، مدمّراً عائلته.


تختزل قصص الفساد في الدراما المشتركة الواقع، هذا صحيح، لكن يبدو أنها تتحول مع الوقت إلى نقطة ضعف لدى المنتجين والمخرجين، ما يتسبب في تراجع هذه الأعمال في ما يخص التقييم الدرامي العام والرؤية التي كان واجبا مراعاتها في دراسة هذه النصوص وخروجها إلى التصوير متكاملة في الشكل والمضمون، وعدم حصرها برؤية أحادية يعتمدها عدد من المخرجين، على حساب النص، بهدف تحقيق نجاح في الفضاء الافتراضي.

المساهمون