مستوطنون يهاجمون الصحافيين بالكلاب البوليسية والحجارة بالضفة الغربية

مستوطنون يهاجمون الصحافيين بالكلاب البوليسية والحجارة بالضفة الغربية

30 نوفمبر 2020
الاعتداء هذه المرة كان من قبل عشرات المستوطنين (فيسبوك)
+ الخط -

لم يكن الاعتداء الذي تعرض له الصحافيون الفلسطينيون، اليوم الإثنين، الأول على مدار عملهم وتغطيتهم لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، لكن الاعتداء هذه المرة كان من قبل عشرات المستوطنين الذين استخدموا الكلاب البوليسية والحجارة والعصي، بل كانوا مسلحين كذلك، خلال تغطية الصحافيين فعالية احتجاجية ضد إقامة بؤرة استيطانية على الأراضي الغربية لمدينة سلفيت شمال الضفة الغربية.

الصحافيون الذين خبروا الميدان، مجهَّزين بكامل عتادهم، وغالبيتهم تعمل مع وكالات وفضائيات دولية وعربية، لم يسلموا من اعتداء المستوطنين على مرأى من جيش الاحتلال الذي لم يحرك ساكناً ضد هذا الاعتداء، وعلى وقع الهجوم وضخامته، اضطر جميع الصحافيين الموجودين وعددهم فاق العشرة على الانسحاب خوفاً على حياتهم.

يقول مصور وكالة الأنباء الفرنسية، جعفر اشتية، لـ"العربي الجديد": "كنا مجموعة من الصحافيين، ربما عشرة صحافيين على الأقل، نصور فعالية احتجاجية ضد الاستيطان غرب مدينة سلفيت، واندلع اشتباك بين الأهالي والنشطاء من جهة وبين المستوطنين من جهة أخرى، وكنا بجانب الأهالي حين تم الاعتداء علينا، بعدما أحرق الأهالي أدوات للمستوطنين كانوا يحاولون فيها إقامة بؤرة استيطانية هناك".

وأثناء تغطية الصحافيين للفعالية، بدأ المستوطنون بالاعتداء على الأهالي والصحافيين بالتزامن، وبدأوا برشق الصحافيين بالحجارة، وحاولوا تكسير كاميراتهم، بل إن المصور الصحافي جعفر اشتية يؤكد خطورة ما تعرض له الصحافيون ويقول: "إن أحد أولئك المستوطنين حاول اختطافي شخصياً لسرقة الكاميرا مني، حينها أصبحت حياتنا في خطر وأخلينا المنطقة".

جيش الاحتلال، وفق اشتية، كان موجوداً في مكان الحدث يشاهد كل ما يجري، لكنه لم يتدخل، وأصيب خلال الاعتداء على الصحافيين خمسة منهم برضوض بعد إصابتهم بالحجارة من قبل المستوطنين.

المستوطنون أيضاً كانت وحشية اعتدائهم، بأن حاولوا إطلاق كلابهم البوليسية باتجاه الصحافيين، وفق ما يرويه مصور وكالة الأناضول التركية، عصام الريماوي، لـ"العربي الجديد".

يقول الريماوي: "كانت هناك مظاهرة ضد الاستيطان في سلفيت، وكنا نغطيها، وحدثت مناوشات بين المستوطنين والمتظاهرين، ووقع عراك بالأيادي بينهم، في البداية كان نحو 5 مستوطنين في المنطقة، وخلال نصف ساعة أصبحوا 50 مستوطناً بعد أن حشدوا بعضهم البعض، وفجأة اعتدوا بالعصي والحجارة على الصحافيين والمتظاهرين، وكان مع المستوطنين نحو 10 كلاب بوليسية حاولوا إطلاقها باتجاه المتظاهرين والصحافيين".

ويؤكد الريماوي أيضاً عدم تدخل جيش الاحتلال بالمطلق وهو يرى الاعتداء على الصحافيين، حيث يقول الريماوي: "جيش الاحتلال لم يتدخل في كل ما جرى، بل بدأ باعتقال عدد من المتظاهرين وإطلاق الرصاص بالهواء، حينها انسحب جميع الصحافيين من المكان، ولكن لم يصب أحد بأذى".

مراسل "إيرب نيوز" الإيرانية، خالد صبارنة، أوضح في حديثه لـ"العربي الجديد" قائلاً: "كنا نغطي الحدث في سلفيت، كان هناك عدد قليل من المستوطنين، وفجأة حضر عشرات المستوطنين ربما قد يكون عددهم 70 مستوطناً مسلحاً ومعهم عصي، وبدأ احتكاك بينهم وبين النشطاء والأهالي، وكان جيش الاحتلال موجوداً بعد حضور العدد الكبير من المستوطنين ولم يتدخل، فقط كان تدخله حينما يحاول الأهالي التصدي للمستوطنين، يتم دفعهم أو اعتقالهم".

المستوطنون، وفق صبارنة اعتدوا على الصحافيين، ورشقوهم بالحجارة وببقايا نيران كانت مشتعلة في المكان كادت أن تحرق أحد الصحافيين، وحينما رأى الصحافيون ما يجري وشعروا بخطورة على حياتهم انسحبوا من المكان.

صبارنة الذي خبر الميدان بتغطيته لانتهاكات الاحتلال، يؤكد أنها المرة الأولى التي يتم فيها قمع فعالية وتظاهرة من قبل المستوطنين من دون تدخل لجيش الاحتلال، ويقول: "لقد قمت بتغطية فعاليات كثيرة، وهذه أول مرة أشاهد فيها أن من يقومون بقمع الفعالية هم المستوطنون بحماية جيش الاحتلال".

صمت جيش الاحتلال على اعتداءات المستوطنين، بدا واضحاً بعدم استجابته لطلب الصحافيين منع المستوطنين من الاعتداء، حيث أوضح المصور الصحافي، حازم ناصر، في حديث لـ"العربي الجديد"، "أن الصحافيين قدموا لتغطية الفعالية ضد الاستيطان في سلفيت، وخلال تلك الفعالية أحرق المشاركون أدوات سيستخدمها المستوطنون لإقامة بؤرة استيطانية في المكان، بعدها قدم عدد كبير من المستوطنين وبحماية جيش الاحتلال قاموا بمهاجمة المشاركين واعتدوا على الصحافيين، حيث أصبت أنا برضوض بحجر، وتم ضرب وشتم الصحافيين ودفعهم من قبل المستوطنين".

في حين يقول ناصر: "حاول المستوطنون منعنا من التصوير، وحاولوا كسر كاميراتنا وتخريبها، طلبنا من جيش الاحتلال منعهم من الاعتداء لكن دون جدوى، فلم يتدخل، وحينما شعر الصحافيون بوجود خطر يهدد حياتهم، اضطروا للانسحاب من المكان".

وانطلق المشاركون قبيل ظهر اليوم الإثنين، في الفعالية ضد إقامة بؤرة استيطانية غرب سلفيت وتجريف الأراضي هناك خلال اليومين الماضيين، من أمام بلدية سلفيت نحو المنطقة المستهدفة، مؤكدين رفضهم للاعتداء المبرمج الذي تتعرض له الأراضي الفلسطينية على يد الاحتلال ومستوطنيه، وفق ما أكده مدير العلاقات العامة والإعلام بمحافظة سلفيت معين ريان، في حديثه لـ"العربي الجديد".

وأوضح ريان أنه خلال الفعالية أحرق المشاركون خياماً وأدوات للمستوطنين كانوا يريدون استخدامها لإقامة بؤرة استيطانية، وحينما حاول المشاركون بالفعالية التقدم نحو معدات المستوطنين الأخرى بما فيها جرافات تقوم بالتجريف هناك لصالح التوسع الاستيطاني، منعهم عشرات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال.

المساهمون