مروحية "إنجينيويتي"... أسرار العمر المديد على الكوكب الأحمر

مروحية "إنجينيويتي"... أسرار العمر المديد على الكوكب الأحمر

10 سبتمبر 2021
+ الخط -

باتت مروحية "إنجينيويتي" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية في رحلتها الثانية عشرة، رغم أنه كان مقرراً أن تحلّق خمس مرات كحد أقصى، فيما لا يبدو مسؤولو "ناسا" مستعدين للتوقف عند هذا الحد. وقد مددت وكالة الفضاء الأميركية المهمة إلى أجل غير مسمى بعد النجاح الكبير الذي حققته. وأصبحت المروحية رفيقة درب روبوت "برسيفيرانس" الجوال المكلف رصد آثار حياة قديمة على المريخ.

ويقول جوش رافيش، المسؤول عن فريق الهندسة الميكانيكية في "إنجينيويتي" إن "كل شيء يحصل على أحسن ما يرام"، مضيفاً: "نتدبر أمرنا بصورة أفضل من المتوقع على سطح المريخ". 

وساهم المئات في المشروع، رغم أن حوالى عشرة أشخاص فقط لا يزالون منخرطين فيه، وقد انضم جوش رافيش إلى الفريق قبل خمس سنوات. ويقول: "عندما أتيحت لي فرصة البدء بالعمل على المروحية، كانت لدي ردة الفعل عينها لكثيرين، إذ تساءلت: هل سيكون ممكناً التحليق فوق المريخ؟ فهذا التحدي كبير، لأن الهواء على سطح المريخ يتسم بكثافة توازي 1 في المائة فقط من تلك الموجودة في الغلاف الجوي للأرض. وعلى سبيل المقارنة، يشبه ذلك تسيير مروحية على علو ثلاثين كيلومتراً في الأرض".

في 19 إبريل/ نيسان، أجرت "إنجينيويتي" أول رحلة لها، في حدث تاريخي لمركبة مزودة بمحرك فوق كوكب آخر. وتخطت المهمة التوقعات

وقد اضطرت مروحية "إنجينيويتي" أيضاً إلى مقاومة عملية إطلاق من صاروخ وهبوط على الكوكب الأحمر في 18 فبراير/شباط الفائت بعد سبعة أشهر بقيت خلالها معلقة بالروبوت الجوال الذي انفصلت عنه لاحقاً. ومن الصعوبات الأخرى أيضاً الصمود في ليالي المريخ الجليدية من خلال رفع حرارتها بفضل ألواح شمسية تشحن بطارياته خلال النهار. وأيضاً تعين التحليق بصورة مستقلة بفضل سلسلة أجهزة استشعار، بما أن التأخير في التواصل بين الأرض والمريخ يعوق إرسال تعليمات في الوقت الحقيقي.

في 19 إبريل/نيسان، أجرت "إنجينيويتي" أول رحلة لها، في حدث تاريخي لمركبة مزودة بمحرك فوق كوكب آخر. وتخطت المهمة التوقعات وأجرت إحدى عشرة رحلة أخرى. ويقول جوش رافيش: "تمكننا من مواجهة رياح أقوى مما كنا نعتقد".

ويوضح هذا الموظف في مختبر الدفع النفاث التابع للناسا، لوكالة "فرانس برس": "خلال الرحلة الثالثة، بلغنا كل الأهداف الميكانيكية (...) وجمعنا كل المعلومات التي كنا نأمل الحصول عليها". ومذّاك، ارتفعت المروحية إلى علو 12 متراً واستمرت آخر رحلة لها دقيقتين و49 ثانية. وفي المحصلة، اجتازت المروحية مسافة 2,6 كيلومتر. وفي مطلع مايو/أيار، أجرت المروحية أول رحلة لها ذهاباً من دون إياب، من خلال الهبوط خارج المسار الذي اختير أساساً بعناية لشهرها الأول. وقد كانت الرحلة السادسة مضطربة، فبعد توازن دقيق بسبب خلل في الصور الملتقطة خلال الرحلة لمساعدتها على التثبيت، نجحت المروحية في نهاية المطاف في الهبوط بسلام، وجرى إصلاح المشكلة".

مددت وكالة الفضاء الأميركية مهمة المروحية إلى أجل غير مسمى بعد النجاح الكبير الذي حققته. وأصبحت المروحية رفيقة درب روبوت "برسيفيرانس" الجوال المكلف رصد آثار حياة قديمة على المريخ
 

 

وباتت "إنجينيويتي" تُرسل كمركبة كاشفة لالتقاط صور بالاستعانة بآلة تصوير ملونة، إذ إن الأداة المدمجة وحدها ليست ضرورية لحسن العمل. والهدف مزدوج: التأكد من سلامة الطريق للروبوت الجوال، إضافة إلى فائدة علمية خصوصاً من الناحية الجيولوجية. 

وأوضح المسؤول العلمي في "برسيفيرانس" كن فارلي، خلال الرحلة الثانية عشرة، أن الصور التي التقطها "إنجينيويتي" من منطقة مسماة "ساوث سيثا" أظهرت أنها أقل أهمية مما كان متوقعاً. لذا، قد يتخلى الباحثون عن فكرة إرسال الروبوت الجوال إلى هناك. ظروف ملائمة بعد أكثر من ستة أشهر على الكوكب الأحمر، ازدادت شهرة المركبة الصغيرة البالغ وزنها 1,8 كيلوغرام لدى العامة، وباتت صورها على الأكواب والقمصان تباع عبر الإنترنت.

تُرسل المروحية كمركبة كاشفة لالتقاط صور بالاستعانة بآلة تصوير ملونة، إذ إن الأداة المدمجة وحدها ليست ضرورية لحسن العمل

لكن ما سرّ عمرها المديد؟ يوضح جوش رافيش أن البيئة كانت "ملائمة للغاية حتى اليوم: درجات الحرارة والريح والشمس والغبار في الهواء..."، مضيفاً: "الطقس بارد جداً رغم ذلك، لكن الأمور كان يمكن أن تتجه نحو الأسوأ".

نظرياً، يمكن المروحية العمل لفترة إضافية من الزمن. غير أن فترة الشتاء تقترب، ما قد يعقد الأمور. ونظراً إلى البيانات التي جمعتها "إنجينيويتي" حتى اليوم، يفكر المهندسون في البديل المحتمل لهذه المروحية، أي الجيل المقبل من المروحيات على المريخ. ويقول جوش رافيش: "نتوقع تطوير مروحيات بوزن يراوح بين 20 كيلوغراماً و30، قادرة على نقل معدات علمية". وقد تكون هذه التغييرات المستقبلية مبنية على عيّنات الصخور التي تسحبها حالياً "برسيفيرانس". وتعتزم "ناسا" جمعها خلال مهمة مستقبلية في ثلاثينيات القرن الحالي.

(فرانس برس، العربي الجديد)

دلالات

ذات صلة

الصورة

منوعات

قُدم مجسمان لما يشبه كائنات فضائية أمام النواب المكسيكيين تحت قبة البرلمان من جانب شخص مثير للجدل نصّب نفسه متخصصاً في الموضوع، قبيل نشر وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تقريراً منتظراً عن الأجسام الطائرة المجهولة.
الصورة

منوعات

 ​يواجه رواد الفضاء أثناء رحلاتهم كثيراً من التحديات، أبرزها الحصول على قسط كافٍ من النوم. لكنّ قضاء الأطقم الفضائية 23 عاماً من العمل على متن محطة الفضاء الدولية ساهم في الاستفادة من تجاربهم
الصورة

منوعات

كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، يوم أمس الثلاثاء، النقاب عن منزل يبدو للوهلة الأولى عادياً، لكنّه في الواقع سيحتضن اعتباراً من يونيو/ حزيران المقبل أربعة أشخاص يحجرون أنفسهم فيه لأكثر من عام لمحاكاة الحياة على المريخ.
الصورة

منوعات

عادت الكبسولة أوريون، التابعة لوكالة ناسا، بسرعة هائلة من القمر اليوم الأحد، وهبطت في المحيط الهادئ قبالة سواحل المكسيك، لتنهي رحلة تجريبية من شأنها أن تمهد الطريق لرواد فضاء في الرحلة المقبلة نحو القمر.

المساهمون