مرجان ساترابي ترفض وسام جوقة الشرف بسبب "النفاق الرسمي الفرنسي"

14 يناير 2025
مرجان ساترابي في كومبيني الفرنسية، 6 مارس 2023 (سيلفان لوفيفر/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رفضت مرجان ساترابي وسام جوقة الشرف الفرنسي، معبرة عن اعتراضها على النفاق الفرنسي تجاه إيران وتضامنها مع الإيرانيين، خاصة النساء والشباب، وانتقدت السياسة الفرنسية تجاه المعارضين الإيرانيين.
- مرجان ساترابي، مؤلفة ومخرجة إيرانية فرنسية، معروفة برواية "برسيبوليس"، وشاركت في أولمبياد باريس 2024 بتصميم نسيج فني، معبرة عن فخرها بكونها فرنسية.
- وسام جوقة الشرف الفرنسي، أعلى وسام شرف، تأسس عام 1802، ويُمنح لإنجازات بارزة، ومن بين الحاصلين عليه فيروز وفاروق مردم بك ونجيب ساويرس.

رفضت الفنانة الإيرانية الفرنسية مرجان ساترابي تسلّم وسام جوقة الشرف الفرنسي، الاثنين، اعتراضاً على الموقف الرسمي الفرنسي "المنافق" تجاه الشأن الإيراني. وفي خطوة أولى، نشرت ساترابي نسخة من الرسالة التي وجهتها إلى وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، والتي أبلغتها من خلالها رفضها تسلّم الوسام، مُرجعةً قرارها إلى اتصالها وتناغمها مع مبادئها، وارتباطها العميق ببلدها الأمّ إيران. 

وأتبعت ساترابي رسالتها بمقطع فيديو شرحت فيه أسباب اتّخاذها هذا القرار، مشيرةً إلى أنه يأتي فعلَ تضامن مع الإيرانيين، ولا سيما النساء والشباب، وكذلك مع الرهائن الفرنسيين المحتجزين في إيران. وأشارت إلى عدم فهمها السياسة الفرنسية في ما يخصّ إيران، مستهجنةً وجود وتنزه أبناء الأوليغارشية الإيرانية في شوارع باريس، من دون أن يطرح وجودهم مشكلة، بينما يُرفَض دخول إيرانيين معارضين للنظام، حالمين بالحرية وفنانين، إلى الأراضي الفرنسية، ولو بهدف السياحة، حسب تعبيرها. 

كذلك، استنكرت رفض السلطات الفرنسية المتكرّر تجديد إقامات إيرانيين مندمجين في المجتمع ويتحدّثون لغته، ليجدوا أنفسهم أمام حائط مسدود لكونهم معارضين ينشدون العيش في نظام ديمقراطي.

وفي سياق تعدادها لأسباب رفض الوسام، انتقدت مرجان ساترابي ما اعتبرته نفاقاً رسمياً فرنسياً. فمن جهة، يُحتفى بحرية النساء الإيرانيات ونضالهنّ والتقاط الصور مع المشاهير الإيرانيين في المناسبات العامة، ومن جهة أخرى لا تقدم الحكومة الفرنسية على أي خطوات فعالة في الواقع.

وأكدت الفنانة أن رفضها الوسام لا يحمل أي ازدراء أو إهانة إلى البلد الذي احتضنها، بل جاء موقفها من باب الوفاء لفرنسا التي فتحت لها أبوابها.

مرجان ساترابي.. من طهران إلى باريس

مرجان ساترابي مؤلفة روايات مصورة ورسامة ومخرجة، ولدت في إيران عام 1969، ونالت الماجستير في التواصل البصري من جامعة أزاد الإسلامية في العاصمة طهران. في عام 1994، انتقلت إلى فرنسا، ونالت جنسيتها في عام 2006، ولا تزال تعيش هناك إلى اليوم.

ولعل أشهر أعمال ساترابي رواية السير الذاتية المصورة "برسيبوليس"، التي تحكي فيها عن تجارب طفولتها في إيران، والحرب الإيرانية العراقية، وحياتها في أوروبا والفجوة الثقافية التي اضطرّت إلى التعامل معها.

حازت الرواية المرسومة بالأبيض والأسود نجاحاً كبيراً، وترجمت إلى العديد من اللغات حول العالم، كذلك حوّلته ساترابي إلى فيلم ناطق باللغة الفرنسية، حاز العديد من الجوائز، منها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي عام 2007، إضافةً إلى ترشيحه للحصول على جائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم رسوم متحركة في عام 2008.

وشاركت ساترابي في أولمبياد باريس 2024 من خلال تصميم نسيج فني "ثلاثي الأجزاء" جمع بين الفن والثقافة والرياضة، وجاء مخصصّاً للأولمبياد الثقافي. هدف المشروع إلى تشكيل أيقونة بصرية لنسخة الألعاب الأولمبية التي استضافتها فرنسا، وعبّرت الفنانة عن فخرها بهذه المشاركة، و"اعتبارها فرنسيةً أخيراً".

ما هو وسام جوقة الشرف الفرنسي؟ 

هو أعلى وسام شرف تمنحه الجمهورية الفرنسية، وقد بدأ هذا التكريم عام 1802 على يد نابليون بونابرت. يُمنح الوسام تكريماً لأشخاص قدموا إنجازات في مجالات مختلفة، منها العسكرية والثقافي. 

وكان الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون قد قلّد الفنانة اللبنانية فيروز وسام الشرف في عام 2020، وذلك تقديراً لها ولمساهماتها الفنية والثقافية. كذلك حصل الكاتب والمترجم السوري فاروق مردم بك على الوسام نفسه في عام 2018 تقديراً لمساهماته في التبادل الثقافي الفرنسي العربي. وكان رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس من الحاصلين على الوسام، لدوره في تعزيز الاقتصاد الفرنسي المصري.

المساهمون